أحمد نجيب

تحليل أهلاوي - السرعة هي الحل

خسارة الشرطة بخماسية من الزمالك رغم تقدمه بهدف في بطولة الدوري وبقائه بمعجزة في الدوري ربما لم تكن كافية لكي يعي مدربه خالد القماش الدرس ويفهمه جيداً. أن تلعب ضاغطاً علي خصمك وبخط دفاع متقدم جداً له ضوابط كثيرة في كرة القدم يبدو أنه لا يعرفها أحد داخل اتحاد الشرطة الرياضي.
الإثنين، 17 أغسطس 2015 - 17:10
صورة أرشيفية من مواجهة سابقة بين الأهلي واتحاد الشرطة
خسارة الشرطة بخماسية من الزمالك رغم تقدمه بهدف في بطولة الدوري وبقائه بمعجزة في الدوري ربما لم تكن كافية لكي يعي مدربه خالد القماش الدرس ويفهمه جيداً. أن تلعب ضاغطاً علي خصمك وبخط دفاع متقدم جداً له ضوابط كثيرة في كرة القدم يبدو أنه لا يعرفها أحد داخل اتحاد الشرطة الرياضي.

فريق الشرطة فقد ميزته الأهم مع مدربه الأسبق طلعت يوسف، ألا وهي عدم قبول الأهداف بسهولة. وخسر مباراة الأهلي منذ الوهلة الأولي عندما كُلفَ لاعبيه بمهام لا يجيدونها. حتى لو سجل الشرطة مبكراً من الفرص التي سنحت له في أول 20 دقيقة من المباراة كان سيخسر أيضاً وبعدد وافر من الأهداف.

--

كيف استعد الأهلي للمباراة وواجه الفريق الذي لم يخض مباراة رسمية منذ أكثر من شهر؟

بعد فترة راحة هي الأطول في الشهرين الأخيرين للاعبين مع إسقاط مباراة الجونة الترفيهية من الحسابات، دخل الفريق الأحمر المباراة وهو يعلم ظروف خصمه جيداً.

بدأ اللقاء بالشكل التقليدي 4-2-3-1 ولكن مع تكليف لاعبي الوسط المدافع بالاقتراب من المدافعين لتسهيل عملية الخروج بالكرة وامتصاص ضغط لاعبي المنافس ثم إرسال تمريرة واحدة سريعة خلف خطوط الفريق العسكري لكي تضرب فريق الشرطة المتقدم بأكمله.

بعد مرور نصف الشوط الأول قرر الأهلي زيادة السرعة ودخول أجواء المباراة رسمياً. حدث ذلك عندما انتهي المنافس بدنياً وبمعنى أدق بعدما أجهز فريق اتحاد الشرطة علي نفسه باللعب ضاغطاً علي عدة خطوط متباعدة مما شعرنا معه أحياناً بقلة لاعبي الفريق داخل الملعب.

جملة هجومية تكررت كثيراً. چون أنطوي مهاجم الأهلي الجديد الخطير يرتكز بين قلبي الدفاع المتقدمين ومن ثَمَ يستلم التمريرة البينية من خط وسط الأهلي ليجد حوله مؤمن زكريا الخالي من الرقابة تماماً في المساحة الكبيرة بين وسط ودفاع الشرطة وكل من رمضان صبحي وعبد الله السعيد المنطلقين من الخلف فيما بين ظهيري الجنب وقلبي الدفاع.

يتبادل أنطوي الكرة مع مؤمن أو يرسلها أحدهما مباشرة لأحد صانعي اللعب في مواجهة المرمي تماماً كما حدث في الهدفين الأول والثاني.

أحياناً بدا الأهلي وكأنه يلعب بأربعة مهاجمين يتولى تمويلهم بالكرات لاعب الوسط حسام غالي الذي لولا تباطؤه واحتفاظه بالكرة الزائد عن الحد مع استسهاله للمباراة في عدة لقطات لزادت الغلة التهديفية كثيراً.

تمريرة من غالي تضع أنطوي منفرداً في الشوط الثاني من بعد منتصف الملعب بقليل ليضيعها المهاجم الغاني بغرابة، ثم واحدة أخري أضاعها حسين السيد. غالي وحده كان يمكنه صناعة الكثير من هذه الكرات.

محمد هاني يقطع الملعب كله خلف الكرة ويرسل تمريرة عرضية لمؤمن زكريا المتمركز في مكانه المفضل علي حدود منطقة الجزاء تعلن عن الهدف الثالث.. أين لاعبي وسط ودفاع الشرطة؟!

دخول إيڤونا ومتعب بدلاً من أنطوي والظهير الأيسر حسين السيد يُعلن عن تحول الشكل التكتيكي للأهلي إلي 4-2-2-2 مع تراجع چوكر الفريق مؤمن زكريا لمركز المدافع الأيسر.

عبد الله السعيد يُطلق ساقي إيڤونا للرياح بتمريرة طولية في حراسة ومشاهدة لاعبي الشرطة المنهكين تماماً والذي يرسل بدوره عرضية رائعة للغاضب دائماً عماد متعب يحرز منها الهدف الرابع، متعب عاد وسَجَلَ هو نفسه الهدف الخامس بعد قليل من تسديدة خيالية ربما هي الأولي في مسيرته بهذا الشكل..

--

مشاركة المهاجميّن معاً كانت أفضل اختيار في ضوء حالة المنافس الفنية والبدنية.

ولكن يبقي السؤال: هل يستطيع عماد متعب تقديم الأداء نفسه لو بدأ المباراة؟!

تدعيم الأهلي لصفوفه ينقصه لاعبيّن فقط. قلب دفاع يُجيد الخروج بالكرة والزيادة مع خط الوسط من أجل المشاركة في بناء الهجمات، وآخر لاعب وسط مدافع لصعوبة الاعتماد علي صاحب البطاقات الملونة والإصابات الغامضة حسام عاشور وحده طوال الموسم.