كوبا في الجول - أهلا بك في أمريكا اللاتينية حيث يرقصون بكرة القدم

استاد سان باولو يحتشد بـ70 ألف مجنون بكرة القدم.. الحدث ليس عاديا بعد قليل سيلعب نابولي ذهاب نهائي كأس الاتحاد الأوروبي أمام شتوتجارت.

كتب : هشام إسماعيل

الأربعاء، 10 يونيو 2015 - 22:50
استاد سان باولو يحتشد بـ70 ألف مجنون بكرة القدم.. الحدث ليس عاديا بعد قليل سيلعب نابولي ذهاب نهائي كأس الاتحاد الأوروبي أمام شتوتجارت.

"كنا نحن في الجهة المقابلة نجري عمليات الإحماء كالألمان التقليديين.. نركز بقوة ونركض بجدية، ثم نزل مارادونا وبدأت الإذاعة الداخلية في عزف أغنية Live is life الشهيرة لفريق Opus".

"مع بداية الأغنية بدأ مارادونا يداعب الكرة.. نظرنا إليه وتوقفنا. ثم سألت زملائي "ماذا يفعل هذا الرجل" لقد كان يرقص بالكرة.. بقدمه وبكتفه وبكل شيء فتوقفنا عن عمليات الإحماء فقط لنشاهده".

من قال هذه الكلمات ليس لاعبا عاديا فهو يورجن كلينسمان واحد من أهم المهاجمين في تاريخ كرة القدم ومنتخب ألمانيا عن المشهد الشهير لمارادونا وهو يجري الإحماء بالكرة على أنغام الموسيقى.

كلينسمان كان من المستحيل أن يوقف تدريباته من أجل شيئا عاديا أو رائعا حتى.. لكن ما شاهده في ملعب نابولي كان أمرا خياليا واستثنائيا.

..

هكذا يلعب اللاتينيون.. ربما ليسوا في قوة الإيطاليين دفاعيا ولا جدية الألمان، فشلوا أحيانا لكنهم دائما ما ينجحون بطريقتهم دون استيرادها.

كوبا أمريكا البطولة الأكبر التي تجتمع فيها منتخبات أمريكا الجنوبية دائما ما تكون ساحة رقص بكرة القدم.. وهو ما يميزها بعيدا عن أموال أوروبا وبطولتها التي باتت تجني أهميتها من أموال الرعاة والنقل التلفزيوني.

الأصل

عندما ذهبت كرة القدم لأمريكا اللاتينية لم تلعب بالشكل التي بدأت فيه في إنجلترا وأوروبا بشكل عام.. هم مارسوها بشكل أخر.

البرازيليون أصحاب الأصول الإفريقية كانوا بارعون في الرقص خاصة الكابويرا لتجد كرة القدم طريقة جديدة تُمارس بها.. هذه الطريقة لم يعرفها الأوروبيون بل لم يعرفها جيرانهم في أمريكا اللاتينية.

أوروجواي أول من استخدمت اللاعبين أصحاب الأصول الإفريقية وشهدت حادثة غريبة في أول بطولة لكوبا أمريكا عام 1916 عندما هزمت تشيلي 4-0 بفضل لاعبين أفارقة يدعا إسبيلينو جرادين الذي تراقص بالكرة وانطلق بسرعة لا تضاهى وسجل هدفين.

تشيلي وقتها طلبت إلغاء المباراة لأن أوروجواي ضمت لاعبين من أصول إفريقية هما جرادين وديلجادو.. هي كانت أول مباراة دولية تضم لاعبين من أصحاب البشرة السمراء.

لكن في النهاية نجح الراقصان في حسم أول بطولة كوبا أمريكا لصالح أوروجواي وتوج جرادين بلقب الهداف.

إسبيلينو جرادين

المقصية

بالتأكيد حركة بهلوانية كالمقصية لن تكن ستأتي إلا من أمريكا اللاتينية.. الكاتب الأوروجوياني إدواردو جالياني يحكي أن التشيلي رامون أونزاجا هو من ابتكرها في العشرينات من القرن الماضي قبل أن تذهب لأوروبا حتى أنه في إسبانيا أسموها (التشيلية) نسبة لمنشأها.

موسيقى في رأسي

"فقط عندما تصبح كرة القدم معي أكون سعيدا.. أنا ألعب دوما وهناك موسيقى تلعب في رأسي".. هكذا يحكي رونالدينيو الذي استطاع المزج بين الرقص والأهداف والفاعلية وأصبح أفضل لاعب في العالم بهذه الطريقة.

رونالدينيو جميعنا رأى ماذا كان يفعل أو حتى الآن مازال ترى منه تلك اللمحات.. هو يرقص بالكرة مع موسيقى سرتانيجو برازيلية راقصة وهو يواجه جاتوزو وأندريا بيرلو ونيستا ويهزمهم بها.