عمر زعزوع

#في_الكلاسيكو - كيف غير لويس إنريكي برشلونة

"ليه إنيستا وبوسكويتس بقوا وحشين كدة؟" هكذا سأل صديقي المتابع الجيد لكرة القدم أثناء مشاهدتنا معا للقاء مانشستر سيتي و برشلونة في مباراة الذهاب من دوري الأبطال و التي انتهت بفوز الإسبان بنتيجة 2-1 خارج الديار.<br>
الخميس، 19 مارس 2015 - 19:02
"ليه إنيستا وبوسكويتس بقوا وحشين كدة؟" هكذا سأل صديقي المتابع الجيد لكرة القدم أثناء مشاهدتنا معا للقاء مانشستر سيتي و برشلونة في مباراة الذهاب من دوري الأبطال و التي انتهت بفوز الإسبان بنتيجة 2-1 خارج الديار.

هل قل مستوى لاعبي وسط البارسا إنيستا و بوسكويتس حقاً؟ هل هو عامل السن مثلاً؟ أم هو الإرهاق الذي يصيب أي فريق يلعب بأسلوب الضغط الكثيف (بعد فقدان الكرة) لثلاث سنوات متتالية فيما يعرف ب"قانون الثلاث سنوات" في كرة القدم؟

ولماذا لم يعد شابي هرنانديز أساسياً كما كان؟ هل له علاقة بما يكون قد طرأ على العملاق الكاتالوني من جديد؟

نعم البارسا لم يعد كما كان، ولو إنه - ولحسرة جماهير الريال - لا زال يفوز و يبهر كما كان.

ظل برشلونة يلعب التيكي تاكا (لعبة امتلاك الكرة) تحت قيادة الوهمي (سأستعير اللفظ من صديقي أحمد عز الدين) بيب جوارديولا.

سمات تلك الطريقة؛ خط دفاع متقدم، ظهيرا جنب متقدمان ومجاوران لثلاثي الوسط - المجاورين بدورهم لبعضهم البعض..

ذلك مع نزول رأس الحربة الوهمي ميسي لمساندتهم والاقتراب منهم، امتلاك الكرة و التمرير القصير بطريقة مبالغ فيها بشدة - غالباً ما تنتهي ب-one-two يتم اختراق به دفاع الخصم و من ثم التسجيل.

كان محور تلك الطريقة هو ثلاثي الوسط، و لذلك برز شابي و إنيستا كنجوم الفريق في تلك الحقبة.

لكن الوضع اليوم اختلف تماماً؛ انتقلت المسؤولية من ثلاثي الوسط إلى ثلاثي هجوم الفريق، لتقوم طريقة إنريكي الجديدة عليهم كمحور بدلاً من خط الوسط. ولعل هذا هو ما أشعر صديقي إن وسط الفريق لم يعد كما كان.

تقوم طريقة لعب برشلونة اليوم على التمرير السريع والمباشر لأحد النجوم الثلاث؛ ميسي، نيمار،و لويز سواريز.

أعلم ما قد يتبادر إلى ذهنك الآن " أليس لاعبي الوسط هم من يمررون لهجوم الفريق؟ كيف لك أن تبخس حق وسط ملعب الفريق لمجرد أنهم لا يمتلكون الكرة كما كانوا من قبل و هم من يوصلونها للخط الأمامي؟"

سؤالك منطقي جداً، و لكن اليوم انتقل هذا الدور إلى خط دفاع الفريق الذي أصبح يتجاوز كثيراً وسط الملعب في التمرير للمهاجمين الذين ينزلون لتحت للاستلام.

لا زال بارسا يمتلك الكرة بنسب عالية، فالموسم الماضي حقق الفريق نسبة 63.7% استحواذ في الليجا، واليوم وصلت نسبة استحواذ الفريق إلى 70.6% قبل مباراتهم الأولى مع سيتي في دوري الأبطال منذ اسبوعين تقريباً.

ولكن هذا الموسم حل خوردي ألبا وخافير ماسكيرانو (كقلب دفاع) محل شابي و بوسكويتس كأعلى ممرري الفريق للكرة.

الفارق هنا يظهر في عدد تمريرات ماسكيرانو في نفس الوقت العام الماضي في المباراة التي انتهت بالفوز 4-1 على الميرييا، وهذا الموسم في الفوز5-0 على ليفانتي.

و هذه خريطة أخرى توضح الفارق بين دور قلب دفاع الفريق كارلس بويول الموسم الماضي ومارك بارترا هذا الموسم.

ولكن هل صاحب ذلك اختلاف في واجبات مهاجمي الفريق؟

باستثناء ميسي (الذي سنتحدث عنه الآن)، لم يتغير الوضع كثيراً، وهذا الرسم يوضح أن تمركز نيمار ظل تقريباً كما هو بين الموسمين الماضي والحاضر.

ولكن ماذا عن ميسي؟ هل تطور (أو تغير) أداؤه في وسط مع ما أحدثه إنريكي من تغييرات؟ وهل له علاقة ما بما فعل من تجاوزات في سيتي ذهاباً وإياباً هذا الموسم؟

الإجابة: نعم.

فميسي الآن أصبح وكأن له دور أكبر مع الفريق؛ تغيير موقعه إلى مركزه الأصلي كجناح مهاجم جعل منه أخطر عن حينما كان يلعب كرأس حربي وهمي في تلك المناطق الضيقة والمزدحمة في وسط الملعب، بعكس الجناح الذي يوفر له مساحات أكبر.

دور سواريز

نأتي الآن إلى أحد أهم نجوم الفريق سواريز، و كيف استطاع نجم اوروجواي أن يكون أحد نواة طريقة لعب إنريكي الجديدة.

تساءل الكثيرون عن إمكانية أن يكون سواريز إضافة لفريق يضم ميسي ونيمار بين صفوفه بعدما كان – تقريبا - نجم ليفربول الأوحد الموسم الماضي.

حقيقةً، لم تكن لتأتي إسهامات سواريز أفضل من ذلك، فإلى جانب قدراته الخارقة كمهاجم، نجم اياكس الأسبق استطاع بالفعل أن يخرج أفضل ما لدى ميسي ونيمار بل ويساهم في مضاعفة إنتاجهما.

سواريز لا يهدأ، دائم التحرك بعرض الملعب لسحب قلب دفاع الخصم معه و فتح مساحة لأحد مهاجمي الفريق أو القادمين من الخلف. و الأمثلة عديدة.

يمكنك معاودة مشاهدة هدف إيفان راكيتيتش في شباك سيتي لترى كيف تحرك سواريز باتجاه عرض الملعب صاحباً معه مارتن ديميكلز لفتح مساحة للدولي الكرواتي.

يمكنك أيضاً مشاهدة مباراة فوز برشلونة 3-1 ضد اتلتيكو في يناير الماضي لترى كيف قام بدور مماثل في هذا اللقاء.

وهنا رسم بياني يوضح تأثير سواريز في مضاعفة إنتاج زملائه في هجوم الفريق من خلال التهديف أو صناعة الأهداف في ال-Danger Zone؛ أي أخطر مناطق الملعب - وسط الصندوق، مقارنة بأليكسز سانشيز الموسم الماضي.

قبل الكلاسيكو

ولكن قبل لقاء الكلاسيكو المنتظر- من قبل جماهير البارسا أكثر من مشجعي الريال - كيف للنادي الملكي أن يواجه فريق بتلك القوة؟

هنا أتذكر كلمة قالها ميدو أثناء تحليل مباراة برشلونة وسيتي، "لمواجهة البارسا عليك أن تكون مثالياً وملتزماً في كل شيء".

ولكن وسط ملعب برشلونة قابل لاختراقه و هنا عودة لوكا مودريتش ستفرق كثيراً مع الريال في تحويل الفريق من الدفاع إلى الهجوم سريعاً.

أما عن مصير فابيو كانتراو/ مارسيلو أو دانييل كارفاخال (أو أسوأ الفارو أربيلووا) فلا يعلمه سوى الله...

نتمنى فقط ألا يكون قاسياً عليهم في تلك المباراة.

لمناقشتي عبر تويتر..