غينيا الاستوائية.. حكاية 12 عاماً من التجنيس وضعت "البرق الوطني" على الخريطة

كأس الأمم الأفريقية تنطلق مساء السبت في غينيا الاستوائية.. البلد الذي يستقبل البطولة للمرة الثانية في آخر ثلاث سنوات بعد أن شارك الجابون في استضافتها عام 2012.<br>

كتب : عادل كُريّم

السبت، 17 يناير 2015 - 17:40
كأس الأمم الأفريقية تنطلق مساء السبت في غينيا الاستوائية.. البلد الذي يستقبل البطولة للمرة الثانية في آخر ثلاث سنوات بعد أن شارك الجابون في استضافتها عام 2012.

الكرة في غينيا الاستوائية بدأت بشكل رسمي عام 1975.. ودخل منتخبها تصفيات كأس الأمم الأفريقية لأول مرة في تصفيات نسخة 1990 التي أقيمت بالجزائر، انسحبت في أكثر من مرة وفشلت في التأهل لأي بطولة، حتى نظمت نسخة 2012 لتنهي ابتعادها عن البطولة القارية الأكبر.

لكن منتخب غينيا الاستوائية دخلت عالم الكرة الأفريقية قبل ذلك من باب مختلف.

في عام 2003 خسرت غينيا الاستوائية أمام توجو في الدور التمهيدي لتصفيات كأس العالم 2006.. البرازيلي أنطونيو دوماس مدرب منتخب توجو وقتها اقترح تجنيس اثنين من مواطنيه لمساعدة منتخب توجو على الفوز، وهو ما كان.

بدلاً من أن تعترض غينيا الاستوائية على هذا الأمر، وجدت أن فكرة دوماس جيدة وجديرة بالتنفيذ، بعيداً عن أي اعتبارات أخلاقية، لتقرر تعيين دوماس نفسه مدرباً لمنتخب غينيا الاستوائية.

في عام 2005 قام البرازيلي دوماس بضم عدد من مواطنيه لمنتخب غينيا الاستوائية، بعد أن تم منحهم جنسية البلاد بالرغم من عدم وجود أي رابط بينهم وبينها، بتوصية شخصية من روسلان أوبيانج، نجل رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانج.

وبالرغم من تقدم عدد من الدول الأفريقية باعتراضات للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إلا أن الأخير لم يحرك ساكناً.

"هذا ليس منتخباً أفريقياً.. إنه منتخب الأمم المتحدة لكرة القدم".. الفرنسي كلود لوروا مدرب الكونغو الديمقراطية في 2012.

قبل بداية تصفيات كأس العالم 2014 ضم منتخب غينيا الاستوائية 9 لاعبين برازيليين، أتوا للبلاد للمرة الأولى ليحملوا جنسيتها ويدافعوا عن ألوان منتخبها، وفي مايو 2013 ضم المنتخب لاعباً إسمه جيمي بيرموديز.. كولومبي تقاضى 3000 يورو في المباراة ليمثل منتخب "البرق الوطني"!

غينيا الاستوائية لم تتأهل لكأس الأمم الأفريقية الحالية من التصفيات، التي تم إقصائها منها بسبب تييري فيدجو.. لاعب كاميروني شارك في مباراتي موريتانيا بالدور الأول للتصفيات قبل أن ينهي إجراءات حصوله على جنسية غينيا الاستوائية، ليتم إقصاء الفريق من تصفيات البطولة، التي يشارك فيها الآن باعتباره البلد المنظم، بعد اعتذار المغرب عن الاستضافة.

في 2012 شاركت غينيا الاستوائية في كأس الأمم الأفريقية التي استقبلتها بمنتخب يضم 12 لاعباً مجنساً، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة وسط صمت متواصل من الإتحادين الأفريقي والدولي.

مسؤولو غينيا الاستوائية حاولوا التغطية على عملية الاستدعاء والتجنيس المستمرة للاعبين تحديداً بتغيير أسمائهم.. على سبيل المثال الكولومبي جونزاليز موسكيرا تحول إلى زافيير أوندو، مستغلاً إسم أوندو الشهير في ثقافة قبائل الفانج.

"منحوني 200 ألف دولار لأوافق على حمل الجنسية، وأعطوني 10 آلاف دولار عن كل مباراة ألعب فيها لمنتخب غينيا الاستوائية".. البرازيلي أندريه نيليس مهاجم أتليتيكو مينييرو وبوتافوجو وماريتيمو البرتغالي، ومثل غينيا الاستوائية في 6 مباريات دولية.

الظاهرة لم تتوقف عند لاعبي منتخب الرجال بل امتدت لمنتخب السيدات أيضاً، لكن الأخير استفاد منها أكثر حينما أصبح بطلاً لأمم أفريقيا للسيدات مرتين عامي 2008 و2012.

قائمة غينيا الاستوائية لكأس الأمم 2015 تضم: روي دي جارسيا (من الرأس الأخضر)، فييرا إيلونج (الكاميرون)، بينما يحمل 19 لاعباً آخرين الجنسية الإسبانية، وهم ولدوا ويعيشون في إسبانيا، لكن أحد أفراد عائلاتهم ينتمي بشكل أو بآخر لغينيا الاستوائية.. وتم إقناعهم بتمثيل منتخبها.