ريفالدو وكلويفرت.. وكيف أنهى هتلر قصة عظيمة لبرشلونة

على مدار أكثر من 100 عام ظهرت العديد من الشراكات في كرة القدم بين لاعبين استطاعوا أن يحققوا نجاحات سويا لدرجة تجعلك تتذكر الشريك الثاني بمجرد أن تسمع اسم الشريك الأول.

كتب : هشام إسماعيل

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014 - 23:22
على مدار أكثر من 100 عام ظهرت العديد من الشراكات في كرة القدم بين لاعبين استطاعوا أن يحققوا نجاحات سويا لدرجة تجعلك تتذكر الشريك الثاني بمجرد أن تسمع اسم الشريك الأول.

سيظل اسم إيفان زامورانو مرتبطا بمارتشيللو سالاس حتى نهاية الدهر، كذلك دوايت يورك وأندي كول.. ريان جيجز وبول سكولز، روماريو وبيبيتو وغيرهم.

لكن الحالة الخاصة التي نستعرضها هي بين اثنين من أباطرة جيل التسعينات ومطلع الألفية في كرة القدم، ريفالدو البرازيلي صانع الألعاب وباتريك كلويفرت المهاجم الهولندي.

قصة استمرت لسنوات عن اثنين قتلوا ونهبوا الكثير لكنها ليست على غرار الأمريكيين بوني وكلايد بل كانت داخل أرض الملعب.. ريفالدو وزميله كلويفرت دكا الكثير من الخصوم وقادا برشلونة للفوز بأكثر من بطولة بفضل أداء هجومي بارع منهما.

البداية

بدأت الرحلة من خلال الهولندي لويس فان جال المدير الفني الأسبق لبرشلونة والذي خلف بوبي روبسون في تدريب الفريق الكاتالوني.

فان جال الذي أنشأ مستعمرة هولندية هناك جلب معه المهاجم الأسمر كلويفرت الذي قضى عاما بائسا في ميلان.

فان جال كان يعرف كلويفرت جيدا منذ أن كان مدربه في أياكس أمستردام، اتحدا من جديد عام 1998 في برشلونة بعد أن استطاعوا الفوز بدوري أبطال أوروبا 1995.

أما ريفالدو حضر إلى برشلونة قادما من ديبورتيفو بعد أن أقنعه سير بوبي روبسون قبل أن يرحل، ليترك هدية لفان جال لم يستخدمها ولو لمرة..

والموسم الأول لريفالدو كان رائعا سجل 28 هدفا في جميع المسابقات وقاده للفوز بالثنائية، لينهي فان جال موسمه الأول بموسيقى تصويرية بصوت جيمس براون وهو يغني أسطورته I feel good.

حضر كلويفرت وفي موسمه الأول ساعد زميله البرازيلي في الاحتفاظ بلقب الليجا، سجلا سويا 44 هدفا، ربما يسجلهم الآن رونالدو أو ميسي وحدهما في موسم واحد ولكن الكرة وقتها كانت مختلفة كثيرا.

هتلر

ريفالدو وكلويفرت استمرا في تقديم أداء ممتاز مع مساعدة لويس فيجو ولويس إنريكي بالطبع، لكنهم كادوا أن ينفصلوا بسبب لويس فان جال أو كما أطلق عليه برازيليو برشونة "هتلر" نظرا لاعتماده على الهولنديين من أبناء بلده فقط..

والحقيقة أن البرازيليين في شكواهم من فان جال كان لديهم الكثير من المنطق!

فان جال بدأت خلافاته مع ريفالدو أفضل لاعب في العالم وقتها، عندما أصر الهولندي على اللعب به ناحية اليسار وهو ما لم يعجب ريفالدو الذي أراد اللعب في الوسط وبالفعل طلب منه ذلك ولكن الرد كان صارما وهو الخروج من قائمة الفريق!

وكان رأي فان جال وقتها "ريفالدو يقود الفريق إلى الهاوية.. لن نستطيع اللعب بدونه، الفريق غير منظم ولا يعتمد على نظام في الملعب بقدر ما يعتمد على ريفالدو.. وعلينا إنهاء ذلك".

وفان جال كان قوي الشخصية لا يجرؤ أحد على معارضته خاصة في ذلك الشأن، أحد الصحفيين فعلها كان رد الهولندي عنيفا جدا وقال له أنت سيء وسلبي جدا ولم تكن إيجابيا في حياتك.

لكن هناك شخص واحد وقف له في قرار بيع ريفالدو كان هو مساعده مورينيو ولحسن الحظ أن فان جال كان يثق في المترجم الذي تحول ليصبح واحد من أبرز المدربين في العالم الآن.

ولن ننسى ذكر أن الصحافة المحلية في كاتالونيا أخذت صف اللاعب البرازيلي على حساب المدرب الهولندي خلال الأزمة بين ريفالدو وفان جال.. بل امتد البعض لمحاربة "هتلر".

مورينيو كانت وجهة نظره أن على فان جال أن يبني خطته على ريفالدو وليس العكس، لكن على العموم حدثت انفراجة مع نهاية الموسم ورحل هتلر عن برشلونة وجاء لورينز سيرا فيرير.

الانتعاش

مع رحيل فان جال ولويس فيجو في صفقة مفاجئة للعالم أجمعه إلى ريال مدريد تأثر برشلونة كثيرا خاصة مع مدرب متواضع مثل فيرير بقي أقل من 12 شهرا في منصبه ثم تبعه ريكساش لم يكن لبرشلونة أي حسنة باستثناء ثنائي ريفالدو وكلويفرت.

المهاجم الهولندي كان يمر بفترة ذهبية بعد يورو 2000 التي بات بعدها واحدا من أفضل مهاجمي العالم، أما ريفالدو فكان مازال هو ريفالدو الرائع.. 100 هدف سجلها الثنائي خلال موسمين رائعين لهما بواقع 50 لكل منهما.

النهاية

ربما واحد من أسوأ الأخبار التي استمع إليها ريفالدو في حياته، عودة فان جال لبرشلونة من جديد.. كان للتو قد توج بكأس العالم 2002 مع منتخب بلاده بعد أداء استثنائي لكن كل شيء بات مظلما الآن.

"هتلر" بُعث من جديد.

الأمر كان واضحا.. تم الاستغناء عن ريفالدو مجانا كأي لاعب من الأكاديمية لم يقنع مدرب الفريق الأول، وجهة نظر فان جال أن اللاعب من بعد فوزه بالكرة الذهبية عام 1999 لم يصبح نفس اللاعب على الصعيدين الشخصي والرياضي، يرى أنه بات يهتم فقط بجمع الأموال.

جلب الأرجنتيني خوان ريكيلمي لتعويض البرازيلي ولكنه فشل في ذلك، فان جال نفسه فشل وتمت إقالته بعد 6 أشهر فقط حينما كان برشلونة قابعا في مركز قريب من الهبوط!

على الناحية الأخرى كان ريفالدو صريحا وقال إنه لا يحب فان جال، انفصاله عن كلويفرت وبرشلونة لم يكن سهلا ولم يتجاوز الأمر بل ولم يستطع فشل نظرية فان جال ولم ينجح في ميلان.