شريف حسن

شوبير ومرتضى .. التجارة مع الشيطان

"المحامي الذي لا يخسر أي قضية وسط أصعب القوانين قريبا سيفقد روحه" هذا ما بشر به الكاتب أندرو نيدرمان في روايته الشهيرة (محامي الشيطان).
الثلاثاء، 12 أغسطس 2014 - 15:44
"المحامي الذي لا يخسر أي قضية في أصعب القوانين .. قريبا جدا سيفقده النجاح روحه" هذا ما بشر به الكاتب أندرو نيدرمان في روايته الشهيرة (محامي الشيطان).

أن تكون الشخص الأشهر والأنجح في مجال عملك هو شئ رائع، ولكن هذا في بلاد لا يصل فيها الحمقى إلى قمة الهرم المجتمعي.

في بلد مثل بلادنا يشتهر الشخص بمدى وصوليته وقربه ومجاملته للنظام الحاكم - يا حبذا لو كان نظاما شموليا قائما على قمع الآخرين – ثم يبقى على القمة من يقدم قرابين الولاء لأصحاب الفضل في صعوده السريع.

فحتى لو كان لديه موهبة كبرى يحسده أقرانه عليها فكلما مر عليه الزمن خلع عن نفسه عباءة الإجادة المهنية وارتدى عباءة النفاق من أجل مزيدا من الشهرة والتوهج والمصلحة.

ولا تتعجب عندما تجب أشد المتصارعين في صف واحد ومتحدين لأن هناك من يحركهم سواء للخلاف أو للمصالحة عندما يريد.

"شوبير شخص وصولي تملق الحزب الوطني الحاكم من أجل تحقيق أهدافه وتصفية حساباته الشخصية مع الآخرين" هكذا قال مرتضى منصور رئيس الزمالك خلال صدامه الشهير مع شوبير عام 2009.

---------------------------------------------------------------

على أبواب مكتب فخم في رئاسة الجمهورية يقف الرئيس بين أكبر وأشهر متصارعين على الساحة الرياضية في مصر، وبجملة واحدة ينهي الخلاف الذي استمر سنوات على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد وفي قاعات المحاكم. أنها معجزة.

يتفق الغريمان بعد سنوات طويلة على شئ واحد هو معاداة ثورة يناير، ولكن لكل منهما طريقته على حسب شخصيته وأسلوبه.

الأول يجهر بكرهه لها بسبب شخصيته الصدامية المحبة للظهور الإعلامي والراغبة دائما في تصدر المشهد كبطل مغوار يواجه الجميع، والثاني يمارس هوايته المفضلة في دس السم في العسل وعدم التصريح بآراءه صراحة على أمل ركوب الموجة في حال نجاحها.

والاثنان الآن جاءتهما تعليمات الهجوم على مجموعات الأولتراس في مصر، يبدو أنه من يعملان لصالحه قرر الانتقام والتصفية، والعملاء جاهزون للتنفيذ.

"مرتضى منصور مجنون شهرة وسليط اللسان ورد سجون، يبدو أنه اشتاق إلى العودة إلى الصول زكريا". شوبير يصف مرتضى في 2010.

------------------------------------------------------------------

خرج أحمد شوبير في برنامجه التلفزيوني هذا الأسبوع لفتح ملف قضية مذبحة بورسعيد مرة أخرى ولكن من زاوية مختلفة.

فهذه المرة بعد وصلات من تبرئة الشرطة والجيش من التخاذل في المذبحة انتقل على مرحلة أخرى في إلقاء الاتهامات على الآخرين ولم يكتفي بشباب الأولتراس وسابق عداءه معهم ولكنه وصل إلى النجم محمد أبو تريكة.

شوبير يتهم أبو تريكة أنه من تسبب في اتهام الجيش في المذبحة بعدما رفض مصافحة المشير طنطاوي أثناء استقباله الفريق والمصابين عقب العودة في مطار ألماظة العسكري.

تمهل للحظة، هذه الاتهامات ليست وليدة خيال الإعلامي، ولكنها تعليمات ينقلها كما هي وسيرددها غيره قريبا عندما تصلهم الأوامر.

"زورت بنفسي بطاقات التصويت في انتخابات مجلس الشعب 2010، ولكن التعليمات جاءت أن أخسر وهو ما حدث". شوبير يعترف بتزوير إرادة الناخبين في أغسطس 2011.

---------------------------------------------------

في إحدى الاستوديوهات في مدينة الانتاج الإعلامي يجلس المحامي الشهير ضيفا على أحد البرامج ويهاجم مقدم برنامج آخر بحجة أنه سمح بمداخلة لأحد أفراد مجموع أولتراس في برنامجه.

وعندما حاول المقدم شرح وجهة نظره "الإعلامية" بأن حق الرد مكفول للجميع كما هو مكفول له التعبير عن رأيه فاجئه قائلا "هتقارن بيني وبين عيل بلطجي محبوس بأمر النيابة؟!".

يبدو أن من يطلق على نفسه لقب مستشار نسى أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته بل وأنه نفسه حبس بأمر من النيابة وبحكم قضائي نهائي ومازال يعبر عن رأيه في وسائل الإعلام.

ولكن لما لا ينسى وهو الذي يدعي أنه حامي حمى القانون كان قد هرب من قبل من تنفيذ أمر قضائي بضبطه وإحضاره واختبئ عند زوج ابنته المحصن قانونيا حتى لا يلقى القبض عليه.

وهو من يقف بصرامة وبصراخه المعتاد يدافع عن هيبة واستقلال القضاء الشامخ النزيه يعود بعدها بدقائق ويؤكد أن القضايا التي حبس فيها ملفقة له!!! فكيف يكون القضاء نزيه وفي نفس الوقت تلفق فيه القضايا! إلا لو كنت مرتضى منصور.

"إحنا لو رجالة نروح نخرج العيال اللي في التحرير دي بالعافية" مرتضى منصور خاطبا في أنصار مبارك قبل ساعات من موقعة الجمل التي خرج براءة منها بعدما حبس لما يقرب من عام كامل على ذمتها.

-----------------------------------------------------

الأيام المقبلة ستشهد المزيد من التلميع والصعود للثنائي الذهبي فمن يمتلك الإعلام والقانون يربح أي قضية يدخلها وهو ما يعرفه من يعملان لديه جيدا.

قضية بورسعيد ستتحول بالكامل إلى هجوم على المجنى عليهم والضحايا وتحميلهم مسؤولية ما حدث من أجل إنهاء حركة الجماهير بالكامل في مصر.

ولكن حتى لو انتهت وفشلت القضية قانونا كما ضاعت الثورة فالاثنان لن ينتهوا في وجدان أصحابهم ومن حضروهم، ولو خرج كل المتهمين براءة في كل القضايا ستبقى الحقيقة مهما غابت خلف ضباب الخداع.

"الشر يعرف طرق النجاح، ولكن الحق يبقى للخلود".

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر Follow @Sherif7assan