أحمد سعيد

قصتان ينبغي على محمد يوسف أن يقرأهما

لا ادري إذا كان محمد يوسف المدير الفني للأهلي من هواة الكرة الإنجليزية أم لا. فإن كان منهم، فغالبا قد سمع بالإسمين التاليين من قبل. وإن لم يكن من هواتها، فليسمح لي أن أقدم له شخصين ربما تكون في قصتيهما مع كرة القدم ما يفتح عينيه على بعض الحقائق المفيدة لمستقبله الكروي.<br>
الإثنين، 17 مارس 2014 - 22:15
لا ادري إذا كان محمد يوسف المدير الفني للأهلي من هواة الكرة الإنجليزية أم لا. فإن كان منهم، فغالبا قد سمع بالإسمين التاليين من قبل. وإن لم يكن من هواتها، فليسمح لي أن أقدم له شخصين ربما تكون في قصتيهما مع كرة القدم ما يفتح عينيه على بعض الحقائق المفيدة لمستقبله الكروي.

1- كارلوس كيروش

كيروش هو مدرب برتغالي مشهور حقق نجاحات كبيرة مع منتخب بلاده تحت 20 عاما، والذي قاده إلى الفوز بكأس العالم في هذه المرحلة السنية مرتين عامي 1989 و1991 وهي الفترة التي شهدت ظهور لاعبين أفذاذ أمثال لويس فيجو وروي كوستا وفيتور بايا وغيرهم.

أداء كيروش دفع نادي سبورتنج لشبونة إلى التعاقد معه مديرا فنيا في منتصف التسعينات وهنا ظهرت مشكلة كبيرة في قدرات الرجل، لم يستطع إدارة فريق في الدوري الممتاز وخسر البطولة التي كان المرشح الأول لها مع فريق يضم فيجو وباولو سوزا وأخرين.

لم يستطع صانع النجوم الشباب وصاحب السجل الممتاز على مستوى العالم أن يجاري مدربين ولاعبين أكثر خبرة، ووصف المراقبون هذه الفترة بأنها حفلت بـ"كوارث تكتيكية" كلفت سبورتنج اللقب.

بعد فترة من إقالته من سبورتنج، انتقل كيروش إلى مانشستر يونايتد حيث عمل موسما واحدا مساعدا لأليكس فيرجسون، والذي وجد فيه ضالته بسبب قدرته على تطوير الأداء الفردي للاعبين.

بعد موسمه الأول كمساعد لفيرجسون، قام ريال مدريد - لسبب غير معلوم - بعرض منصب المدير الفني للفريق على كيروش، ليقود فريقا نجومه هم زين الدين زيدان ورونالدو وفيجو أيضا في موسم 2003-2004.

وعلى الرغم من التوقعات بسيطرة ريال مدريد على المشهدين المحلي والأوروبي، فقد كرر كيروش أدائه التكتيكي المتدني، فخسر "الملكي" بطولة الدوري بعد خسارة خمس مباريات متتالية في الأسابيع الأخيرة وبالتالي أنهى الدوري في المركز الرابع!

وكما هو متوقع، أقاله ريال مدريد ليعود بعد فترة من الوقت مساعدا لفيرجسون، فيساعده بما يمتلك من خبرات ومهارات في تطوير الأداء الفردي للفوز بالدوري الإنجليزي في 2007.

منصب المدير الفني ليس ترقية لمن يجيد اداء وظيفة المدرب المساعد. هذه لها متطلبات وإمكانيات تختلف تماماً عن تلك.— Ahmad Saied (@asaied) March 9, 2014

2- بات رايس

إذا سأل محمد يوسف لاعبه أحمد فتحي عمن هو بات رايس، ففتحي سيكون أقدر مني كثيرا في الحديث عنه، فكل ما اعرفه عن الرجل هو حصيلة قراءات ومشاهدات كثيرة لسنين، ولكن فتحي عمل معه لمدة أسبوع أو أسبوعين بشكل مباشر.

رايس هو المساعد السابق لأرسين فينجر المدير الفني لأرسنال، وهو في الحقيقة مساعدا لفينجر منذ أن حضر للنادي اللندني عام 1996 حتى أعلن رايس اعتزال التدريب في 2012. قبل حضور فينجر بقليل، كان رايس هو المدير الفني "المؤقت" لأرسنال، وخاض مع الفريق ثلاث مباريات في الدوري فاز بها جميعا.

هل أقنعت هذه المباريات الثلاث رايس أنه يصلح مديرا فنيا؟ لا، بل قبل بصدر رحب مواصلة العمل مع فينجر كمساعد فكان سببا أساسيا في نجاح أرسنال في الفوز ببضعة بطولات من ضمنها بطولة الدوري التي لم يهزم فيها مطلقا موسم 2003-2004 وانتزاع ثنائية الدوري والكأس في 98 و2002.

حصل رايس على أكثر من عرض بعدها ليتولى منصب المدير الفني في أندية أخرى، وربما تكون الفكرة داعبت خياله بضعة مرات، ولكن آمن أنه يلعب دورا مهما يناسب قدراته ومهاراته وخبراته في أرسنال.

ماذا كان هذا الدور؟ كان ببساطة هو اعداد اللاعبين مهاريا وفرديا لتنفيذ كل الجمل التكتيكية والأفكار الاستراتيجية التي وضعها فينجر كدستور لأداء فريقه على مدار الأعوام الـ18 الماضية.

فتحي نفسه شهد ذلك أثناء قضاء فترة اختبار في أرسنال عام 2002 على ما أتذكر. فحينما سألته عن ملاحظاته عن التدريب مع فينجر، أجاب بأن رايس أهم كثيرا، فهو من استقبله وعمل معه - ومع إيمانويل إيبوي الظهير الإيفواري الذي وقع عليه الاختيار فيما بعد - حتى يستطيع اعدادهم للانضمام إلى التدريبات الجماعية لفينجر والأداء بأسلوبه.

وقال فتحي حينها أن هذا الرجل هو السبب الأساسي في ظهور جميع اللاعبين وكأنهم يلعبون مع أرسنال طوال حياتهم، حتى وإن كانوا منضمين للفريق حديثا.

هل تضئ القصتان أفكارا مختلفة لدى محمد يوسف؟ آمل ذلك.

--

أحمد سعيد على تويتر

asaied