وكم نخشى أن يمتد التشابه بين "سرحان عبد البصير" ومنتخبنا الوطني في الخوف من شيء لا وجود له ، فبينما خاف الأول من دمية على هيئة أسد أثارت ضحك المتفرجين ، ربما يشعر بالخوف لاعبو المنتخب وجهازهم الفني من هزيمة لا تأثير لها على فرصة تأهلنا للمونديال التي ماتت و"شبعت موتا".
فالواقع يقول أن خسارتنا من الكاميرون بأي نتيجة لن تؤثر على موقفنا من التأهل إلى المونديال أو ترتيبنا في المجموعة أو تأهلنا لأمم إفريقيا ، وحتى الهزيمة في ياوندي تبدو طبيعية للغاية أمام فريق هزم الأفيال التي فازت علينا ذهابا إيابا..وهو ما يفتح الباب أمامنا للتساؤل " ماذا لدينا كي نخسره في هذه المباراة.. ولماذا لا نحلم بالفوز بها".
فهل يعرف لاعبونا وجهازهم الفني مثلا أن مباراة الكاميرون ستكون أفضل إعداد يمكن الحصول عليه قبل كأس الأمم الإفريقية .. وهل يمكن الحصول على تجربة أكثر جدية من اللعب أمام منتخب ينتمي إلى غرب القارة بكامل نجومه المحترفين الراغبين في التأهل إلى كأس العالم وأمام جمهور غفير مشحون لأقصى حد.
أليست هذه بروفة واقعية لما سنقابله في كأس الأمم بدءا من دور الثمانية حيث لا مكان للتعادل أو الخسارة ، وهو بالطبع أفضل من اللعب ضد دول من عينة أوغندا وإثيوبيا تحت مسمى " الاحتكاك الأفريقي".
نقول هذا الكلام عن قيمة مباراة الكاميرون قبل أن تنهال الاعتذارات على الجهاز الفني للمنتخب خلال الأيام المقبلة من اللاعبين المتخاذلين بأسباب مختلفة ، وقبل حملات الإعلام الأحمر والأبيض التي ترى بقاء نجومها في حضن جوزيه وجعفر أفضل ألف مرة من تمثيل مصر في مباراة دولية.
التاريخ يقول أننا دائما ما نصاب بالرعب أمام الأسود الكاميرونية ، دافع أمامهم الجوهري لمدة 75 دقيقة في دور الثمانية من كأس الأمم عام 2002 ولم نهاجم إلا بعدما أبعدتنا رأس باتريك مبوما عن البطولة ، وفي 2004 بتونس كان الفوز عليهم هو الحل الوحيد أمام محسن صالح ومع ذلك لم يهاجم إلا في منتصف الشوط الثاني خشية انفتاح مرماه أمامهم فخرجنا من الدور الأول ، أما الأن فماذا يخشي حسن شحاتة حتى يخوض هذه المباراة بتشكيل هجومي كامل ولماذا لا يلعب مستعينا برأسي حربة وتحتهما صانع ألعاب ذو ميول هجومية.
والخوف كل الخوف أن نلعب بطريقة عقيمة ، لأن الجهاز الفني واللاعبين يخشون تلقي هزيمة ثقيلة في ياوندي تؤدي لثورة "جاهلة" يشارك فيها رجال الإعلام والجماهير وأعضاء اتحاد الكرة تحت بدعوى أن الهزائم الثقيلة تنال من سمعة مصر.
سمعة مصر "انضربت خلاص " بعد أن فشلنا في التأهل للمونديال للمرة الرابعة على التوالي ، وتعالوا نتخيل لو تسببت مصر في إقصاء الكاميرون عن المونديال مما أدى لصعود الكوديفوار ، وكم مرة سيذكر المعلقون العالميون على مباريات كأس العالم إسم مصر مع كل ظهور للأفيال في المونديال الذي كان تأهلهم إليه بأقدام الفراعنة.
وحتى لو جاءت الخسارة وهي متوقعة بنسبة 90 بالمائة ، نريدها مشرفة بحق ، لنشاهد صامويل إتو يجري ليضع الكرة أمام عصام الحضري ليلعب ركلة المرمى حفاظا على الوقت ، ورايموند كالا يشتت الكرة من منطقة جزاءه مذعورا خوفا من هدف يقلب الموازين.
ربما يملك الكاميرونيون ألف دافع للفوز ، إلا أن فرصتنا للفوز بهذه المباراة هي الأفضل لأننا ببساطة لا نملك شيئا لنخسره!