هذا الكلام هو ما ذكرته في المقالة السابقة وحذرت منه ، وهو ما أكدته مباراة الأهلي مع اتحاد جدة والتي خسر فيها الأهلي ، فالأهلي حصل على الدوري في الموسم الماضي بفارق رهيب ، وسيحصل عليه في الموسم الحالي أيضا وبسهولة بالغة ، بسبب عدم وجود منافس قوي له ، وهذا الكلام يتفق عليه الجميع الزملكاوية قبل الأهلوية.
ولكن في بطولة أفريقيا انخدع الجميع بتتويج الأهلي باللقب ، وظنوا ان الاهلي تخطى فرقا قوية مثل انيمبا والنجم الساحلي والرجاء ورشحه البعض للتويج بكأس العالم للاندية ، ولكني قلت في المقالة السابقة إن الحال في البطولة الافريقية لا يختلف كثيرا عن الدوري ، وذلك بعد لجوء أندية أفريقيا جميعها ومنها أندية الشمال الأفريقي باستثناء مصر إلى بيع أفضل لاعبيها للاحتراف الخارجي في الاعوام الخمسة السابقة تحديدا مما ساهم في تفوق منتخباتها وضعف أنديتها.
وحذرت في المقالة السابقة "كلمتين مهمين .. قبل السفر لليابانيين" من ضعف لاعبينا عندما يحتكوا بفرق أو منتخبات قوية ، وأن المشكلة ليست في جوزيه أو حسن شحاتة ولكنها في نوعية المنافس وقوته ، وهو ما أكدته الأيام بهزيمة الأهلي من اتحاد جدة وظهر لاعبو الأهلي في تلك المباراة بمستوى متواضع للغاية ، وهو مستوى مغاير تماما لما ظهروا به طوال 55 مباراة سابقة ، بل وأن جوزيه نفسه ظهر بمستوى سيء ، ولم يستطع إدارة المباراة وتفوق عليه الجنرال الروماني يوردانيسكو.
وكنت أحذر من فترة طويلة من الفرق السعودية بصفة عامة واتحاد جدة بصفة خاصة ، وذلك لقربي من السعودية والتي عشت فيها لفترة سابقة وتابعت تدريبات الفرق هناك واهتمام المملكة بالرياضة ، ولكني دائما كنت ألقى الهجوم من الجمهور المصري ولهؤلاء فإنني أؤكد أنني مصري الجنسية قلبا وقالبا وتقاطرت عيناي دمعا بعد هزيمة الأهلي من الاتحاد رغم أنني كنت متأكدا من ذلك مليون في المائة لفارق المستوى الفني بين الفريقين ، ولكني عندما أشيد بالكرة السعودية وأحذر منها فإنني فقط أريد أن أدق جرس إنذار للكرة المصرية حتى نعرف أين موقعنا من الكرة العربية ونعمل جيدا ونتطور حتى نصل الى مصاف الدول العربية المتقدمة أمثال السعودية وتونس والمغرب ، بدلا من أن أضحك على القراء وأقول لهم أن مصر "أم الدنيا" وأفضل دولة عربية كرويا ، فالمثل يقول : "يا بخت من بكاني وبكى علي ، ولا ضحكني وضحك الناس علي".
فوز الاتحاد على الأهلي أثبت بالدليل القاطع أن الفرق الأسيوية أفضل من نظيرتها الأفريقية ، وليس العكس كما يزعم البعض ، وأثبت خطأ بعض النقاد الذين ظلوا يرددون أن الاتحاد فريق ضعيف وأنا على ثقة من أنهم لم يتابعوا اي مباراة للاتي من خمس سنوات ولا يعرفون من لاعبيه سوى محمد نور فقط.
الاتحاد فاز على الأهلي بلاعبين سعوديين محليين ولم يستعين بالبرازيليين الثلاثة ، ولم يؤثر في "الإتي" غياب الثلاثي البرازيلي ، ولم يؤثر فيهم أيضا غياب أسامة المولد ومرزوق العتيبي وجوزيف جوب ، بينما يتحدث البعض من عشاق الأهلي أن سبب الهزيمة هو غياب عماد النحاس أو خروج جيلبرتو ، واذا كان الاهلي يعتمد على لاعب واحد فقط فتلك مصيبة كبرى.
البعض الآخر حمل حكم المباراة النتيجة ، والبعض حملها لأحمد أبو مسلم ، والغالبية حملتها لجوزيه رغم أنهم أول من أشادوا به من قبل ، ولكن سبب الهزيمة ليس أبو مسلم ولا جوزيه ، فكرة القدم ليست كيمياء ، والهزيمة بكل بساطة لأن الاتحاد أفضل من الأهلي ، وكان هو الأفضل في تلك المباراة ، ولذلك فهو استحق الفوز بالفعل ويجب أن نهنئه جميعا على ذلك.
لاعبو الأهلي الذين صالوا وجالوا في أفريقيا ظهروا بمستوى متواضع عندما واجهوا فريقا قويا ولاعبين مميزين ، فلم يظهر متعب ولا بركات ولا أبو تريكة ، وقدموا نفس الاداء السيء الذي يقدمونه دائما مع منتخب مصر عندما يقابلوا منتخبات قوية ، وكان البعض يحمل ذلك لحسن شحاتة.
ولعلي أتوجه بتساؤل لبعض النقاد الذين طالبوا بتولي جوزيه قيادة المنتخب ومعه لاعبي الأهلي فقط ، وأقول لهم ما هو رأيكم الآن؟ وهل اقتنعتم ان العيب ليس في تارديللي أو حسن شحاتة ولكن في قلة وعي اللاعب المصري المحلي وقلة عدد المحترفين المصريين بالخارج؟
أطرف ما سمعت :
- أطرف ما سمعته من تصريحات المدربين تصريح جوزيه عندما قال : "أتمنى مشاركة الثلاثي البرازيلي مع الاتحاد" ، وأقول له : "لو كانوا اشتركوا كان زمانك مستني شنطك في مطار لشبونة"!
- أطرف ما سمعته قبل المباراة من أحد