كتب : أحمد ماهر
وحملت كلمات الصحفيين المكلفين بتغطية البطولة من كافة بقاع العالم إشادة بالتنظيم الجيد للبطولة ، والإمكانيات الكبيرة التي وفرتها اللجنة المنظمة للبطولة من أجل سهولة وسرعة إنجاز الإعلاميين لعملهم.
ويقول بوشا ، وهو مصور يعمل بمجلة "ليكيب" الفرنسية الشهيرة ، إن الأمور تسير بشكل جيد في مصر ، وأضاف في تصريحات خاصة لـFilGoal.com : "الناس متعاونة جدا في مصر ، وأستطيع إنجاز عملي بسهولة".
لكن بوشا يرى أن المشكلة الكبرى التي واجهها في مصر تتمثل في الانتقالات ، إذ واجهته مشاكل عديدة من أجل الحضور من القاهرة حيث يقيم إلى بورسعيد لتغطية مباريات المجموعة الرابعة.
ورغم التشاؤم الذي ساد الشارع المصري قبل انطلاق كأس الأمم الأفريقية بسبب المشاكل الكثيرة التي صاحبت عملية التحضير للبطولة من جانب اللجنة المنظمة ، إضافة إلى خبرات أخرى سابقة في التنظيم السيئ كما حدث في بطولة العالم للجودو العام الماضي ، إلا أن التنظيم المتميز لكأس الأمم الأفريقية قد يلعب دورا مهما في محو تلك الصورة القاتمة التي ارتبطت بمصر.
ويقول بوشا : "كنت متخوفا قبل مجيئي إلى مصر بسبب التنظيم السيء جدا لبطولة العالم للجودو التي حضرها زميل لي في مصر ، ونقل لي صورة قاتمة عن التنظيم من جانب المصريين .. لكن الواقع هنا يؤكد أن التنظيم متميز جدا".
وحاز المركز الصحفي الرئيسي في قاعة المؤتمرات بضاحية مدينة نصر بالقاهرة على نصيب الأسد من كلمات المديح والإشادة من الصحفيين الأوروبيين والعرب ، نظرا لفخامته والخدمات المتوفرة به لخدمة الإعلاميين.
ويقول الصحفي المغربي عادل رحماني ، الذي يعمل محررا في جريدة "النخبة" المغربية ، إن التنظيم "جيد جدا" خاصة على مستوى المراكز الصحفية ، ويضيف : المركز الصحفي الرئيسي فاخر جدا ، كما أن المراكز الأخرى جيدة ايضا".
ولفت المتطوعون أنظار جميع الإعلاميين نظرا لإجادتهم أكثر من لغة ، إضافة إلى تسابقهم في خدمة الجميع وتوفير جميع المعلومات المطلوبة لانجاز عملهم.
وتابع رحماني : "العاملون في المراكز الصحفية يخدمون الصحفيين بشكل متميز جدا".
ويرى رحماني أن السلبية الوحيدة في تنظيم البطولة تبرز بشدة أثناء لقاءات مصر التي تشهد إقبالا جماهيريا كاسحا ، ويقول : "مباريات مصر تشهد مشاكل عديدة ، خاصة لقاء مصر مع المغرب ، إذ فشلت في دخول مقصورة الصحفيين ، ولم أستطع القيام بعملي .. لكن عدا ذلك كل الأمور جيدة".
ويؤكد رحماني أن مصر تفوقت في تنظيمها لكأس الأمم الحالية على تونس التي نظمت النسخة الماضية عام 2004 "لأن مصر بذلت جهدا أكبر من أجل إخراج البطولة بهذا الشكل المتميز".
ولا يختلف رأي أندريا سانتوني ، وهو صحفي بجريدة "كورييري ديللو سبورت" الايطالية الرياضية الشهيرة ، إذ يقول لـFilGoal.com : "إنطباعي العام عن البطولة إيجابي جدا ، خاصة بالنسبة للمركز الصحفي الرئيسي ، كما أعجبني المركز الصحفي في استاد بورسعيد أيضا ، لكن يعيبه صغر مساحته".
لكن البطولة لم تخل من بعض السلبيات "المعتادة" التي أثارت حفيظة بعض الصحفيين خاصة التوانسة ، ويرى المصور التونسي حسني المنوبي ، وهو نجل المصور التونسي الشهير الراحل البشير المنوبي ، أنه لن يعطي أكثر من ثلاث درجات من عشرة لمصر على تنظيم كأس الأمم الأفريقية!
ويقول المنوبي لـFilGoal.com : "حضرت بطولات عديدة في جميع أنحاء العالم ولم أشاهد مثل هذا التخبط التنظيمي".
وينتقد المنوبي المركز الصحفي الرئيسي في القاهرة - على عكس جميع الإعلاميين - بسبب عدم توافر البرامج المطلوبة لعمل المصورين مثل "الفوتوشوب" على أجهزة الكومبيوتر ، مبديا دهشته بسبب وجود هذه البرامج في المركز الصحفي باستاد حرس الحدود بالإسكندرية رغم صغر مساحته.
وقد يكون تبرم المنوبي من التنظيم المصري مقبولا بالنظر لما مر به أثناء رحلته إلى مدينة الإسكندرية لمشاهدة اللقاء الافتتاحي لتونس أمام زامبيا.
ويتابع المنوبي : "السفر للإسكندرية كان مهزلة بكل المقاييس .. السائق والمرافقون لا يعرفون مكان استاد حرس الحدود ، ولم نصل إليه إلا بعد تدخل الشرطة ، وهو ما أدى إلى وصولنا متأخرين عن موعد بدء المباراة بنصف ساعة كاملة"!
وأبدى المنوبي أسفه الشديد لعدم تمكنه من إرسال صورة منتخب تونس الجماعية خلال مباراة زامبيا إلى بلاده ، وهي الصورة التي تنتظرها جميع الصحف التونسية منه في كل كأس للأمم الأفريقية ، بحسب قوله.