إيطاليا 1990 "ثورة الصحراء"

ما بين هدم السور الأشهر في أوروبا واقتراب الوحدة الألمانية ووداع الجزء الشرقي لقوانين الاشتراكية السوفييتية وخوض الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا آخر كأس عالم كدولتين موحدتين كانت بداية "إيطاليا 90".<br>

كتب : شادي أمير

الثلاثاء، 30 مايو 2006 - 13:09
ما بين هدم السور الأشهر في أوروبا واقتراب الوحدة الألمانية ووداع الجزء الشرقي لقوانين الاشتراكية السوفييتية وخوض الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا آخر كأس عالم كدولتين موحدتين كانت بداية "إيطاليا 90".

ولكن قبل كل ذلك لنعود بآلة الزمن إلى يوم السابع عشر من نوفمبر 1989 لنسمع دوي صرخة 120 ألف متفرجا في استاد القاهرة احتفالا بصعود المنتخب المصري إلى كأس العالم بهدف لم ولن ينساه أحد ممن عاشوا هذه اللحظة ، فعندما لعب أحمد الكأس كرة عرضية ارتقى لها حسام حسن في الدقيقة الرابعة ليودعها مرمى الجزائر لتصعد مصر إلى إيطاليا 90 لم يكن أحد يعلم أن ذلك سيكون خطوة في تحول الكرة المصرية من مرحلة الهواة إلى مرحلة الاحتراف.

ولعب الفراعنة العديد من المباريات الودية مع كوريا والدنمارك واسكتلندا وتشيكوسلوفاكيا والنمسا في مرحلة هي الأزهى للكرة المصرية ، ولكن هذه الفترة شهدت إلغاء الدوري المصري ورحيل الألماني ديتريش فايتسا المدير الفني للأهلي في ذلك في تدخلات "البطل" محمود الجوهري في نظام الدوري.

والحقيقة أن كأس العالم 90 تعتبر هي الثورة الصحراء الأفريقية ففي يوم 8 يونيو شهدت مدينة ميلان الإيطالية أولى المفاجآت عندما تمكن أسود الكاميرون في الفوز على الأرجنتين حاملة اللقب بهدف فرانسوا أومام بيك في الدقيقة 67 على الرغم من أن الكاميرون كانت تلعب بعشر لاعبين وأمام أشهر لاعب في العالم دييجو أرماندو مارادونا.

ولم تمر سوى ثلاثة أيام حتى "نزلت عدالة السماء على استاد باليرمو" عندما حققت مصر مفاجأة أخرى بالتعادل مع هولندا بطلة أوروبا بهدف لكل منهما في مباراة أضاعت فيها مصر ما لا يقل على أربعة أهداف محققة على الرغم من أن كومبيوتر التوقعات أكد فوز هولندا 8-2.

وكعادة المنتخب المصري فهو قادر على تقديم أفضل وأسوأ أداء خلال أسبوع واحد وهذا ما حدث في مباراة إيرلندا وهي واحدة من أسوأ المباريات الدفاعية في كأس العالم حتى أن جاكي تشارلتون المدير الفني لأيرلندا كان أقرب للبكاء بسبب الطريقة الدفاعية التي خاض بها الفراعنة المباراة حتى أن أحد الصحف الإيطالية نشرت كاريكاتيرا بعد المباراة يقول "الفراعنة يحنطون إيرلندا".

وعلى الرغم من ذلك فكانت فرصة الصعود إلى الدور الثاني قائمة وخاصة أن مباراة مصر الأخيرة كانت أمام إنجلترا التي لم تحقق الفوز على هولندا أو أيرلندا ، وبدأت مصر المباراة بتراجع دفاعي وفشل الإنجليز في هز شباك أحمد شوبير حتى الدقيقة 59 عندما أحرز مارك رايت هدف التقدم وأضاع جمال عبد الحميد فرصة تعديل النتيجة من على بعد 8 ياردات من مرمى بيتر شيلتون لتخرج مصر من البطولة وكذلك الاتحاد الدولي من مأزق تساوي الأربع منتخبات في النقاط والأهداف.

وفي الوقت ذاته كانت الماكينات الألمانية بقيادة القيصر فرانتس بيكنباور ولوتار"مات هاوس" (كما كان يطلق عليه إبراهيم الجويني) وبيير ليتبارسكي تؤكد للعالم أنه جاءت إلى إيطاليا للصعود إلى النهائي للمرة الثالثة على التوالي وانتزاع الكأس والعودة إلى ألمانيا بعد تهدم سور برلين في أواخر عام 89.

وحقق المنتخبان الإيطالي والبرازيلي الفوز في جميع مبارياتهم وصعدا إلى الدور الثاني مع إنجلترا وهولندا وإيرلندا وألمانيا والأرجنتين التي صعدت من أحسن أربع فرق احتلت المركز الثالث والكاميرون التي تصدرت المجموعة الثانية ومعهم أيضا كولومبيا وتشيكوسلوفاكيا وكوستاريكا ورومانيا وأوروجواي ويوغسلافيا وأسبانيا وبلجيكا.

وشهد دور الـ16 مواجهتين كلاسيكية الأولى بين ألمانيا وهولندا نجح فيها المانشافت في رد اعتباره لهزيمته في كأس الأمم الأوروبية في ألمانيا قبل عامين وفاز بهدفين مقابل هدف ، والثانية بين الأرجنتين والبرازيل أنهاها كلاوديو كانيجيا في الدقيقة 81 في الكرة الوحيدة التي غفل فيها مدافعي الكاميرون عنه واهتموا بمارادونا فقط.

وقاد العجوز روجيه ميلا الكاميرون للفوز على كولومبيا بهدفين مقابل هدف بفضل أخطاء "المجنون" رينيه هيجيتا لتصعد الأسود التي لا تقهر إلى دور الثمانية لأول مرة في التاريخ.

ويشهد مساء نابولي أحد أفضل المباريات في كأس العالم بين الكاميرون وإنجلترا ، فعندما تقدم الإنجليز بهدف ديفيد بلات في الدقيقة 25 بدأ الجميع يتنفس الصعداء ، ولكن السوفييتي فاليري نيبومناتشي المدير الفني للكاميرون دفع بميلا في الشوط الثاني وخلال أربع دقائق فعلت الكاميرون ما قد عجز عنه الكثيرون في ذلك الوقت وسجلوا هدفين في مرمى شيلتون في أربع دقائق عن طريق إيمانويل كوندي ويوجين إيكيكي ولكن جاري لينكر أحرز التعادل لإنجلترا في الدقيقة 83 ، وفي الوقت الإضافي أهدى الحكم المكسيكي إدجاردو مينديز ركلة جزاء للإنجليز حولها لينكر إلى داخل مرمى توماس نوكونو لتنتهي المغامرة الكاميرونية وسط دموع ال