أحمد ماهر

تحليل : ألمانيا 2-صفر السويد .. ألمانيا الممتعة!

لم يكن منتخب ألمانيا من قبل بهذه المتعة ، والعرض الذي قدمه أمام منتخب السويد في دور الـ16 لكأس العالم وفوزه بهدفين دون مقابل كان العرض الأكثر إمتاعا من الناحية الفنية والتكتيكية لـ"الماكينات" الألمانية.
السبت، 24 يونيو 2006 - 23:04
لم يكن منتخب ألمانيا من قبل بهذه المتعة ، والعرض الذي قدمه أمام منتخب السويد في دور الـ16 لكأس العالم وفوزه بهدفين دون مقابل كان العرض الأكثر إمتاعا من الناحية الفنية والتكتيكية لـ"الماكينات" الألمانية.

اختيارات يورجن كلينسمان المدير الفني للفريق للاعبيه موفقة جدا ، سواء في اختيار القائمة من الأساس أو حتى في اختيار التشكيلة الأساسية التي يخوض بها المباريات ، بالاضافة إلى ميله للعب الهجومي ، والذي قد يكون نابعا من وجوده في مركز رأس الحربة قبل اعتزاله.

لم يجر كلينسمان أي تغيير على تشكيلته الأساسية في المباريات السابقة ، وهو ما أوجد تفاهما واضحا بين لاعبيه ، لاسيما بين الوسط بقيادة النجم الكبير مايكل بالاك ، وثنائي الهجوم ميروسلاف كلوزه ولوكاس بودولسكي ، اللذين صارا أكثر تفاهما من المباريات الأولى للفريق في البطولة.

"اللامركزية" كانت هي عنوان الأداء الألماني في المباراة ، بسلاسة مذهلة في تناقل الكرة بين الجبهتين اليسرى بقيادة فيليب لام ، واليمنى بقيادة بيرند شنايدر عبر خط وسط قوي مكون من بالاك وتورستن فرينجز وباستيان شفاينشتيجر.

لكن أبرز مميزات المنتخب الألماني في البطولة عامة ، وأمام السويد على وجه الخصوص كان ثنائي الهجوم كلوزه وبودولسكي ، فقد قدما عرضا مميزا ، لاسيما الأول الذي بدا عليه النضج عن المونديال السابق عام 2002.

فرض منتخب ألمانيا سيطرة مطلقة على مجريات اللعب منذ انطلاق المباراة بفضل سرعة لاعبيه وحسن تنظيمهم ، وتأثر الفريق بشكل إيجابي بالهدف المبكر الذي أحرزه بودولسكي في الدقيقة الرابعة.

نقطة قوة ألمانيا بدت واضحة في الناحية الدفاعية ، فالتنظيم الدفاعي للاعبي الفريق جعل الأمور أكثر صعوبة على لاعبي السويد في تشكيل أي خطورة تذكر ، ثم كان الارتداد السريع إلى الناحية الهجومية مصدر خطورة على السويديين الأكثر بطئا.

الثورة الهجومية السريعة للاعبي ألمانيا في البداية أعطتهم هدفا ثانيا بتوقيع بودولسكي أيضا ، ظهر خلاله التدهور الواضح في التمركز الدفاعي للاعبي السويد ، الذين التفوا بسذاجة حول كلوزه الذي يملك الكرة ، في الوقت الذي تحرك بودولسكي نحو المساحة الخالية ليتسلم كرة سهلة التسجيل في المرمى.

هذا الهدف كان نموذجا واضحا للأداء المتناغم بين كلوزه وبودولسكي ، وهو الأمر الذي أعطى ثقلا كبيرا للفريق الألماني.

الأداء الإيجابي للألمان قابله أداء في غاية السوء من السويد في النصف ساعة الأولى ، ولم يفطن لارس لاجرباك المدير الفني للسويد إلى المساحات الشاسعة التي أعطاها مدافعيه للاعبي ألمانيا ، الذين سددوا أكثر من 30 تسديدة على المرمى طوال المباراة دون أدنى مضايقة ، وهو بالتأكيد رقم قياسي!

شهدت المباراة نقطتي تحول أثرتا بشكل كبير على مجريات المباراة ، الأولى طرد المدافع تيدي لوسيتش في الدقيقة 35 ، وهذا الاقصاء كان تأثيره إيجابيا على لاعبي السويد الذين بدأوا في اللعب بإيجابية بعد أن تقلص عددهم إلى عشرة.

الثانية كانت مع بداية الشوط الثاني عندما أضاع المخضرم هنريك لارسون ركلة جزاء ، كان إحرازها سيقلص الفارق في وقت مبكر يسمح للسويديين بالتطلع إلى التعادل.

ضربة الجزاء الضائعة أدت إلى هبوط معنويات لاعبي السويد بشكل واضح ، وعادت السيطرة مرة أخرى للألمان الذين اكتفوا بدورهم بالهدفين والأداء القوي.

بشكل عام ، استحق المنتخب الألماني التأهل بهذا الأداء القوي والممتع الذي لم يعهده العالم على الألمان من قبل ، وبدا واضحا أن الفريق يسير بخطى ثابتة تحت قيادة متميزة لكلينسمان ، وأعتقد أنه قد يذهب إلى أبعد من دور الثمانية الذي تأهل إليه بالفعل.