أحمد عز الدين

تحليل - مصر 3-صفر السودان: الثبات على القمة

حسمت الخبرة والحرفية مواجهة المنتخب المصري مع نظيره السوداني في ثاني جولات المجموعة الثالثة بكأس الأمم الإفريقية، برغم ظهور الفراعنة بشكل أقل من المستوى التاريخي أمام أسود الكاميرون.
الأحد، 27 يناير 2008 - 00:27
حسمت الخبرة والحرفية مواجهة المنتخب المصري مع نظيره السوداني في ثاني جولات المجموعة الثالثة بكأس الأمم الإفريقية، برغم ظهور الفراعنة بشكل أقل من المستوى التاريخي أمام أسود الكاميرون.

وبرغم تراجع المستوى، إلا أن الرائع حسني عبد ربه وتدخل المدير الفني حسن شحاتة بالدفع بمحمد أبو تريكة منحنا ما هو أهم من الفوز وهو الثبات على القمة.

ويمكن تقسيم أداء المنتخب لثلاثة أقسام منحت الفراعنة ثلاثة أهداف وفوزا مريحا، وأعادت بعض القلق للجمهور المصري الذي كان يتمنى رؤية فريقه يبدع ويمتع طوال المباراة.

القسم الأول: أسود مصر

قدم المنتخب المصري 15 دقيقة تعادل في سرعتها وقوتها ما فعله الفراعنة في الكاميرون، إذ تشابه التشكيل واختلف الفكر الدفاعي إذ كلف كل مدافع برقابة صارمة على أحد مفاتيح السودان بطول الملعب وعرضه بدلا من دفاع المنطقة.

ويظهر ذلك في تدخل محمود فتح الله مع هيثم طمبل في الجانب الأيمن من الملعب برغم أنه كان يلعب على يسار الليبرو هاني سعيد.

وكانت البداية رائعة على المستوى الدفاعي إذ ضغطنا الفريق السوداني ومنعناهم من تشكيل أي خطورة على مرمانا لأننا كنا ندافع بإيجابية كما أن تحركات سعيد للأمام ساعدت على منح عبد ربه بعض الحرية ليساعد محمد زيدان في صناعة الألعاب.

وكان واجب زيدان هو معاونة طرفي الملعب حين يحصل حسني عبد ربه على دور صانع اللعب لكننا في تلك الفترة افتقدنا للفاعلية الهجومية إذ لم يظهر عمرو زكي بالحدة الكافية لحسم هجمات المنتخب.

القسم الثاني: منتخب مصر

وبالرغم من مباراة الكاميرون الرائعة والبداية الموفقة أمام السودان إلا أن الفراعنة رفضوا أن يحافظوا على ذات النظام والتركيز فبدأوا يستعيدون ذاكرة الدوري المصري ويتحركون من دون عقل ويتبادلون الكرة من دون هدف.

غلبت طبيعة فتح الله كليبرو على تركيزه كقلبي دفاع، فبدأ يدافع بالتراجع غير واع لأن عليه هو الضغط، كما أن هاني سعيد بدا وكأنه يبحث عن صامويل إيتو لملازمته وحين فشل في العثور عليه بدا عاطلا في أرض الملعب.

وتسببت تحركات سعيد غير المفهومة في الكثير من الأزمات هجوما ودفاعا على الفراعنة إذ أن المعلم طالب لاعبيه بتحويل طريقة اللعب إلى 4-2-4 حين يمتلك الفراعنة الكرة عن طريق الآتي:

يتحرك سيد معوض على الجانب الأيسر أو أحمد فتحي في الجانب الأيمن، بحيث يقوم عبد ربه بتغطية المتقدم ويدخل الظهير الذي لم يتقدم لدعم الوسط، كما يلعب زيدان على الجانب المعاكس ومن أمامهما يتحرك متعب وزكي.

وليتم ذلك كان يجب على سعيد التقدم ليجاور محمد شوقي بحيث يتمكن عبد ربه من التفرغ للتغطية على الظهير المتقدم وهو مالم يحدث سوى في العشر دقائق الأولى ولذا ظهر المنتخب تائها ومنتقصا من أحد تلك الأركان فتباطئ الإيقاع بشكل واضح.

وفي ظل الفراغ الذي حدث في خط الوسط، لأن عبد ربه لم يجد المعاونة اللازمة إضافة إلى أن شوقي ظهر بشكل متواضع وفشل في المحافظة على تركيزه في التمرير والتسديد الذي كان عليه في لقاء الكاميرون، لجأ المعلم للعبة التسليم والتسلم في العمق.

يبدأ زيدان التحرك من اليمين إلى أن يصل فتحي لمساندته فيدخل الأول للعمق محولا الكرة لمتعب الذي يمررها بدوره لزكي الذي يكون قد وصل لمنطقة جزاء السودان، إلا أن تراجع مستوى ثنائي الهجوم حال دون تطبيق التحرك بشكل سليم.

وزاد الوضع سوءا بالتغيير غير المفهوم بنزول أحمد حسن بدلا من محمود فتح الله إذ بدلا من زيادة نجم أندرلخت مع خط الوسط وجدناه يلعب ظهير أيمن وفتحي يتحول لمركز المساك من دون داع ولا سبب واضح.

القسم الثالث: محمد أبو تريكة

كانت لحظة الفصل في المباراة هي نزول محمد أبو تريكة الذي كان وجوده هاما منذ بداية المباراة على حساب محمد زيدان، فقدم صانع الألعاب الرائع فاصلا من الإبداع بتمريراته وفنياته ويكفي أن تشاهد الهدف الذي راوغ فيه حارس السودان بعينه فقط.

وربما كان الهدف الثاني كافيا لاستعادة الفراعنة إيقاعهم السريع ودخول شحاتة مجددا في "المود" الذي بدأ به البطولة ليدفع بالمحمدي لتعود لنا السيطرة ونحقق هدفا ثالثا ونقاط غالية وضعتنا على خط التأهل للدور الثاني من البطولة التي ندافع عن لقبها.