شريف حسن

رمز الزمالك

تبارى المحللون والنقاد في مناقشة وتحليل مشكلة أو كبوات نادي الزمالك المستمرة منذ أربع سنوات، إلا أن أحدهم لم يصل للسبب الرئيسي لتلك المشكلة أو الحل الجذري لها حتى الآن.
الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008 - 20:01
تبارى المحللون والنقاد في مناقشة وتحليل مشكلة أو كبوات نادي الزمالك المستمرة منذ أربع سنوات، إلا أن أحدهم لم يصل للسبب الرئيسي لتلك المشكلة أو الحل الجذري لها حتى الآن.

حمل الكثيرون الصراع الإداري في النادي وعدم وجود استقرار على مستوى مجلس الإدارة مسؤولية تدهور مستوى الفريق وتراجع نتائجه بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة.

إلا أن المجالس المعينة استمرت في قيادة النادي أكثر من موسمين في استقرار كامل ولكنها أيضا لم تطور المنظومة وظل الزمالك كما هو يوم في العالي ويوم في النازل.

وذهب البعض نحو تحميل الإدارة الفنية المتعاقبة على الفريق مسؤولية التدهور، ولكن لا كاجودا نجح ولا هنري ميشيل نفع ولا كرول أجاد برغم الكأس حتى هولمان لا يعلم أحد مصيره.

وصب الجمهور الزملكاوي الحزين جم غضبه على اللاعبين الذين لا يصلح معظهم لتمثيل الفريق الأبيض الذي طالما ضم بين صفوفه أفضل المواهب الكروية في الكرة المصرية.

لكن الأمر من وجهة نظري المتواضعة يكمن في غلطة كبرى ارتكبتها قيادات الزمالك منذ زمن بعيد، ألا وهي عدم صناعة رمز للنادي تقتضي به وتلتف حوله الجماهير وقت الشدائد.

فشل الزمالك في صناعة رمز للنادي مثلما فعل منافسيهم مع صالح سليم الذي اعتبره الأهلاوية نموذجا لكيان النادي واستمدوا من شخصيته القوية وتقاليده أسلوب حازم للتعامل مع أزمات ناديهم التي تتصدرها مقولة: "حرصا على مبادئ وتقاليد الأهلي العريقة".

فالأهلي تمكن من صناعة رموز متعددة لقيادة النادي فبعد صالح جاء دور حسن حمدي، والكل يعلم أن محمود الخطيب سيصبح الرئيس المقبل للأهلي بعد حمدي، بل وبدأ الأهلي في إعداد جيل جديد للقيادة يتكون من هادي خشبة ونادر السيد ووليد صلاح الدين بعدما تولوا مناصب إدارية قوية داخل النادي.

وربما يتعجب البعض من كلمة صناعة الرمز ويدعي أن تلك الشخصيات تمتلك موهبة الإدارة منذ نشأتها، إلا أنني أؤكد أن تلك الرموز تتم صناعتها على المدى الطويل.

فإذا ضربنا المثل بخشبة الذي عانى الأهلي كثيرا في سنوات لعبه الأخيرة من إنحدار مستواه مما تسبب في كوارث لدفاع الفريق.

إلا أن إدارة النادي الأهلي اعتمدت على شخصية خشبة التي تتمتع بحب جارف من الجماهير ولم تضغط عليه للرحيل كما فعلت إدارة الزمالك مع لاعبين من أمثال وائل القباني وطارق السيد وتامر عبد الحميد.

ووضع المسؤولون ثقتهم في خشبة للتتدرج في المناصب الإدارية داخل النادي كما حدث من قبله مع حمدي والخطيب اللذان بدءا بمنصب مدير الكرة.

أما الزمالك فتعمد مسؤولوه إبعاد النجوم واحدا بعد الآخر لذلك وصل حال النادي إلى ما هو عليه، لا تعرف الجماهير من هو الرمز أوالقدوة، وإذا جاءت الانتخابات تتفرق الأحزاب كالعادة ولكل منهم أنصاره ومؤيديه بل وأعداءه من أصدقاءه القدامى.

لذا فليس غريبا بعد كل تلك الأخطاء أن ترى رمزا مثل حمادة إمام يفشل في انتخابات النادي أمام كمال درويش، ولا تتعجب حين ترى الفارق الكبير بين المكانة الحالية لكل من فاروق جعفر والخطيب.