أسامة خيري

حزن أهلاوي؟

انتاب الحزن الجماهير الأهلوية بعد الفوز الضعيف على القطن، كما شعرت بغضب متكرر مما يتردد عن أمنيات الجماهير البيضاء لفوز الغريم الأحمر على الفريق الكاميروني "الشقيق".
الإثنين، 03 نوفمبر 2008 - 13:28
انتاب الحزن معظم الجماهير الأهلوية بعد الفوز على القطن الكاميروني في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا، والسبب لا يعود لعرض ضعيف أو ما شابه، لكن للرغبة في المزيد.

هذا الشعور طبيعي للغاية، لكن ما يجب أن يبقى في الأذهان أن نتيجة الفوز بهدفين في القاهرة هي النتيجة الأفضل للأهلي منذ بداية دور الثمانية هذا الموسم على أرضه، أو حتى خارجها.

وخرج الأهلي من المباراة النهائية، بالإضافة إلى الهدفين، بعدة فوائد أبرزها تأكد الجميع مجددا من أن التشكيل الذي بدأ المباراة هو الأفضل، فلا يوجد أنسب من محمد بركات ومحمد أبو تريكة تحت رأس الحربة المتألق فلافيو أمادو، وكذلك الأمر في وجود حسام عاشور وأحمد حسن بوسط الملعب.

كما أعاد البرتغالي مانويل جوزيه في احتفاله بمباراته الألف في عالم التدريب شعارا بدأت الجماهير أن تفتقده عند مواجهة الأهلي وهو "اللي يدافع يخسر.. واللي يهاجم يشيل"، إذ حاول القطن الضغط على الأهلي فتلقى ضربتين بالرأس وفي الرأس!

وحتى رغم محاولات القطن في الشوط الثاني للحفاظ على النتيجة بأقل الخسائر، سنحت للأهلي ثلاث فرص خطيرة لكن للأسف لم يكن المنقذ أبو تريكة في حالته وأهدر فرصة غريبة وركلتين حرتين من على خط منطقة الجزاء وجانب التوفيق زميله الأنجولي في كرتين أسهل كثيرا من الهدف الذي أحرزه.

ولا جدوى، أو لنقل لا داعي، لتقديم نصائح قبل مباراة الإياب من عينة لا لارتكاب الأخطاء حول منطقة الجزاء، ونريد هدفا مبكرا، ولا تدع المنافس يقترب من منطقة الجزاء، وغير ذلك من الأمور التقليدية، لأن التألق الحقيقي للأهلي هذا الموسم كان خارج أرضه.

فخلال دور المجموعات والدور قبل النهائي، شارك الأهلي في ثلاث مباريات خارج القاهرة، والأمر الجيد ليس مجرد الخروج من هذه اللقاءات دون أن تهتز الشباك، لكنه كان في الأداء الدفاعي المنظم والهجمات المرتدة السريعة.

البداية كانت مع أسيك الإيفواري والخروج بتعادل سلبي بعد عرض اهتز خط الدفاع لدقائق قليلة فقط في البداية ثم الفوز على ديناموز الزيمبابوي بهدف نظيف بعد تألق وتسجيل هدفين ألغاهما الحكم دون مبرر وكان اللقاء الأخير مع إنيمبا النيجيري وانتهى دون أهداف بعد إهدار أكثر من فرصة سهلة فيما صنع أصحاب الأرض فرصة واحدة شبه محققة.

والخلاصة من ذلك أن المباريات الخارجية مع فرق بمستوى متقارب من القطن (أسيك وإنيمبا على وجه التحديد)، لم تشهد تقريبا سوى فرصتين أو ثلاث فرص لأصحاب الأرض يمكن تصنيفها بكلمة "خطيرة".

وإذا كان هذا الجانب الإيجابي في الأمر، فإن الإحصاءات أيضا تثبت أن القطن على أرضه لا يقهر، فهو الفريق الوحيد هذا الموسم الذي فاز بمبارياته السبع التي استضافها، وليس مجرد فوز، بل أحرز 18 هدفا ولم تهتز شباكه أي مرة.

قد يعود هذا الأمر في أحيان إلى أرضية ملعبه المتواضعة، أو حتى إلى التحيز التحكيمي، لكن الأهلي الذي أنهى سلسلة انتصارات أسيك وإنيمبا قادر على فعل الأمر ذاته مع ناد يحتفل بعيد ميلاده الثاني والعشرين، خاصة أن -والحق يقال- الحكم الجزائري جمال حيمودي الذي سيدير مباراة الإياب من أفضل حكام القارة في الوقت الحالي.

وتبقى مناقشة منتظرة في الأيام المقبلة عن تشكيل مباراة العودة طالما لم تحدث غيابات بسبب الإصابة لأنه لا توجد إيقافات على أي لاعب، وهي هل من الأفضل اللعب بنفس لاعبي مباراة الذهاب، أم الاعتماد على أنيس بوجلبان كلاعب وسط مدافع ثالث ويذهب بركات إلى الجانب الأيمن بدلا من أحمد صديق.

قد تختلف الأمور من شخص لآخر، لكن أعتقد أن من الأفضل الإبقاء على صديق في مركز الظهير الأيمن، والمشاركة بنفس تشكيلة مباراة الذهاب، مع تغيير مركز بركات ليصبح "وسط مدافع ثالث" بدلا من مركزه الهجومي بالقاهرة، واللعب بفلافيو وحيدا ومن تحته أبو تريكة الذي أتمنى أن يتواصل توفيقه في النهائيات ويحرز أول هدف في القطن بالبطولة على أرضه.

تعليق

يقال في كافة وسائل الإعلام - بطريق الخطأ المتعمد - إن جماهير الزمالك تساند الأهلي للفوز باللقب للمرة السادسة، وبالتالي الانفراد بالرقم القياسي باعتباره يمثل مصر وهنا السؤال: أي منطق يقول ذلك؟

لا أعلم لماذا تذكرت هنا ما يقال أيضا عندما تطلق جماهير ملعب بأكمله هتافات عدائية ضد لاعب أو فريق آخر بأنها مجرد "القِلة القليلة" بدعوى أن غير ذلك سيثير التعصب والفتنة وكلمات ثقيلة من هذا القبيل.

عفواً .. فالوصف الخاطئ هو الذي يثير التعصب، لأن الجميع يعلم - وهذا أمر طبيعي ويحدث بطريق معاكس أيضا - أن "القِلة القليلة" فقط من جماهير الزمالك ترغب في فوز الأهلي وذهابه إلى اليابان لثالث مرة، أما الأغلبية فتساند القطن "الشقيق".

بالمناسبة.. أؤمن تماما أن منتخب مصر فقط هو الذي يمثل مصر، لكن الأهلي -المتأهل للنهائي على سبيل المثال بهدف أنجولي خالص- فريق ينتمي لمصر ويضيف فوزه بأي لقب لإنجازاته الشخصية، قبل أن يمنح البلاد بعض السمعة عن مستوى الكرة بها.

هل سمعتم بالله عليكم أن جماهير أرسنال تتمنى الفوز لمانشستر يونايتد في نهائي بطولة أوروبا؟ أعتقد أن ذلك قد يكون حدث في مايو الماضي لأن المنافس كان تشيلسي!

بدون تعليق

سيلعب الأهلي نهائي بطولة أفريقيا يوم 16 نوفمبر، وسيلعب أكثر من نصف الفريق مع منتخب مصر أمام بنين يوم 19، وسيلعب مجدداً مع الزمالك يوم 22 (التعليق في مقال مقبل بعنوان أزمة الفضائيات).