أحمد عز الدين

البرازيل فريق .. إيطاليا لا

الفارق بين البرازيل التي فازت على كوت ديفوار بأقل جهد، وإيطاليا التي بذلت كل طاقتها لتتعادل مع نيوزيلندا، أن الأولى تملك "فريقا يعرف كيف يلعب".
الإثنين، 21 يونيو 2010 - 05:47
الفارق بين البرازيل التي فازت على كوت ديفوار بأقل جهد، وإيطاليا التي بذلت كل طاقتها لتتعادل مع نيوزيلندا، أن الأولى تملك "فريقا يعرف كيف يلعب".

فكارلوس دونجا المدير الفني لمنتخب البرازيل ثبت طريقة لعب واسلوب تحرك داخل الملعب منذ تولى المسؤولية في 2006، وحتى خارج الملعب كل شيء يدار بنظام.

والنتيجة، أن منتخب البرازيل الحالي يبدو المرشح الأفضل للقب، برغم أنه أفقر في المواهب من نسخة 2006 التي لم تحقق نتائجا طيبة برغم أنها شهدت اجتماع رونالدو وأدريانو ورونالدينيو مع كاكا وروبينيو وإيمرسون وكافو وروبرتو كارلوس ولوسيو.

فبرغم أن منتخب البرازيل حاليا لا يملك بين صفوفه سوى خمسة نجوم من طراز رفيع، هم كاكا ولوسيو وجوليو سيزار ومايكون وروبينيو.، إلا أنك تشعر بأن للفريق قوام قوي وشكل واضح في أرض الملعب.

وأبرز مثال يوضح ذلك أن كاكا مهما كان مستواه رديئا في ميلان أو ريال مدريد، يتألق مع البرازيل.

وبالمثل روبينيو، فقد عاش اللاعب الموهوب موسما صعبا مع مانشستر سيتي، وانتهى به المطاف عائدا إلى سانتوس ليلعب بعيدا عن الأضواء، وبرغم ذلك يتألق مع البرازيل.

وما أريد التأكيد عليه من خلال تلك الأمثلة، أن ثبات تشكيل وطريقة لعب منتخب البرازيل جعل الفريق يقدم مستوى يبلغ 9/10 برغم أن عناصره معظمهم من فئة 7/10.

ودعوني الآن أربط البرازيل بإيطاليا، عن طريق مقارنة مهاجم كلا الفريقين، لويس فابيانو في السليساو، وألبرتو جيلاردينو من الأتزوري.

فابيانو وجيلاردينو، كل منهما لا يلعب في أفضل أندية العالم، الأول يقود هجوم سيفيليا الإسباني، والثاني مع فيورنتينا الإيطالي.

اللاعبان على ذات الدرجة من الموهبة، لاعب جيد لكنه ليس خارقا يصل إلى درجة رونالدو في البرازيل، ولا روبرتو باجيو في إيطاليا.

فلماذا يتألق فابيانو ويقود فريقه لكوبا أمريكا ثم كأس القارات، والآن يضعهم على أول طريق الفوز بالمونديال؟ في حين يفشل الآخر في التسجيل أمام باراجواي او نيوزيلندا؟

السبب الرئيسي أن تثبيت دونجا للخطة والتشكيل واسلوب التعامل سهل على فابيانو كل شيء، بات يعرف أين يتحرك رفاقه، وكيف يفتحون له الطريق نحو مرمى الخصم.

بينما جيلاردينو، وبرغم أنه أحد العناصر التي توجت بكأس العالم 2006 لازال غير عالم بكيفية التواصل مع رفاقه في الفريق.

وربما اللوم في ذلك لا يلقى بأكمله على عاتق مارتشيللو ليبي مدرب الأتزوري، لأنه تسلم المهمة من عامين فقط، بعدما رحل روبرتو دونادوني.

لكن ليبي يتحمل المسؤولية في نتيجة إيطاليا ونيوزيلندا، لأنه قرر تغيير طريقة اللعب بعد المباراة الأولى أمام باراجواي.

فبعدما حقق الفريق بعض التجانس، وفهم كل لاعب كيف يتحرك مع زميله من خلال 90 دقيقة أمام باراجواي، صدمهم ليبي باسلوب لعب جديد وبات عليهم البدء من الصفر.

لماذا التغيير؟

منتخب إيطاليا قدم مباراة مقبولة أمام باراجواي، وكان واضحا أنه يفتقد فقط لبعض اللمسات الهجومية.

فأمام باراجواي، كان منتخب إيطاليا يجيد نقل الكرة على الجناحين، ويفتح لنفسه مساحات في عمق دفاع الفريق اللاتيني.

فقط كان يعيب الفريق أن صانع ألعابه كلاوديو ماركيزيو لا يمرر بإتقان، ومهاجم الأتزوري ألبرتو جيلاردينو ليس على مستوى الحدث.

لكن بدلا من أن يبدل مارتشيللو ليبي الأسماء التي فشلت في شغل أدوارها، غير طريقة اللعب نفسها أمام نيوزيلندا.

والطريقة الجديدة 4-2-2-2 فاشلة للغاية، لأنها ركزت في تحركاتها الهجومية على ثنائي الهجوم جيلاردينو وفيتشنزو ياكوينتا.

ياكوينتا بات مطالبا باللعب تحت رقابة مدافع نيوزيلندا، وهو لا يجيد ذلك، بل يملك من السرعة ما يسمح له بالميل في التحرك على الجناحين.

كما أن جيلاردينو حتى الآن لم يقدم المستوى الذي يشفع له بالتواجد في تشكيلة إيطاليا الأساسية، ولذلك لم يكن منطقيا أن يبني ليبي تحركات إيطاليا على مهاجم فيورنتينا.

وبشكل عام، خط هجوم إيطاليا ضعيف، سواء جيلاردينو، ياكوينتا، أنطونيو دي نتالي و جيامباولو باتيزيني، بدليل أن الرباعي شارك أمام نيوزيلندا، ولم يقدم أحدهم شيء يذكر.

فمنتخب إيطاليا لم يهدد مرمى الفريق الذي يشارك في كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه، سوى بتصويبة يتيمة من خارج منطقة الجزاء لريكاردو مونتاليفو.

ولذلك فالطريقة الأولى 4-2-3-1 التي استخدمها الأتزوري امام باراجواي كانت أنسب كثيرا للمونديال، لأنها تركز على تحركات لاعبي الوسط.

ومنتخب إيطاليا نجح نسبيا بتلك الطريقة بفضل قدرات دانيلي دي روسي وريكاردو مونتاليفو وسيموني بيبي الجيدة، وترابطهم في اسلوب اللعب بشكل مميز.

ولذلك يتوجب على ليبي العودة للطريقة الأولى، برغم أن ذلك قد يخلق مزيدا من الارتباك لدى اللاعبين، لكن الارتباك الآن أفضل من خطة فاشلة في دور الـ16.

وفيما يخص ما تفتقده طريقة اللعب التي اتبعها الأتزوري أمام باراجواي، فمركز صانع ألعاب سيشغله أندريا بيرلو مع عودته من الإصابة، ليلعب أمام مونتاليفو ودي روسي.

ويمكن أن يحافظ بيبي على موقعه في الجانب الأيمن، فيما يحصل فابيو كوالياريالا على فرصته كمهاجم يميل في تحركاته على الجناح الأيسر، ويتمركز ياكوينتا في العمق.

في النهاية، طبعا لا يبدو وضع إيطاليا مع المرشحين للفوز باللقب منطقيا، لكن حسابات المباريات بداية من دور الـ16 مختلفة، إذ لن يكون الأتزوري مطالبا بالهجوم مثلما يحدث في مرحلة المجموعات، بل الدفاع الذي يجيده، وهو ما قد يكون عاملا في صفه.

أما البرازيل، فهناك عامل واحد قد يقف في طريق تتويجها باللقب، وهو غياب أحد الأسماء التي تملك الموهبة وتقدم مستوى يبلغ 9/10 مثل كاكا، ولذلك سأنتظر مباراة البرتغال لتقييم قدرة دونجا على اللعب دون عنصر مهم في راقصي السامبا.