أحمد عز الدين

قمة شيكابالا

ما سيقدمه شيكابالا في القمة يمكنه تنصيب حسام حسن كأحد أفضل مدربي الزمالك في تاريخه، أو يمكنه كذلك إثبات أن زيزو أفصل حل للأهلي حتى نهاية الموسم.<br>
الأربعاء، 29 ديسمبر 2010 - 07:22
ما سيقدمه شيكابالا في القمة يمكنه تنصيب حسام حسن كأحد أفضل مدربي الزمالك في تاريخه، أو يمكنه كذلك إثبات أن زيزو أفصل حل للأهلي حتى نهاية الموسم.

مباراة القمة المقبلة تعد مفترقا للطرق بالنسبة للأهلي والزمالك هذا الموسم، ولذلك فإن قيمتها المعنوية ستكون المحرك الرئيسي لأفكار وخطط زيزو وحسام.

الزمالك لو خسر القمة فسيتأثر بشكل كبير، بالطريقة ذاتها التي اهتز بها ريال مدريد هذا الموسم بعد السقوط أمام برشلونة، برغم الانطلاقة الجيدة للميرنجي مع مورينيو.

بالمثل فإن خسارة الأهلي للمباراة ستجعل الإدارة الحمراء تفقد قدرا كبيرا من الأمل في إعادة الاتزان للفريق خلال المرحلة الحالية، عوضا عن التفكير في الموسم المقبل من شهر ديسمبر.

لذلك سيبني حسام حسن المدير الفني للزمالك خطته وأفكاره على الفوز، فيما ستكون حسابات نظيره في الأهلي زيزو موجهة أكثر ناحية عدم الخسارة.

وفي الحالتين، شيكابالا كلمة السر القادرة على منح الزمالك هيمنة كاملة على القمة، أو قادرة كذلك على منح الأهلي الفرصة الكافية لاستعادة المعنويات المفقودة بنصر على المنافس الأبيض.

شيكابالا هو العنصر الوحيد الذي يربط كل عناصر الزمالك الهجومية، بالنظر لأن حسن مصطفى وإبراهيم صلاح ليسا من أصحاب الملكات الخاصة بالتمرير البيني وبلعب كرات مبدعة، وأن محمد إبراهيم وحازم إمام وحسام عرفات من اللاعبين الصاعدين الذين يقدمون حلولا تتسم أكثر بالفردية.

لذلك دعونا لا نضع تركيزنا على هذا الجانب من المباراة، ونرى كيف بإمكان الأهلي أسر مهارات شيكابالا في القمة حتى يستطيع الفريق الأحمر بعد ذلك التفكير في الهجوم، وكيف باستطاعة الزمالك أن يمنح مزيدا من الحرية لفهده الأسمر الذي لم يحرز هدفا عاديا واحدا هذا الموسم.

لا ليبرو

شيكابالا ينتمي لفئة صناع الألعاب الذين يميلون أكثر في تحركاتهم للطرفين مثل فرانك ريبري وليونيل ميسي، بغض النظر عن الفارق بين هذه الأسماء من حيث الموهبة والثمن.

أيضا شيكابالا من الأجنحة التي تلعب بالقدم العكسية، أي أنه لاعب أعسر يحب التواجد دائما على الجناح الأيمن، تماما مثل آريين روبن لاعب هولندا وبايرن ميونيخ.

وهناك أفكار طبيعية من الضروري أن ينفذها الأهلي تتعلق برقابة شيكابالا من جانب قلب الدفاع الذي سيميل ناحية اليسار بالاشتراك مع سيد معوض أو من ينوب عنه مثل حسام عاشور أو شهاب.

لكن كيف يأتي هذا التناوب بشكل دقيق حتى لا يخطف اللاعب الأسمر الأهلي وهو متمركز بشكل غير صحيح؟

أولا يجب على حسام غالي ألا يصنع عمقا كبيرا في الدفاع حتى لا يمنح القادمين من الخلف للزمالك فرصة التوغل في منطقة الجزاء، وحتى لا يحصل شيكا على فرصة إرسال بينيات طولية.

فكلما ضيق دفاع الأهلي الخناق على جعفر ومن يلعبون خلفه كان شيكابالا بحاجة أكثر للاعتماد على نفسه في المراوغة، ما يسهل عملية رقابته.

غالي يجب أن يقف على الخط نفسه الذي يلعب عليه وائل جمعة وأحمد السيد أو شريف عبد الفضيل، ويعتبر نفسه قلب دفاع ثالث لا ليبرو، وذلك لتقليل المساحات أمام الهجوم الأبيض.

النقطة الثانية، هي أن المسؤول الأول عن رقابة شيكابالا ليس معوض ولا عاشور، بل قلب الدفاع الذي يلعب مائلا ناحيته وغالبا شريف عبد الفضيل، خاصة في ظل أن الزمالك يلعب بمهاجم وحيد.

فوجود جعفر وحيدا في هجوم الزمالك يجعل قلب الدفاع الثاني الذي يلعب بجوار جمعة قادرا على التفرغ لمتابعة شيكابالا، في حين يحصل شهاب وعاشور على فرصة رقابة محمد إبراهيم ورفيقه الثاني في صناعة اللعب للفريق الأبيض.

وبفرض أن عبد الفضيل أو الواعد جدا – شكرا زيزو على هذا اللاعب - رامي ربيعة سيكون رقيب شيكا في هذه الحالة، طبعا سيعاونه سيد معوض بحكم أنه متواجد في الجبهة اليسرى.

فوجود عبد الفضيل أو ربيعة أمام شيكا سيجعل الأخير بحاجة إلى الهرب لأقصى اليمين، ووقتها يصطدم بمعوض.

أما حين يتحرك شيكابالا بالكرة من أقصى اليمين للعمق على أمل أن تجد قدمه اليسرى مساحة للتصويب أو التمرير، فوقتها رقابته تكون مسؤولية "عاشور أو شهاب" مع حسام غالي.

ودعونا نرى الصورة أوضح.

شيكابالا يتسلم الكرة ناحية اليمين، يجد في وجهه عبد الفضيل، يركض للداخل فيجد أمامه غالي وعاشور يشكلان ستارا يشبه ما صنعه إنتر مع روبن في نهائي أبطال أوروبا الموسم الماضي.

إذن، هذه كانت الحلول التقليدية. لكن كذلك هناك طريقة يستطيع الأهلي بها أن يقلل كثيرا من ناتج شيكابالا الهجومي، ألا وهي أن يجعله يدافع.

ففي مباراة الزمالك والإسماعيلي، اعتمد مارك فوتا المدير الفني للدراويش على ثلاثي ارتكاز دفاعي مع وضع أحمد سمير فرج كجناح أيسر أمام عبد الله الشحات.

صحيح أن شيكا تألق في هذا اللقاء، لكن ذلك كان بسبب ضعف عبد الله الشحات الكبير في الأدوار الدفاعية كون مركز الظهير الأيسر ليس منصبه الحقيقي.

لكن ما لاحظته في المباراة، خاصة في الشوط الثاني، أن المساحة الهجومية التي حصل عليه سمير فرج في الهجوم كانت كفيلة بإجبار اللاعب الأسمر على التراجع للدفاع من عمر جابر.

وشيكابالا مثله كباقي صناع اللعب لا يحب الدفاع وحين يبذل الكثير من الجهد فيه يفقد جزء من مردوده الهجومي.

فحين يدافع شيكابالا يفقد جزء من طاقته البدنية التي في النهاية تنعكس على مقدار نشاطه وسرعة قيامه بالمهارات اللازمة في المراوغة والهروب من الرقابة الفردية والتمرير تحت الضغط.

ووجود سمير فرج حرا في الهجوم تسبب في إجهاد شيكابالا، حتى اضطر العميد في نهاية المباراة لتبديله وأشرك أحمد توفيق ليزيد الجبهة اليمنى البيضاء أمانا دفاعيا.

وعلى الأهلي تكرار الأمر ذاته في القمة، وربما يأتي ذلك بمشاركة عفروتو أساسيا مع معوض يسارا، حتى يقلص زيزو من جهد شيكابالا، وهو ما سيسهل مأمورية رقابته من جانب الدفاع الأحمر.

يبقى أن نشير إلى المشكلة الحمراء فيما يخص شيكابالا، وهي الضعف الواضح في مستوى الظهير الأيسر للفريق الأحمر خلال المباريات الماضية، ما لفت نظر حسن المستكاوي ومحمود بكر.

سيد معوض أفضل ظهير أيسر في مصر، لكنه لا يمر بأزهى حالاته وغالبا ذلك بسبب تأثير الإصابات المتوالية عليه، والتي تحرمه من التدرب لفترات طويلة تكسبه لياقة مرتفعة معتادة منه.

سيكون صعبا على زيزو تطبيق مغامرة فيها الكثير من التغيير، لكن ربما كان الحل في مشاركة عبد الفضيل كظهير أيسر أمامه عفروتو على الجناح، فيما يشغل ربيعة دور قلب الدفاع مع جمعة وغالي.

عمر جابر

من جانب الزمالك، فإن حسام حسن يستطيع بدوره أن يلجأ لحيلة تفك أسر شيكابالا إن نجح الأهلي في إيقافه.

وهذا الحل اختبره العميد بالفعل خلال مباراة وادي دجلة بوضع عمر جابر في مركز الارتكاز الثالث مع إبراهيم صلاح وحسن مصطفى.

ذلك لأن جابر حين ينطلق هجوما يذهب بالفطرة إلى الجانب الأيمن ما يشكل دعما مع غانم سلطان لشيكابالا، ويفتح مساحة أكبر أمام الفهد الأسمر للانتشار في أرجاء الملعب بأكمله.

هذا الحل يشبه ما فعله جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة مع ليونيل ميسي، حين بدأ بيدرو يشارك كجناح أيمن لمنح الساحر الأرجنتيني المزيد من المساحة للتحرك في كافة أرجاء الملعب.

لكن مشكلة العميد الرئيسية في تلك الفكرة هي أن غانم سلطان قد لا يضخ الأمان الكافي في الدفاع، ويتحول بتمركزه الخاطئ لثغرة بيضاء.

ولو حدث ذلك سيكون الزمالك مهددا خاصة في ظل الأخطاء التقليدية من الدفاع الأبيض مثل سوء تعامل الصفتي مع التغطية وسوء تعامل محمود فتح الله مع الضغط على الخصم.

فتح الله دائما يتراجع بظهره أمام رقيبه بدلا من ضغطه واستخلاص الكرة، والعكس صحيح بالنسبة للصفتي، ولو أضفنا لهم غانم لن يكون الدفاع الأبيض أهلا لحماية القمة من مئوية ابو تريكة.

ولا يجب أن يكون الحل من جانب العميد هو الدفع بثلاثة في محور الارتكاز الدفاعي مثل عاشور الأدهم مع حسن مصطفى وإبراهيم صلاح، لأن ليس بينهم من يجيد الهجوم من العمق.

فالزمالك يفتقد للاعب وسط مدافع مبدع مثل محمد حمص وحسني عبد ربه في الإسماعيلي وأحمد حسن في الأهلي.

حسن مصطفى وعاشور الأدهم يجيدان الاندفاع من الخلف للأمام، لكنهما لا يمرران بينيات غير تقليدية كثيرا.

ولو تواجد مصطفى مع الأدهم وصلاح في العمق، سيكون واضحا أن كل هجمات الزمالك تميل للجناحين، ما يسهل مهمة الأهلي وقتها – لو كان الفريق الأحمر منتبها فعلا – في الدفاع عن القمة.