فكم الصور والنكات التي خرجت عن أرسنال الموسم الماضي والتي وصفته بفريق اللاعب الواحد بعدما قاده فان بيرسي وحده "وتلك هي الحقيقة" للمركز الثالث في الدوري بالعافية تصعب من فكرة الاستغناء عنه.
ولكن الغريب أن الصفقة التي تمت بين غريمين لم تلقى الصدى المتوقع من جماهير أرسنال التي يبدو وأنها كانت قد حضرت نفسها لهذا النبأ مبكرا، خاصة مع تعرض فان بيرسي لصافرات استهجان بالفعل في مباراة كولن الودية الأخيرة للمدفعجية.
وبمطالعة أبرز ردود الفعل العالمية اتضح لي أن أرسنال لم يخرج من الصفقة بأقل الخسائر كما قد يعتقد البعض، وإنما خرج منها رابحا حتى وإن تألق فان بيرسي مع يونايتد، فوقتها فقط سيكون رابحا أقل من الشياطين الحمر وليس خاسرا.
وسأحاول اختصار ما يدفعني لوصف أرسنال بالرابح من بيع فان بيرسي في خمسة أسباب ..
تجديد العقد
النجم الهولندي رفض بالفعل تجديد تعاقده مع أرسنال كاشفا بوضوح عن رغبته في الرحيل، بالرغم من تأكيدات مسؤولي المدفعجية من قبل عن ثقتهم من استمراره مع الفريق، وهو ما يعني أن "العيب عداهم" وبذلوا أقصى محاولاتهم لإقناعه بالبقاء.
قرار فان بيرسي وضع إدارة المدفعجية أمام حل واحد فقط وهو بيعه والاستفادة منه ماديا، وبعد انسحاب مانشستر سيتي من الصفقة بصورة غير متوقعة كان بيعه ليونايتد الأقرب للصحيح.
مسجل إصابات
كان الموسم الماضي رائعا بكل المقاييس لفان بيرسي وربما يكون هو السبب الأبرز في تهافت أكثر من نادي على ضمه، ولكن هذه الأندية نست أنه كان الموسم الأول للهدف الهولندي بدون إصابات في أرسنال.
ففان بيرسي تعدى حاجز الـ30 مباراة مع فريقه لأول مرة في موسم 2011-2012، فلعب 38 مباراة للمرة الأولى منذ ستة مواسم في أرسنال، في الوقت الذي لعب 41 مباراة فقط في الدوري طوال موسمي 2009-2010 و2010-2011.
ووفقا لقواعد كرة القدم التي تقول أن اللاعب يصل إلى ذروة مستواه الفني في سن الـ25 عاما، فأن مستقبل فان بيرسي صاحب الـ29 عاما لا يبشر بأفضل من ماضيه.
يورو 2012
بالرغم من أن فان بيرسي سجل 30 هدفا الموسم الماضي في الدوري إلا أن ظهوره الأخير في ملاعب كرة القدم يدفع أي فريق يسعى لضمه في التفكير في الأمر مجددا.
فالهداف الهولندي خرج بمنتخب بلاده من الدور الأول من يورو 2012 وسجل هدف وحيد مواصلا خفوت تألقه في المناسبات الكبرى.
أداء فان بيرسي تسبب في اقتصار المؤتمرات الصحفية عقب كل مباراة على تبريرات الجهاز الفني لظهوره بهذا الشكل المذري.
الأمس القريب
في صيف 2006 رفض أرسنال عرضين يصل قيمة كل عرض منهما إلى 50 مليون إسترليني لضم أسطورته الفرنسية تييري هنري الذي كان يبلغ من العمر حينها 29 عاما أيضا، وبالرغم من ذلك اضطرت إدارة المدفعجية لبيعه "شاكب راكب" بأقل من 19 مليون إسترليني بعدها بعام واحد فقط لبرشلونة.
فهنري تعرض لإصابة قوية وشارك في 17 مباراة فقط طوال الموسم مسجلا عشرة أهداف في أقل معدلاته التهديفية مع المدفعجية، وهو ما يعني انخفاض ثمن بيعه لأقل من النصف في اقتصاديات كرة القدم.
ومع التاريخ الطويل لفان بيرسي مع الإصابات مقارنة بهنري في سن الـ29 عاما كان بيعه بمثابة "النفخ في الزبادي"" لإدارة أرسنال بعدما "اتلسعت" من شوربة هنري.
تعويض رحيله
أدركت إدارة أرسنال حقيقة الرحيل الحتمي لفان بيرسي مبكرا، فأمنت نفسها بثلاث صفقات قوية تعوض رحيله.
فضم أرسنال الثلاثي سانتي كازورلا ولوكاس بودولسكي وأوليفيه جيرو تمهيدا لرحيل فان بيرسي.
إدارة أرسنال للمرة الأولى في تاريخها تحركت مبكرا حتى لا يتأثر الفريق سلبيا، بعدما اضطرت للانتظار حتى يناير الموسم الماضي لدعم صفوف الفريق الذي فقد سيسك فابريجاس وسمير نصري.
وبالإضافة للصفقات الجديدة ستنتعش خزانة أرسنال بـ22 مليون إسترليني ثمن صفقة فان بيرسي قد تلجأ إليهم في الشتاء لو اقتضى الأمر.
الخلاصة .. بالتأكيد تأثرت تشكيلة أرسنال برحيل أبرز مدفعجي فيها ولكن ليس كل رحيل خسارة ولا الأسماء وحدها تضمن النجاح.
للتواصل مع الكاتب:
عبر فيس بوك : http://www.facebook.com/amir.elhalim
عبر تويتر : https://twitter.com/#!/AmirAbdElhalim