كتب : أمير عبد الحليم | الإثنين، 11 نوفمبر 2013 - 19:26

جيل أبو تريكة.. وفتحي العظيم

تتويج الأهلي بالبطولة الثامنة له فرحة مختلفة تماما.. فرحة مضاعفة يستحقها مشجعوه ولا أجد أي مبالغة فيها.

الأهلي حافظ على البطولة التي يحمل لقبها وتوج باللقب الثامن في ظروف صعبة، ربما أكثر صعوبة من تلك التي مر بها الموسم الماضي.

ولا ينقص من هذه الفرحة سوى إصرار أبو تريكة على قرار الاعتزال.. وأننا سنتذكر عكننة الـ6-1 يوم 19 نوفمبر.

بعد الفرحة، تبقى لي 10 ملامح من المباراة..

- كما كان يوسف موفقا في اختيار تشكيل وخطة لعب مباراة الذهاب، تحلى بالعقلانية وقرر خوض مباراة الإياب بنفس التشكيل والطريقة دون أن يندفع هجوميا ويعرض فريقه لهدف يعيد أورلاندو للمباراة.

عقلانية يوسف آمنت الأهلي من لدغات أورلاندو وأنهت الشوط الأول بتعادل سلبي.. وفي الشوط الثاني مع اندفاع ضيفه للهجوم خطف هدفين من هجمتين مرتدتين.

- الفوز على أورلاندو نفسه وهو الفريق الوحيد الذي فاز على الأهلي في البطولة كان ضروريا.. فالأهلي فعلا كان يكفيه التعادل السلبي للتتويج ولكن بالفوز على من هزمك بثلاثية على ملعبك من قبل يصبح للتتويج معنى.

وجماهير الأهلي ما كانت لتقبل أن ينهي الفريق البطولة وقد استعصى عليه الفوز على هذا الفريق في 4 مباريات.

- فتحي رجل النهائي بكل المقاييس، فلا يمكن أن يحتفل بعيد ميلاده الـ29 بصورة أفضل من تلك.. قدم مباراة أكثر من رائعة دفاعيا وهجوميا وشارك بتحرك رائع في الهدف الأول وصنع الهدف الثاني.

يوسف واصل مغامرته الرائعة بالاعتماد على فتحي كلاعب ارتكاز، وأبدع الجوكر في مركزه.

في رأيي، فتحي يجب أن يستمر في الوسط سواء مع الأهلي أو منتخب مصر، فالمركز الجديد يسمح له بأن يوظف إمكاناته بشكل أفضل ولم يظهر فيه عصبيا كما اعتدنا عليه مؤخرا وأصبح "لايق" عليه أكثر حاليا.

فالأهلي والمنتخب فعلا يحتاجان لاعب بطاقة وقوة وحماس فتحي في الوسط، وفتحي أيضا يحتاج هذا المركز ليظهر فيه أفضل.

فتحي استمر أكثر لاعبي الأهلي استخلاصا للكرة كما فعل بالضبط في مباراة الذهاب، وتمكن من استرجاع الكرة من بين أقدام لاعبي أورلاندو 20 مرة.

فتحي لم يتوقف فقط عن استرجاع الكرة بشكل متكرر وإفساد هجمات أورلاندو بل حافظ على استحواذ الأهلي على الكرة إذ امتلك أفضل معدل تمرير بين لاعبي الأهلي الأساسيين بعد حسام عاشور بـ90%.

- أفرح بالكأس أم أحزن لاعتزال أبو تريكة؟ سؤال لايزال يسيطر على ذهني منذ المباراة.. بالتأكيد من حق أبو تريكة أن ينهي مشواره بأفضل صورة ممكنة ولكن اعتزال هذا الرجل يضرب جيلنا في مقتل.

فحقا أبو تريكة أكثر من أسعد جيلنا سواء مع الأهلي أو المنتخب.. ولن يسكن قلوب هذا الجيل لاعبا مثله.

فهو أيقونة هذا الجيل كما كان حسام حسن من قبله والخطيب من قبلهما.. هذا الجيل سيجد ما يفتخر به أمام أولاده عندما يقول لهم "أصلكم محضرتوش أيام أبو تريكة".

أبو تريكة خلد مباراته الأخيرة مع الأهلي بطريقة أكثر من رائعة، ولا يمكن أن نقول أكثر من أن الكرة بتحبه في الهدف الذي أحرزه.

أبو تريكة حاول هز شباك أورلاندو بثلاث تسديدات سجل منها هدفا، فكان ثاني أكثر لاعبي الأهلي خطورة بعد عبد الظاهر.

ولم يكتف أبو تريكة بتهديد مرمى منافس الأهلي فقط، بل حاول صناعة الفرص لزملائه فمرر الكرة 40 مرة، 6 منهم فقط خرجوا بصورة خاطئة ليحقق نسبة تمرير صحيحة مرتفعة تصل إلى 89%.

- تغيير يوسف لأبو تريكة في الوقت الضائع ليسمح للجماهير بتكريمه كان قرارا رائعا منه، وإشراك متعب بدلا منه في هذا التوقيت ليحسب له الاشتراك في هذا التتويج أكمل روعته.. الأمر كان يشبه نهاية سعيدة لفيلم جميل.

- لم يظهر شريف عبد الفضيل بنفس قوة الأداء الذي قدمه في مباراة الذهاب، فبدا متوترا وحصل على إنذار مبكر كلفه في النهاية أن يخرج مطرودا قبل نهاية المباراة.

أورلاندو لعب أكثر من كرة بينية خلف عبد الفضيل الذي تقدم كثيرا في الشوط الأول، ولكن جمعة تكفل بتغطية المساحات خلفه.

ولكن في المجمل استحق عبد الفضيل أن يكون في قائمة منتخب مصر.

- بالعودة إلى جمعة، فصاحب الـ38 عاما قدم مباراة رائعة واستحق بالفعل أن يكون بطل الصورة النهائية بحمله للكأس.

جماهير الأهلي رفعت لافتة قبل المباراة "الرجولة عنوانها.. وائل جمعة"، وكالعادة قدم ما يثبت ذلك وأكثر.

فلنتفق أن جمعة أصبح غير قادرا على الانتصار في أي سباق سرعات.. ولكن في الالتحامات البدنية لا يعلى عليه.

جمعة غطى المساحات خلف الظهير الأيمن عبد الفضيل، وتفوق في كافة الالتحامات مع مهاجمي أورلاندو وأفشل مساعي الضيوف في اختراق عمق دفاعات الأهلي.

جمعة استخلص الكرة 17 مرة كأكثر لاعبي الأهلي استرجاعا للكرة بعد فتحي وعاشور.

- الأهلي الآن يمتلك حارسا قادرا على حماية عرين الفريق الأفضل في إفريقيا اسمه "شريف إكرامي".

- الأهلي يحتاج إلى دعم الفريق بعناصر شابة سريعا تكون نواه لفريق جديد، فبنهاية الموسم المقبل على الأكثر سيحتاج الأهلي دعما في كل المراكز، ويجب أن يتنازل الجمهور الأحمر عن فكرة ضرورة التتويج بكافة البطولات لموسم على الأقل حتى ينجح أي جهاز فني في تقديم جيل جديد للفريق.

- لازلت مصرا على رأيي بضرورة الفصل بين الآراء السياسية عن الرياضة، فما المكسب السياسي الذي عاد على عبد الظاهر من رفع شعار رابعة؟، بل أنه وضع مستقبله مع الفريق على حافة الخطر، وأضاع على جماهير الأهلي الوقت الذي كان من المفترض أن يكون للاحتفال في الدفاع عنه.. حتى وإن كان منهم من لا يقتنع أصلا بما أقدم عليه.

من حقك أن تتبنى الرأي السياسي الذي يحلو لك، أن تشارك في مظاهرات مؤيدة أو معارضة.. أن تدخل في اعتصامات وتعبر عن رأيك بصورة شخصية، لكن عندما تكون عضوا في فريق يضم عشرة لاعبين غيرك داخل الملعب يجب أن تنحي رأيك هذا جانبا طالما لا تمثل نفسك.

ناقشني:

تويتر: https://twitter.com/AmirAbdElhalim

فيس بوك: https://www.facebook.com/amir.elhalim

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات