كتب : شريف حسن | الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013 - 21:17

أربع صوابع لأزمة عبد الظاهر

رفع اللاعب أربع صوابع احتفالا بهدف فتلقى أربع عقوبات على ما فعل، وبقيت أربعة نقاط تحتاج للكثير من الكلام.

أحمد عبد الظاهر الذي أحرز هدفا للأهلي في نهائي أكبر بطولة قارية للأندية قرر وبدون أسباب منطقية ضرب "كرسي في كلوب" الاحتفالات وإشعال فتيل أزمة كنا جميعا في غنى عنها.

عبد الظاهر أشار بعلامة "رابعة" بالتلويح بأربع أصابع بيده في إشارة إلى المذبحة التي جرت أثناء فض اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بميدان رابعة العدوية.

الأزمة الحقيقية لم تكن من وجهة نظري في رفع اللاعب للشعار عقب تسجيل الهدف ولكن كانت في ردود الأفعال غير المنطقية عقب المباراة وانتهاء بسلسلة العقوبات التي وقعها الأهلي على اللاعب.

الصباع الأول:

للاعب الحق في اعتناق ما يراه من أفكار وتوجهات سياسية بل ولديه كل الحق في التعبير عن هذه الآراء، ولكن عليه أن يعرف متى وكيف وأين يعبر عنها وفقا لقواعد عمله.

عبد الظاهر تظاهر في رابعة ودعم محمد مرسي علنا ولم يتم إيقافه، ولكن عندما يقرر أن يفعل الأمر خلال تأدية عمله فهو يستحق المعاقبة، ليس على انتماءه السياسي ولكن على مخالفته لوائح العمل.

فالأصل في الأمر أنه لا خلط لكرة القدم بالسياسة وكل الأمثلة على تعبير لاعبين عن توجهات سياسية داخل الملعب تم معاقبة اللاعب في كل بلدان العالم.

ولو أي موظف خالف لوائح عمله التي تمنع شئ ما خاص بالزي أو السلوك أو الحديث في السياسة سيعاقب وفقا لما تقره لوائح مكان عمله.

الصباع الثاني:

عقوبات الأهلي جاءت قاسية للغاية، فما ارتكبه اللاعب لا يستحق إيقافه وعرضه للبيع وحرمانه من كأس العالم للأندية التي ساهم في التأهل إليها.

خاصة أن اللاعب تقدم باعتذار رسمي عما بدر منه وعن إقحامه للنادي في صراع سياسي كان في غنى عنه في ظل احتفالات التتويج بأهم لقب في الموسم.

مجلس إدارة الأهلي رضخ لتهديدات وزارة الرياضة وشدد العقوبة على اللاعب لإرضاء الوزير وخوفا من الحل مثلما حدث مع نظيره في الزمالك بقيادة ممدوح عباس.

الصباع الثالث:

وزارة الرياضة ساهمت بشكل كبير في تضخيم الأزمة من قبل أن تحدث عندما تدخلت في عمل اتحاد الكونج فو عقب إشارة مماثلة للاعب في بطولة ودية.

فمحمد يوسف لاعب الكونج فو أشار بهذه الإشارة في بطولة لم يتابعها أحد ولم يكن ليعرف عنها أحد لولا تعليق وزارة الرياضة وتضخيم القضية في وسائل الإعلام.

وهو ما أسفر عنه مطالبة البعض للوزارة بالتدخل مرة أخرى في أزمة عبد الظاهر حتى لا تظهر وكأنها تكيل بمكيالين لمصلحة الأهلي بسبب شعبيته وجماهيرته.

وهو تدخل حكومي خاطئ في إدارة الرياضة سواء على مستوى الاتحادات أو الأندية وتداخل في السلطات وهو الأمر الذي لا يعلمه الكثيرون في بلادنا.

الصباع الرابع:

هو سيل التحليلات والاستفسارات والتساؤلات الساذجة وخاصة التعليق الشهير بـ"ماذا لو كان اللاعب رفع صورة للسيسي أو إشارة دعم للجيش؟".

وهذا في رأيي هو أكبر الأزمات التي نعاني منها في مصر هذه الأيام وهو أن نترك الأزمة أو المشكلة نفسها ونتفرغ لتساؤلات مثل "من بدأ الاشتباك؟" و"الضحية إخوان ولا أهالي" و "مكنتوش بتتكلموا ليه أيام مرسي أو أيام مبارك؟".

يا سادة أرجوكم اتركوا نظريات المؤامرة وعقد الاضطهاد وكل التحليلات التخيلية بأن العالم أجمع يدور يتآمر لظلم الفصيل الذي تنتمون إليه سواء هذا أو ذاك.

الأمور واضحة وأي ذو عقل يمكنه التمييز بسهولة فلا داعي لتكبير كل أزمة وإقحامها في صراعات جدلية لا تنتهي بسبب الرغبة في إبداء الرأي فيما لا تفهمون فيه.

ملحوظة أخيرة: لاعب الكونج فو لم يتم اعتقاله ولا سحب ميداليته وحتى قرار إيقافه لم يصدر بصورة رسمية حتى الآن وكل ما أثير في هذا الأمر شائعات ضخمة الوحيد الذي دفع ثمنها هو أحمد عبد الظاهر.

للتواصل ومناقشة الكاتب عبر تويتر من هنا Sherif7assan

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات