للتأهل إلى كأس الأمم الأوروبية 2020، تصدر منتخب بلجيكا مجموعته بعد أن حقق عشرة انتصارات من أصل 10 مباريات.
كيفين دي بروين
النادي : مانشستر سيتي
سجل 40 هدفاً كأكثر المنتخبات تسجيلاً للأهداف في التصفيات واستقبل ثلاثة كأقل الفرق استقبالا للأهداف بجانب تركيا.
التأهل لليورو كان بمثابة رحلة سهلة لبلجيكا، في مجموعة ضمت كل من روسيا، اسكتلندا، قبرص، كازاخستان وسان مارينو.
منتخب بلجيكا الذي يضم مجموعة كبيرة من المواهب والنجوم جعلت اسمه دائما ضمن المرشحين للفوز بلقب أي بطولة يشارك فيها في الفترة الماضية، الآن يشارك في يورو 2020 وكل الأعين عليه ماذا سيفعل في البطولة وهل سيتوج باللقب أم لا.
ويستعرض معكم FilGoal.com طريقة لعب منتخب بلجيكا مع مدربه روبيرتو مارتينيز.
لم يغير روبرتو مارتينيز مدرب بلجيكا في أسلوبه كثيرًا خلال السنوات القليلة الماضية، ويلعب بطريقة 3-4-3، بوجود ثلاثي دفاعي أمامه، ظهيري جناح وثنائي وسط، مع تواجد أجنحة تميل للسقوط في أنصاف المساحات ومهاجم متحرك.
في التشكيل الأساسي يظل تيبو كورتوا الخيار الأول لحراسة المرمى، في مركز الظهير الجناح الأيمن يبقي توماس مونييه اللاعب الأكثر احتمالية للمشاركة أساسيا، مع ثورجان هازارد في مركز الظهير الجناح الأيسر، خلال التصفيات وفي المواجهات الحاسمة، رأينا الثلاثي الدفاعي ثابتاً، ديناير، فيرتونخين وألدرفيلد.
يمثل يوري تيليمانس وأكسيل فيتسل ثنائي الوسط، لكن سيكون على مارتينيز اتخاذ القرار بشأن مشاركة فيتسل الذي يتعافى حاليا بعد أن أصيب في يناير الماضي بتمزق في وتر أكيليس، لذلك فقد نري ليندر ديدونكير بجانب تيليمانز في الوسط، إذا احتاج مارتينيز إلى الدعم من البدلاء فسيجد دينيس برايت لاعب ليستر سيتي.
في الأمام يوفر إيدين هازارد الإبداع في الجهة اليسرى لكن مع إصابته المتكررة خلال هذا الموسم رفقة ريال مدريد فمن المتوقع رؤية دينيس ميرتينز اساسياً، بينما سيكون مركز المهاجم من نصيب روميلو لوكاكو، لكن دوره ليس مجرد مهاجم يتمركز في الصندوق، إنه يسقط دائما لإشراك الآخرين في اللعب وفتح مساحات في دفاع المنافسين، من المتوقع أن يأخذ كيفين دي بروين مركز الجناح الأيمن بعد عودته من الإصابة خصوصا بعد تأكد غيابه عن المباراة الأولي في البطولة، ويمكن أيضا أن ينضم دي بروين لخط الوسط بجانب تيليمانس لينطلق ميرتينز في الجانب الايمن ليترك المجال لهازارد في الجهة الأخري.
في الخط الأمامي، هناك أيضاً لاعب رائع هو لياندرو تروسارد، يقدم صانع ألعاب برايتون شيئًا إبداعيا، لاعب متحرك وذكي لديه امكانيات كبيرة يمكن أن يساعد بها منتخب بلاده لتقديم بطولة قوية.
تضغط بلجيكا بكتلة عالية بـ 3-4-3، يستخدم مارتينيز اسلوب الضغط الصارم رجل لرجل عند رفع الكتلة لأعلى، حيث يمارس كل لاعب من بلجيكا ضغطاً شرسا على لاعب الخصم.
تضع بلجيكا مصيدة الضغط في نصف المساحة الخاصة بالخصم على حسب مكان الكرة في الطرفين، تجبر الخصوم على التمرير هناك ثم يبدأ لاعبوها بحصار لاعب الخصم الذي يستلم الكرة، يحصلون على الكرة من ثم يبدأون التحول السريع.
هنا أمام الدنمارك، يبدأ ميرتينز بالضغط على قلب دفاع الدنمارك لإجباره على التمرير نحو الظهير الأيسر، سيقوم دي بروين بمراقبة لاعب الإرتكاز خلفه وسيدعمه تيليمانز الذي يتبع ديلاني، وديدونكير الذي يراقب إيركسن، في حين يستعد ثورجان هازارد للصعود والضغط على الظهير.
سيضغط هازارد من الخارج للداخل وليس العكس، لذلك سيكون ظهير الدنمارك الأيسر مجبراً على التمرير نحو للداخل في نصف المساحة اليسرى نحو إيركسن.
سيتبع ديدونكير إريكسن، سيقترب تيليمانز الذي يراقب ديلاني أكثر، سيعود هازارد لغلق مسار التمرير الخلفي نحو الظهير الأيسر، سيتم حصار إيركسن وستحصل بلجيكا على الكرة.
مرة أخري أمام إنجلترا، يبدأ ميرتينز بالإقتراب من واكر وفي نفس الوقت يغلق مسار التمرير نحو هندرسون، هازارد يقترب كثيراً من تربيير، فيتسل يوجه جسده ناحية ماونت في نصف المساحة بينما يستعد فيرتونخين للصعود وتغطية المساحة بشكل طولي، تتعمد بلجيكا ترك مساحة لإغراء لاعبي الخصم بالتمرير نحو تلك المنطقة.
هنا لا يضغط لوكاكو بشراسة على داير لكنه يغلق مسار التمرير نحو هندرسون، ميرتينز يقف بزاوية استعداد للضغط في حالة تم التمرير نحو واكر، فيتسل لا يغلق المساحة عمداً نحو ماونت الذي يتبعه فيرتونخين، لدي داير الآن خيارين، الأول هو التمرير نحو تربييه على الخط الجانبي، والثاني هو الأكثر إغراء بالتمرير نحو ماونت في نصف المساحة اليمنى وبالفعل سيختار الثاني، سيحاصر لاعبو بلجيكا ماونت بأربعة لاعبين ويحصلون على الكرة.
بنفس الكيفية حدث الأمر في الجهة الأخرى وهذه المرة استهدف البلجيكيون جريليتش.
عند التحول من كتلة عالية إلى متوسطة يتحول الشكل من 3-4-3 إلى 5-4-1، ويتم الضغط بنفس الشكل لإجبار المنافسين على التمرير نحو أنصاف المساحات أو الخطوط الجانبية، هنا سيكون على واكر التمرير نحو تريبير كحل أكثر أمانا أو نحو ماونت، عندها إما ستحصل بلجيكا على الكرة أو سيجبرون حاملها على العودة مرة أخرى للخلف.
النظام في بلجيكا هو أهم عامل لإنجاح أسلوبهم، مرت أعوام كثيرة على تطبيق وحفظ اللاعبين للنظام، لذلك أصبح من السهل عليهم الاعتياد على المواقف المختلفة والانتقال بين الكتل المختلفة أثناء الدفاع.
أثناء الاستحواذ يكون هيكل بلجيكا 3-4-3، حيث يعتمد أسلوبهم في المرحلة الأولي لبناء اللعب على تدوير الكرة بين الثلاثي الدفاعي، ثم على عمليات مركبة للخروج بالكرة.
تبدأ بلجيكا مرحلة الخروج بالكرة عندما يسقط الجناح الموجود في الجهة التي تتواجد بها الكرة إلى نصف المساحة، هنا يتعمَّد ديناير تأخير التمرير حتى اقتراب كين منه لجعل ماونت يضغط بشكل متأخر على فيرتونخين، بمجرد أن تنطق الكرة من قدم ديناير، سيسقط ميرتينز أكثر لنصف المساحة اليسرى ويقترب تيليمانس بشكل عرضي من هازارد.
سيمرر هازارد الكرة من لمسة واحدة نحو ميرتينز الذي سيكون لديه خيارين، الأول نحو تيليمانز الذي يمكن بعد ذلك أن يمرر نحو دي بروين في المساحة الخالية، والثاني التمويه وترك الكرة لفيتسل.
كذلك أمام الدنمارك لكن لم يكونوا بحاجة لسقوط الجناح في نصف المساحة، يمرر فيرتونخين نحو الشاذلي على الخط الجانبي.
يستلم الشاذلي الكرة، ثم سيبدأ ديدونكير في التحرك الطولي لشغل إيركسن وفتح مسار التمرير نحو تيليمانز.
هنا أمام التشيك، لم يمرر فيرتونخين نحو ديدونكير المراقب، فاختار التمرير مباشرة نحو هازارد في نصف المساحة اليسرى الذي خلق اتصالا مباشرا بعد ذلك مع الشاذلي وخلق موقف 1 ضد 1.
هنا خدع هازارد لاعبي التشيك وذهب نحو الخط الجانبي، نتيجة ذلك خرج جناح ولاعب وسط الدنمارك للضغط على هازارد وتركوا ديدونكير في نصف المساحة اليسرى.
لكن فيرتونخين اختار التمرير الطولي نحو الشاذلي.
إذا سمح الخصم بمساحات في المركز فإن الثلاثي الدفاعي يمرر فورا نحو أحد ثنائي المحور، هذه التمريرات تسمح إما بالمضي قدما للأمام وكسر الخطوط أو اجبار الخصم على التراجع للخلف أكثر واستخدام كتلة أقل.
هنا وجد ألديرفيلد مسار تمرير نحو دي بروين في المركز، لكن لاعبو وسط الدنمارك أدركوا ذلك وانكمشوا للداخل لكن هذا اعطي خيارا لـ ألدرفيلد بالتمرير نحو هازارد على الخط الجانبي ووضعه في موقف واعد.
إذا لم يجد اللاعبون خيارات تمرير واضحة أثناء الخروج بالكرة فإن بلجيكا تستخدم لوكاكو كرجل مستهدف لكسر الخطوط، من المفيد وجود أكثر من حل عند امتلاك الكرة.
هنا لم يجد ألديرفيلد خيارات تمرير واضحة للخروج فقام بالتمرير الطويل نحو لوكاكو.
يحب مارتينيز استخدام الضغط المضاد فورا عند فقدان الكرة في الثلث الأخير، انتشار لاعبيه الجيد اثناء امتلاكهم للكرة يساعدهم على فعل ذلك بشكل جيد.
أمام انجلترا، كان ديودنكير قريبا من لوكاكو، بينما يستعد تيليمانز بجانبهم للمساعدة إذا لزم الأمر، لم يستطع لوكاكو المحافظة على الكرة لكن ديدونكير كان هناك ليحصل على الكرة ثم وصلت إلى تيليمانز الذي سدد في المرمي.
لم أجد عيوبا كثيرة في نظام بلجيكا، لكن صعود ديناير كثيرا للتغطية الوقائية بحكم الضغط الموجه للأفراد أثناء استخدام الكتلة المتوسطة يمكن أن يسبب لهم مشكلة، هنا كين سقط للمنتصف للهروب من رقابة ديناير، ثم جاء ووجهه للمرمي ليمرر نحو ماونت.
اضطر هازارد لتوجيه جسده للداخل للإقتراب من ماونت، نتيجة لذلك فقد ترك خلفه مساحة لـ تريبير.
هنا أمام الدنمارك، كان يمكن لديلاني التمرير الطويل للجناح المنطلق خلف ديناير لكنه اختار العودة للمدافع.
المشكلة الثانية تكمُن في فكرة نجاحهم من الاساس، توجيه الخصم للتمرير في نصف المساحة، إذا امتلك الخصم جناح ولاعب وسط لديهم امكانيات فنية وتقنية كبيرة فسيزعج بلجيكا كثيراً.
هنا يتم اجبار الدنمارك على التمرير في نصف المساحة اليمنى، سيستلم لاعب الدنمارك الكرة وسيمرر نحو الجناح على الخط الجانبي.
سيمرر الجناح نحو نفس اللاعب وسيركض عمودياً لاستلام التمريرة التالية، هنا ديناير يصعد للتغطية لكن إذا مرر لاعب الوسط بدقة في اتجاه ركض الجناح، فسوف يشكل الخصم خطورة كبيرة على مرمي بلجيكا.
تمتلك بلجيكا ثروة من المواهب في تشكيلتها، وهو دافع كبير بالنسبة لفريق لم يفز أبدًا ببطولة كبرى ويتم وضعه الآن كمرشح محتمل للبطولة، جنبًا إلى جنب مع مدرب شاب جائع، قد يكون الافتقار إلى الإيمان بعدم الفوز ببطولة كبرى موجوداً داخل أذهان اللاعبين، لكن التعطش للفوز كافٍ للحصول على 100٪ من هذا الفريق، إذا كانوا في المستوى، فلن يتمكن أحد من إيقافهم، لكن الوقت وحده يمكن أن يخبرنا.