سواريز.. الشيطان الذي يفعل الخير ولا تكرهه

الأربعاء، 24 يناير 2018 - 17:50

كتب : إسلام مجدي

سواريز

"إنه يعض، بل يسقط نفسه عن عمد في منطقة الجزاء للحصول على ركلات جزاء، وعنصري، لكنه هداف بالفطرة يسجل الأهداف في غمضة عين من دون تفكير". إيليوت تيرنر صحفي "جارديان" واصفا لويس سواريز.

من أوروجواي إلى هولندا ثم إنجلترا وأخيرا حط الرحال في إسبانيا، ستحتار في أمره إنه ليس مهاجما أنانيا يرغب وحده في تسجيل الأهداف، رفع قوة وقيمة هجوم ليفربول ككل مع دانييل ستوريدج ثم في برشلونة شكل ثلاثية نارية مع ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا.

كتب تيم مور عن لويس سواريز في مجلة "ورلد سوكر" :"لدى لويس سواريز رغبة قوية في الفوز أقوى من أي لاعب شاهدته على الإطلاق تلك التي تدفعه ليتحول إلى شيطان في الملعب، لكن لم نعجب قط بشياطين والآن لدينا سواريز".

فيما قال تيري هنري عن سواريز :"إنه شخص جيد بنسبة 99%، لكن هناك نسبة 1% هي رغبته في الفوز وتلك النسبة تتخطى أي شيء أخر".

وواصل "لذا كانت هناك لحظات ارتكب فيها أخطاء لا تغتفر، لكن تلك الأخطاء دائما كانت في صميم التنافس، وسببت له المشاكل، لكنها أيضا سببا لكونه أصبح أفضل لاعب شاهدناه قط".

بالنسبة لفترة لويس سواريز في أوروجواي فلم تكن طويلة بهذا القدر، من 2003 إلى 2005 في ناشئ ناسيونال، ثم انضم في عام وحيد شكل بداية لكل ما نراه الآن في نادي جرونينجين الهولندي في الفترة من 2006 إلى 2007.

لم يخيب الآمال ولم يحتج وقتا ليثبت أنه موهبة متميزة للغاية في هولندا، مسؤولو نادي جرونينجين قالوا له إنهم لم يأخذوا وقتا لكي يضموه وعلموا أن أموالهم لن تذهب سدى.

سواريز كان قد انتقل إلى النادي الهولندي لأنه وجد أن حبيبته منذ الطفول صوفيا بالبي قد انتقلت وعائلتها إلى برشلونة وفضل الذهاب خلفها إلى أوروبا، ليجد أن انضم إلى فريق في أقصى الشمال الهولندي ليشتت عقله سريعا وبعيدا عن الملعب للغاية، ويجدها خطوة غير محسوبة.

رون يانس مدرب الفريق في ذلك الوقت قال :"إنه واحد من أفضل اللاعبين الذين عملت معهم على الإطلاق".

خاصة إن وضعنا في عين الاعتبار أنه كان هناك الكثير من القلق حول وزن سواريز وحالته البدنية لأنه وصل في الجولة التحضيرية ووزنه 90 كيلو جراما، ليخبره المدرب أنه يجب أن ينزل وزنه إلى 83 كيلو جراما. وسيظل يلعب مع الفريق الرديف حتى يصل لذلك الوزن.

لم يحتج النجم الأوروجوياني الكثير من الوقت لفعل ذلك.

قال يانس عنه :"لقد كان يتعلم بسرعة كبيرة ونقاط قوته تزيد، كان واقعيا للغاية ويحب الفوز وليس تسجيل الأهداف لم أره قط أنانيا، يحب الفوز ولا غيره في الحياة ولا أي شيء".

مع فريقه الهولندي الأول سجل 15 هدفا في 37 مباراة بكل المسابقات، كان ذلك موسمه الأول في أوروبا.

في فبراير 2007 كان الظهور الأول له على الصعيد الدولي ضد كولومبيا وديا. وقتها ظهرت إشاعات في الصحف أنه على رادار كبار أندية هولندا، ليقدم أياكس عرضا رسميا بقيمة 3.5 مليون يورو.

رفض جرونينجين العرض في البداية، وبالنسبة لسواريز تفاجئ لأن العرض رفض بسرعة كبيرة، سواريز كان ينتظر بشغف خاصة وأنه يرغب في اللعب بدوري أبطال أوروبا.

اتجه أياكس لفتح القضية في لجنة تحكيم الاتحاد الهولندي الملكي لكرة القدم لأن أياكس حسب القوانين قدم عرضا وهو يلعب في دوري الأبطال بجانب مضاعفة راتب سواريز. وقتها كان موسم 2007-2008 على وشك البدء، وفي جرونينجين تحول الإعجاب بالأوروجوياني إلى موجات غضب وتم إحراق قميصه.

وقبل أسبوعين من بداية الموسم تم الحكم في القضية لكن ضد سواريز، أياكس كان يعلم جيدا أنه موهبة كبيرة ليقدم عرضا بقيمة 7.5 مليون يورو يوم 10 أغسطس ويقبل الفريق.

وفي ظهوره الأول فاز أياكس بنتيجة 8-1 ضد دي جرافشاب وتألق سواريز.

لأربعة أعوام في صفوف أياكس قدم مستوى مبهر للغاية في كل مرة كان شيطانا لكن لا يمكنك أن تكرهه، سجل 68 هدفا في 111 مباراة.

انضم بعدها إلى ليفربول بمبلغ 23.85 مليون جنيه إسترليني.

مع ليفربول ظهر لديه قدرتان رائعتان، الأولى كانت أوقاته الرائعة ومستواه الذي لا خلاف عليه وانتظاره لزميله دانييل ستوريدج لكي يتحرك ويخلق المساحة ويمرر له وهكذا.

الثانية كانت قدراته البدنية وقوته حتى على النزول إلى منتصف الملعب لتسلم الكرة وبعد ذلك مراوغة المدافعين وفور اقترابه من المرمى كان يقدم الكثير من المهارات.

أما مع أوروجواي فدوره مختلف عليه فقط أن يكون المهاجم الهداف الذي يقتل خصمه في أسرع وقت، وأوسكار تاباريز مدرب المنتخب يعتمد على المرتدات، وذلك رغم تواجد لاعبين مثل دييجو فورلان وإدينسون كافاني كان يجد لنفسه الكثير من المساحة.

دييجو مارادونا أسطورة الأرجنتين قال إن كلمة bronco هي أكثر كلمة تصف ما يحفذه كلاعب كرة قدم. وفي سيرته الذاتية قال :"الغضب والحدة والكراهية والحزن" هم أكثر ما يحفزونه.

إن وجدنا كلمات تصف تلك الحالة فهي تصف لويس سواريز، حينما قام بعض برانيسلاف إيفانوفيتش وقتها كان ليفربول يعاني في ذلك الموسم وفي تلك المباراة التي انتهت بنتيجة 2-2 لم يجد سواريز نفسه سوى وهو يعض الصربي.

وخلال بطولة كأس العالم 2014 قام بعض جورجيو كيلليني في موقف مشابه مليء بالإحباط والحزن والغضب، وتصرف خاطئ تماما لموهبة هجومية لا خلاف عليها.

هناك أغنية شهيرة لجوني كاش تصف حال سواريز وتقول :"الوحش بداخلي مسجون بحواجز هشة وضعيفة ولا يهدأ نهارا أو ليلا، ينتظر ويحتدم في النجوم، ساعد الوحش بداخلي يا الله".

بعد حادثة العضة تلك كاد حلم لويس سواريز أن يتلاشى وتحدث عن ذلك لاحقا.

"تعرضت للإيقاف في كأس العالم الأخير بسبب واقعة جيورجيو كيليني وكادت حلمي أن يقتل".

"حلمي كان الانتقال لبرشلونة وكانت هناك مفاوضات مع الفريق الكتالوني فجأة تعرضت للإيقاف وشعرت إنه سيتم صرف النظر عني".

"تحدث برشلونة معي وأكد لي على استمرار اهتمامه بضمي، ليست لدي مشكلة في الإفصاح عن انهماري في البكاء بعد إصرارهم على ضمي".

ربما نرى الكثير من الأمور السيئة من لويس سواريز، لكن لمحات العبقرية تجعلنا نتغاضى، ربما نغضب، لكنك لا يمكنك أبدا أن تكره ذلك الوحش.

قد تتذكر الكثير من اللحظات التي غضبت فيها من سواريز وربما أهنته مثلا لقطة مواجهة غانا في كأس العالم 2010. لكن من منظوره لم يرتكب شيء خاطئ كان يرغب في الفوز ويفعل أي شيء من أجله.

"كانت فرحتي كبيرة بعد تلك اللقطة أعتقد إنها تساوي إحرازي لهدف أو أكثر من ذلك".

إذا مع حوادث سواريز الكثيرة تلك، هل تكره ذلك الوحش أو الشيطان حسب الأوصاف الكثيرة التي تلقاها؟ هناك وصف وحيد لم نسمعه كثيرا رغم حقيقته، أنه واحد من أفضل المهاجمين خلال الألفية الحديثة.

اقرأ أيضا

ميدو يحدد لـ في الجول ميزة لمحمد شريف تفيد الزمالك.. وتعجب حول سعره

مصطفى محمد: أنا تحت أمر الزمالك وطنطا

خبر في الجول – نائب المدير الرياضي السابق لبرشلونة يقود وفد مارسيليا لمراقبة صلاح محسن

مدرب نادي مصر لـ في الجول: رشحت عبد الغني للزمالك.. سموحة يريده أيضا

أوستريا فيينا لـ في الجول: تابعنا صلاح محسن.. لكن لا يمكننا الحديث عن العرض

مصدر من إنبي لـ في الجول: وفد من مارسيليا ينضم إلى دورتموند في مراقبة صلاح محسن

التعليقات