ريكاردو جاريكا.. حين تقتل خصمك ثم تمنحه قبلة بعد 32 عاما

الجمعة، 06 أكتوبر 2017 - 18:37

كتب : لؤي هشام

ريكاردو جاريكا - بيرو - الأرجنتين

في ملعب المونيمونتال حيث يحتشد أكثر من 60 ألف مشجع أرجنتيني، وبينما كانت النتيجة تشير إلى تقدم المنتخب البيروفي بهدفين لهدف، وقبل 9 دقائق من النهاية، ارتدت كرة من دفاع الضيوف استقبلها مدافع الأرجنتين وأرسلها طولية قطرية في ظهر الدفاع.

تسلم دانييل باساريلا الكرة على صدره بكل هدوء، في الناحية اليمنى، وأطلق تسديدة بيمناه، مرت من تحت أيدي الحارس أوزيبيو أكاسوزو واصطدمت بالقائم الأيمن لتعود إلى اللاعب صاحب الشعر الأشقر الطويل والناعم ليضعها بكل سهولة في المرمى الخالي مُهديا بلاده بطاقة الوصول إلى مونديال المكسيك.

كان المشهد السابق قبل نحو 32 عاما حينما تواجه المنتخب الأرجنتيني مع نظيره البيروفي، في مباراة حسمت بشكل كبير صاحب بطاقة الوصول إلى مونديال 1986، وقد كان صاحب الشعر الأشقر الطويل والناعم هو ريكاردو جاريكا، المدير الفني الحالي للمنتخب البيروفي.. إنها سخرية القدر.

جاريكا الذي سلب بيرو بطاقة المونديال في منتصف الثمانينات، بعد أن تسبب تعادلها عام 1985 في التوجه نحو الملحق ومن ثم الخروج، عاد مجددا ليحاول أن يسلب فريقا آخر من شرف المشاركة في البطولة الأهم بتاريخ كرة القدم، ولكن هذه المرة كان منتخب بلاده، ومع من؟ مع بيرو.

المنتخب البيروفي حصد تعادلا سلبيا ثمينا من نظيره الأرجنتيني، صباح يوم الجمعة، في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا، لتُصبح آمال الأرجنتين أضعف في الوصول لكأس العالم، مع تبقي جولة واحدة على النهاية.

بعد هذا التعادل احتل رجال المدرب جاريكا المركز الخامس، المؤهل لملحق مع ممثل قارة أوقيانوسيا، برصيد 25 نقطة بالتساوي مع بلاد التانجو، التي تراجعت للمركز السادس، وباتت في حاجة لانتصار صعب خارج أرضها على الإكوادوربآخر جولة؛ من أجل الحفاظ على آمالها في التأهل.

وقد أعرب مهاجم بوكا جونيورز خلال أوائل الثمانينات عن سعادته بهذا التعادل، إذ قال بعد المباراة: قطعنا خطوة إيجابية رغم أننا جئنا من أجل الفوز، ولكننا نلعب أمام خصم صعب، وقدمنا مباراة بالشكل الذي كنا نريده".

وأضاف: "قطعنا خطوة مهمة لكننا لم نحقق شيء بعد، سنواجه منتخب خسر ويحتاج للفوز (كولومبيا)، قد يحدث أي شيء".

وتطرق المهاجم، الذي استبعده كارلوس بيلاردو من قائمة التانجو لمونديال 86 ليحرمه من فرصة التتويج باللقب الأهم في مسيرة أي لاعب، إلى النقاش حول إمكانية وصوله إلى روسيا على حساب بلاده.

وأوضح المدرب الذي قاد 10 أندية لاتينية قبل تولي مسؤولية بيرو قبل عامين: "إنه أمر عاطفي للغاية ولكنها مسألة شخصية وخاصة، أنا شخص محترف وكل شيء سيحدث يتعلق بكرة القدم ولن يكون له علاقة بالمشاعر".

ومنذ الإعلان عن المواجهة الحاسمة بين المنتخبين، تناولت الصحافة تاريخ الصراع بين الطرفين في رحلة الوصول إلى كأس العالم ومحطاته الأهم، بدءا من تعادل بيرو 2-2 مع بلاد الفضة عام 1969 والذي كان سببا في عدم تأهل التانجو للمونديال، للمرة الوحيدة في تاريخهم، مرورا بهدف جاريكا الشهير الذي أثار الكثير من الجدل حينها.

واعترض لاعبو بيرو على الهدف، الذي بدونه لما رفع مارادونا ورفاقه الكأس الذهبية، بعدما بدى أن المهاجم بيدرو باسكولي قد دفع خافيير كيرينوس من ظهره أثناء محاولة الأخير تشتيت الكرة ليضعها مهاجم ريفير بليت، وقتها، المعروف بـ"إل تيجري" – النمر – في الشباك.

وعند سؤاله عن تلك الواقعة عام 2008 رفض جاريكا الإجابة قائلا: "لقد حدث هذا منذ وقت طويل للغاية" ليعود بعدها بسبعة أعوام ويتولى مهمة الروخيبلانكا.

وخلال 17 مباراة بالتصفيات، حقق المنتخب البيروفي 7 انتصارات و4 تعادلات و6 هزائم، واستهل رجال جاريكا المهمة بهزيمتين متتاليتين أمام كلا من كولومبيا وتشيلي قبل الانتصارعلى باراجواي بهدف نظيف ثم تعود لتفشل في تحقيق الفوز خلال 3 مباريات، إذ خسرت من البرازيل بثلاثية بيضاء ثم تعادلت مع فنزويلا بهدفين لمثلهما، ثم السقوط أمام أوروجواي بهدف نظيف.

وعادت بيرو للانتفاض بفوزين متتاليين على بوليفيا والإكوادور قبل أن تتعادل على أرضها مع الأرجنتين بهدفين لمثلهما، ثم السقوط أمام تشيلي فالانتصارعلى باراجواي فالهزيمة من البرازيل ثم تعادل مع فنزويلا، قبل 3 انتصارات متتالية على أوروجواي وبوليفيا والإكوادور وأخيرا تعادلها مع الأرجنتين مجددا ولكن هذه المرة سلبيا.

وقد اعتمد المدرب الأرجنتيني خلال مشواره بالتصفيات على خطة 4-2-3-1 في معظم المباريات معتمدا على نهج الضغط المتوسط مع عدم الاندفاع البدني والتزام كبير فيما يتعلق بالتمركز في أرض الملعب.

وبالاعتماد على القائد باولو جيريرو في الهجوم والثلاثي جيفرسون فارفان، جناح أيمن، وكريستيان كويفا، صانع الألعاب، وإيديسون فلوريس كجناح أيسر تمكن الروخيبلانكا من تسجيل 26 هدفا كثالث أكثر منتخب تسجيلا للأهداف بعد كلا من البرازيل، 38 هدفا، ووصيفتها اوروجواي، 28 هدفا.

أما دفاعيا فلم تسر الأمور بنفس الجودة إذ استقبلت شباك الحارس بيدرو جايسي 25 هدفا كرابع أضعف دفاع بتصفيات القارة اللاتينية.

التعليقات