لماذا فضل زيدان سيبايوس على رودريجيز

الأحد، 23 يوليه 2017 - 11:12

كتب : محمد يسري

داني سيبايوس

السياسة المتبعة في ريال مدريد مؤخرا أصبحت متمثلة في الاعتماد على من هو أكثر فائدة للفريق وليس مجرد الدفع بالنجوم؛ لهذا كان جواب زين الدين زيدان واضحا حين سُئل من قبل الإدارة: جيمس رودريجيز أم داني سيبايوس؟ وفضل جوهرة ريال بيتيس على الكافيتيروس الكولومبي.

زيدان فسر اختياره للإدارة بأنه يريد لاعب "جائع" لتحقيق البطولات كما وضحت صحيفة "ماركا" الإسبانية، لكن ما قدمه سيبايوس الفائز بلقب أفضل لاعب في بطولة أوروبا للشباب في الموسم المقبل مع الفريق الأندلسي في الدوري الإسباني يجعله خيارا ممتازا لأسلوب المدرب الفرنسي ومناسب أكثر من لاعب بحجم جيمس رودريجيز. كيف؟

منذ تولي زيدان قيادة ريال مدريد الفنية خلفا لرافائيل بينيتث، انتهج طريقة 4-3-3 بالاعتماد على ثلاثي في وسط الملعب وثلاثي هجومي ثابت مكون من كريستيانو رونالدو وجاريث بيل وكريم بنزيمة.

وسواء كان رأس المثلث للأمام أو للخلف، لم يكن لجيمس مكانا ثابتا في تشكيل المدرب الفرنسي الذي في بداية ولايته على توني كروس ولوكا مودريتش وإيسكو، ثم قام بسحب إيسكو والدفع بكاسيميرو للمزيد من التأمين الدفاعي مع بقاء BBC في الهجوم.

دور جيمس في النصف الثاني من موسم 2015-2016 لم يكن أكثر من بديل حين يصاب لاعبا أساسيا، ولم يشارك مع زيدان سوى 943 دقيقة من أصل 1800 دقيقة جاءت أغلبهم بسبب إصابة جاريث بيل وابتعاده لفترة عن الملاعب وكلاعب بديل.

الوضع لم يتحسن في الموسم الماضي، 2016-2017، وتحول جيمس من بديل لبديل للاعب البديل في التشكيل الأساسي ولم يشارك إلا نادرا حتى قرر زيدان عمل فريق خاص لمباريات الدوري الإسباني أطلق عليه "الفريق B ".

وحين غير زيدان طريقته لـ4-4-2 معتمدا على رباعي في الوسط بشكل الماسة، لم يشارك جيمس أيضا ولعب إيسكو في مركز صانع الألعاب خلف رونالدو وبنزيمة.

قلة مشاركات جيمس تأتي لعدم وجود مركز مناسب له في طريقة الفريق. في 4-3-3 لا يستطع جيمس اللعب كجناح خصوصا وأن تلك الفترة شهدت اعتماد ريال مدريد على الهجوم المرتد والسريع وهى ميزة لا تتوافر فيه، ومع 4-4-2 لم يكن يحتاج زيدان صانعا للعب بقدر حاجته للاعب يحافظ له على الاستحواذ ويجيد التحرك بين الخطوط واللعب على جانبي الملعب والتكملة خلف ثنائي الهجوم في منطقة الجزاء.

وعليه، لم يتالق جيمس سوى مع الفريق الاحتياطي، لأن الأسلوب وقتها كان أقرب لـ4-2-3-1 بوجود جيمس خلف ألفارو موراتا وبين لوكاس فاسكيز الجناح الأيمن وإيسكو في الجناح الأيسر.

الصورة السابقة هى لأماكن تحركات جيمس في مباراة غرناطة والتي لعب فيها ريال مدريد بطريقة 4-2-3-1 وسجل فيها الكولومبي هدفين من أصل 4 أهداف.

في المقابل، يخدم وجود سيبايوس أسلوب لعب زيدان أكثر من جيمس، بسبب قدرة صاحب الـ21 عاما على اللعب في الوسط والتحرك بين الخطوط والصعود بالكرة من الخلف للأمام مستغلا مهارته في المراوغات حيث أكمل 79 مراوغة في 30 مباراة شارك بها في الدوري الإسباني الموسم الماضي مع بيتيس وصنع 38 فرصة للتسجيل مقابل 19 مراوغة و44 فرصة للتسجيل قدمها جيمس خلال 22 مباراة.

ويمتاز سيبايوس بقدرته الدفاعية أيضا، حيث استخلص الكرة 67 مرة واعتراضها 52 مرة، مقابل 18 استخلاص و12 اعتراض فقط لجيمس.

أيضا يمتاز سيبايوس بقدرته على اللعب في طريقة 4-4-2 والتمركز في يسار الوسط، هكذا كانت تحركاته أمام ريال مدريد على ملعب سانتياجو بيرنابيو. صنع سيبايوس فرصة للتسجيل ولم يخطئ في التمرير سوى 8 مرات فقط.

سيبايوس كلل موسمه مع بيتيس بتقديم أداء رائع مع منتخب إسبانيا في بطولة أوروبا للشباب، حيث شكل ثنائي قوى رفقة ماركو أسينسيو في الجبهة اليسرى وكان سببا في وصول كتيبة المدرب ألبرت سيلادس إلى النهائي.

ربما لا يملك سيبايوس خبرة جيمس وربما قدراته الهجومية، لكنه على الأغلب لن يتضرر من جلوسه على دكة البدلاء ولن يطالب بالحصول على دقائق أكثر مثل الكولومبي وسيكون مناسب أكثر لأسلوب الفريق لأن مركزه متوافر في طريقة زيدان عكس جيمس، وسيوفر لزيدان عنصر الاستقرار والهدوء في الفريق، في ظل رغبة الفرنسي بالاحتفاظ بقوامه الأساسي في الوسط المكون من كاسيميرو ومودريتش وكروس.

التعليقات