جواهر القارة العجوز.. أسماء على طريق التألق في بطولة أوروبا تحت 21 عاما

الإثنين، 19 يونيو 2017 - 11:10

كتب : علي أبو طبل

ماركو أسينسيو

انطلقت قبل ثلاثة أيام بطولة أمم أوروبا للشباب أقل من 21 عاما، والمؤهلة إلى المنافسات الأوليمبية لكرة القدم في أوليمبياد طوكيو 2020.

6 مدن بولندية تستضيف البطولة في نسختها الـ21، والتي تبدو عامرة بالمواهب.

عندما تنظر لقوائم الـ12 منتخبا المشاركين، قد تعتقد لوهلة أنها بطولة للمنتخبات الأولى وليست للشباب.

أسماء عديدة تبدو مألوفة للغاية لكل من يتابع مسابقات كرة القدم الكبرى في أوروبا، وأسماء لعبت للمنتخبات الأولى لبلادها.

بعض تلك الأسماء يستحق المراقبة عن كثب، وقد تكون تلك البطولة فرصة حقيقية لمسيرة عظيمة في المستقبل، أو إعادة إحياء لمسيرات تعطلت لدى البعض.

8 أسماء من منتخبات مختلفة مشاركة في البطولة نلقي الضوء عليها من خلال هذا التقرير من FilGoal.com.

ماركو أسينسيو

Image result for marco asensio spain u21شئ عظيم قادم في الطريق؟ هكذا تبدو حكاية الشاب الإسباني الصغير حتى اللحظة.

كان أسينسيو بمثابة مفاجأة سارة قدمها زين الدين زيدان في موسم ريال مدريد الاستثنائي بعدما لفت الأنظار في الموسم السابق رفقة إسبانيول.

منح زيزو الثقة للاعبه الشاب منذ بداية الموسم عندما فجر مفاجأة بإشراكه أساسيا في مباراة السوبر الأوروبي، ومن ثم يظهر أسينسيو بشخصية كبيرة ويحرز هدفا مبكرا رائعا للغاية في شباك إشبيلية.

كان ذلك الهدف بمثابة الافتتاحية لموسم ريال مدريد، ليشارك أسينسيو في 38 مباراة في مختلف البطولات مع الملكي هذا الموسم، سجل خلالها 10 أهداف كان آخرها هو الهدف الختامي للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في شباك يوفنتوس.

معنويات كبيرة يتمتع بها الإسباني الشاب بالتتويج بالدوري المحلي ودوري الأبطال مع النادي الملكي، ويتلقى استدعاءه الأول للمنتخب الأول بقيادة لوبيتيجي، قبل أن يستعد لخوض مرحلة جديدة في مسيرته لقيادة المنتخب الإسباني الشاب في بطولة أوروبا.

الأعين كلها تجاه أسينيسيو في المباراة الافتتاحية ضد مقدونيا التي تشارك للمرة الأولى. ومرة أخرى يظهر اللاعب بشخصية كبيرة ويسجل ثلاثة أهداف ضمن خماسية نظيفة لشباب الإسبان.

ما الفارق بين دوره في ريال مدريد ودوره مع شباب إسبانيا؟ ببساطة، كونه محورا لطريقة لعب الفريق الأخير.

يقول أسينسيو بعد نهاية مباراة مقدونيا: "يعطيني المدير الفني حرية كبيرة لصناعة اللعب والتحرك في عمق الملعب. أشعر بأريحية كبيرة لهذه الطريقة".

شخصية أسينسيو القوية لا تظهر من خلال أدائه المتوازن فقط، بل من خلال تصريحاته الهادئة.

"أنا سعيد للفوز ولتسجيلي 3 أهداف، ولكن علينا أن نهدأ. التركيز الآن على المباراة التالية أمام البرتغال".

هكذا أكمل أسينسيو حديثه، ويبدو راغبا في استمرار تألقه.

ساؤول نيجويز

قائمة منتخب أسبانيا مليئة بنجوم وأسماء تستحق المتابعة سمعناها مرارا وتكرارا طوال الموسم المنتهي.

كيبا أريزابالاجا حارس مرمى أتليتك بلباو. هيكتور بيليرين ظهير أرسنال الإنجليزي الأيمن. دينيس سواريز لاعب وسط برشلونة. جيرار ديولوفيو جناح ميلان الإيطالي. خيسوس فاييخو مدافع آينتراخت فرانكفورت الألماني المعار والمتوقع عودته إلى ريال مدريد. كل تلك الأسماء تتواجد في قائمة أسبانيا.

ولكن من لا يعرف ساؤول نيجويز؟ ذلك الاسم الذي قدمه المدير الفني دييجو سيميوني في قائمة أتليتكو مدريد طوال الموسمين السابقين، وأثبت جدارة كبيرة في مركز وسط الملعب رغم عدم تجاوزه لعمر الـ22 عاما.

"لديه كل الإمكانيات ليصبح ضمن أفضل لاعبي وسط الملعب في العالم"

هكذا يعتقد سيميوني بخصوص لاعبه الشاب والذي بدأ مسيرته في شباب الغريم ريال مدريد قبل أن ينتقل لأتليتكو مدريد.

حصل ساؤول على فرصة ظهوره الأول في كتيبة سيميوني في 2012، قبل أن ينال فرصة الإعارة ويلعب لفريق رايو فايوكانو ويثبت جودة كبيرة جذبت أنظار المدير الفني الأرجنتيني الذي جعله جزء محوريا في تشكيلة أتليتكو مدريد في الأعوام التالية.

هل تتذكر الهدف الرائع الذي سجله اللاعب الشاب بقميص أتليتكو مدريد في شباك بايرن ميونيخ في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم الماضي؟

ساؤول بدأ في التواجد على استحياء في تشكيلة منتخب إسبانيا الأول منذ أواخر أيام عهد ديل بوسكي مرورا بعهد لوبيتيجي الجديد. ولكن بطولة أوروبا لأقل من 21 عاما فرصة للظهور بشكل مختلف.

بجانب ثلاثية أسينيو وهدف ديولفيو، سجل ساؤول هدفا ضمن خماسية لاروخا في شباك مقدونيا.

بداية جيدة للإسبان ولساؤول، وإن كان ينتظره تحديات أصعب خلال البطولة لإثبات المزيد من قدراته.

جوردان بيكفورد

لا شك أنه كان أسبوعا رائعا لحارس المرمى الإنجليزي الشاب.

مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، أتمم بيكفورد انتقاله من صفوف سندرلاند الهابط إلى الدرجة الأولى في إنجلترا إلى صفوف إيفرتون الذي يشارك في الدوري الأوروبي الموسم المقبل.

بعدها بأيام قليلة، يشارك بيكفورد أساسيا في تشكيلة منتخب الأسود الثلاث لمواجهة السويد في المباراة الافتتاحية للبطولة.

ركلة جزاء للسويد تبدو كفيلة لحصد 3 نقاط من الإنجليز، ولكن بيكفورد يتصدى لها بنجاح ويؤمن لمنتخب بلاده نقطة التعادل.

بداية التألق ليست من هنا، ولكن ذلك استكمال لسلسلة مستويات رائعة قدمها الحارس الشاب مع فريق سندرلاند رغم الهبوط، ليصبح محط أنظار كبار الدوري الإنجليزي الممتاز.

هبط سندرلاند، وبقى بيكفورد الذي عليه أن يقدم المزيد خلال تلك البطولة الأوروبية قبل تحد جديد مع إيفرتون تحت قيادة الهولندي رونالد كومان، ولا شك أن الأهداف ستكون مختلفة عن نظيرتها في نادي القطط السوداء.

ريناتو سانشيز

ذو الـ19 عاما كان عضوا هاما ضمن تشكيلة البرتغال بطلة أوروبا عام 2016 بعد موسم رائع قضاه رفقة بنفيكا.

سانشيز قدم عطاء لا يمكن إنكاره خلال تتويج البرتغال بلقبها القاري الأول، ولكن موسمه التالي مع بايرن ميونيخ لم يكن جيدا، سواء للإصابة أو لقلة الفرص التي حصل عليها.

النتيجة الحتمية كانت استبعاد ريناتو من قائمة البرتغال المشاركة في كأس القارات حاليا، ولكنه وجد فرصة للظهور واستعادة الأنظار خلال بطولة أوروبا لأقل من 21 عاما.

حققت البرتغال فوزها الأول في البطولة على حساب صربيا بهدفين نظيفين. كان سانشيز بديلا قبل أن يشارك خلال أحداث الشوط الثاني ويساهم في تحسن أداء الفريق.

أزمة ثقة يمر بها اللاعب الشاب والذي ينتظره الكثير من المستقبل. ولكن ذلك نتاج طبيعي لعملية المبالغة في تقييمه ووضعه تحت ضغوط لم يتحملها، ومن ثم التحدث في نهاية الموسم عن رغبة الفريق البافاري في التخلص منه في الانتقالات الصيفية.

البطولة الأوروبية للشباب قد تكون البوابة الحقيقية لسانشيز لتجاوز الأزمة واستعادة الثقة، وربما إيجاد محطة جيدة في موسم الانتقالات.

محمود داوود

ظل ليفربول الإنجليزي متتبعا لإمكانية ضم لاعب الوسط الألماني الشاب من صفوف بوروسيا مونشنجلادباخ، ولكن بوروسيا دورتموند أنهى الصفقة في وقت مبكر من هذا العام لصالحه.

اللاعب الألماني ذو الأصول السورية، من المتوقع أن يكون رقما هما في مركز خط الوسط في عالم كرة القدم خلال السنوات المقبلة.

ألمانيا التي قدمت العديد من الأسماء خلال العقدين الأخيرين في ذلك المركز، الأمر الذي سبب في تفوقها بدرجة كبيرة وتتويجها بالمونديال الأخير، لا تتوقف عن انتاج ماكينات حقيقية في وسط الملعب.

28 مباراة شارك فيها داوود مع مونشنجلادباخ في الدوري الألماني الموسم الماضي سجل خلالها هدفين وصنع ستة أهداف وامتلك دقة تمريرات بلغ متوسطها على مدار الموسم 82%.

لكن رغم ذلك، لم يحصل داوود على فرصة الظهور مع أبطال العالم في كأس القارات التي تشارك فيها ألمانيا بفريقها الرديف. ولكن من حسن الحظ أن بطولة أوروبا لأقل من 21 عاما تتزامن مع تلك البطولة.

ألمانيا انتصرت بثنائية نظيفة على جمهورية التشيك في أولى مبارياتها بالبطولة بهدفي جنابري وماير. وقدم داوود أداء مقنعا للغاية وساهم في سيطرة الماكينات على معركة وسط الملعب.

لا تزال خطوة أولى للألمان ولداوود، والمتابعون ينتظرون ما هو أفضل.

جيانلويجي دوناروما

لا شك أن دوناروما هو أحد أبرز المواهب التي ظهرت في مركز حراسة المرمى خلال الـ20 عاما الأخيرة.

لا يزال في عمر الـ18، ولكن شخصية كبيرة يمتلكها جيجي الصغير فرضته ليكون أساسيا في تشكيلة ميلان خلال الموسمين السابقين، منذ كان لا يزال في الـ16 من عمره.

لكن مؤخرا، يعيش دوناروما دراما كبيرة مع ميلام وجمهوره بعد خروج الأخبار عن عدم نية اللاعب تجديد تعاقده.

جماهير ميلان عبرت عن غضبها تجاه ذلك في أولى مباريات إيطاليا خلال البطولة ضد الدنمارك، بإلقاء حفنة من النقود المزيفة خلف مرمى الحارس الشاب اعتراضا منها على موقفه من عدم التجديد.

انتصرت إيطاليا بهدفين نظيفين، وبدا دوناروما مستقرا في مرماه رغم ما حدث. ويتوجب عليه تقديم المزيد خلال البطولة لإثبات قدراته الحقيقية على صعيد دولي.

مسلسل تجديد عقد دوناروما لن يتوقف طوال الصيف، ولكن مسيرة دوناروما ستطول لما هو أبعد أينما حلت أقدامه. وقد تكون تلك البطولة فرصتك كمتابع لتكون شاهدا على بداية حقيقية.

باتريك شيك

يعتبر المهاجم التشيكي الشاب من المواهب الهجومية البارزة التي ظهرت في الدوري الإيطالي في الموسم المنقضي.

موسم جيد قضاه مع نادي سامبدوريا، سجل خلاله 13 هدفا في 35 مباراة في مختلف البطولات، ليصبح محط أنظار كبار الأندية في إيطاليا، وأبرزها بلا شك يوفنتوس.

دوليا، حظى شيك بفرصة الظهور مع المنتخب الأول في 3 مباريات فقط سجل خلالها هدفا واحدا في مباراة ودية في شباك مالطا، ولكن مع منتخب أقل من 21 عاما تبدو نسبة تهديفه مميزة للغاية، حيث سجل 10 أهداف في 9 مباريات رسمية.

التشيك خسر أمام ألمانيا بهدفين نظيفين، وقد تكون مباراة إيطاليا القادمة فرصة جيدة ليبرز شيك قدراته الهجومية الحقيقية.

من يدري؟ قد يصبح شيك نجما هجوميا جديدا لجمهورية التشيك بعد سنوات عديدة من المعاناة التي تلت اعتزال يان كولر.

روب هولدنج

كان المدافع الإنجليزي الشاب إحدى صفقات أرسنال الصيفية في الموسم الماضي قادما من بولتون. ظهور لأوقات قليلة ثم اختفاء تام لتبدأ التساؤلات حول الأهمية الحقيقية لصفقة مثل تلك.

عانى أرسنال خلال الموسم لفترات طويلة، قبل أن يقرر أرسين فينجر إحداث ثورة في تشكيلة الفريق واللعب بثلاثي في خط الدفاع كان أحدهم هولدنج الذي قدم مستويات كبيرة في الشهرين الأخيرين من الموسم.

لم يتمكن المدفعجية من اللحاق بركب المتأهلين إلى دوري أبطال أوروبا، ولكن مستويات هولدنج ساهمت في تفوق أرسنال على مانشستر سيتي ثم تشيلسي في نصف نهائي ونهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، والذي توج به الفريق اللندني للمرة الـ13 في تاريخه.

هولدنج يشارك في قائمة المنتخب الإنجليزي في هذه البطولة. وقد تكون فرصة حقيقية لإظهار جودته كمدافع، ومن ثم تقديم حلول دفاعية إضافية لجاريث ساوثجيت المدير الفني للمنتخب الإنجليزي الأول.

لم يشارك مدافع أرسنال الشاب اساسيا في أول اللقاءات ضد السويد، ولكن قد يحصل على فرصة المشاركة في المباراتين المقبلتين في مرحلة المجموعات.

التعليقات