سان جيرمان ضد موناكو.. الكلاسيكو الذي قد تشتريه الأموال وتحتاجه فرنسا

السبت، 01 أبريل 2017 - 13:14

كتب : إسلام مجدي

موناكو وباريس سان جيرمان

منذ عدة أعوام كان الكلاسيكو في فرنسا منحصرا بين باريس سان جيرمان ومارسيليا، لكن ذلك لم يعد الوضع هناك، فالأخير اختفى من على الساحة، وكتيبة حديقة الأمراء تحيا حاليا في أزهى عصورها محليا على الأقل، ولديها من الأموال ما يجعلها قادرة على استقطاب أي لاعب ترغب في ضمه.

مع مرور الوقت ظهرت قوة مالية أيضا في فرنسا، مع موناكو، ليصبح لهذا الفريق قدرة قوية للغاية على ضم نجوم وأسماء قوية في عالم كرة القدم، إضافة لتواجد مواهب شابة قادرة على غزوة أوروبا.

لا شك أن سان جيرمان وموناكو انتفعا بشدة من الاستثمارات بالملايين فيهما كل على طريقته الخاصة، وبالتالي خلق ذلك نوعا من القوة في فرنسا، وانعكس ذلك بالإيجاب على المواهب والمنتخب.

أرسين فينجر مدرب أرسنال تحدث عن ذلك الأمر قائلا :"إنه يخلق نوعا من الساحة التي تحتمل تلك النوعية من المواجهات القوية، إنه يجعل الناس تلحظ وتتابع الكرة الفرنسية، لأن كلا الفريقين لديه القدرة على استقطاب اللاعبين الكبار".

في فترة من الفترات كان هناك كل من زلاتان إبراهيموفيتش ورادميل فالكاو وإدينسون كافاني وخواو موتينيو وتياجو سيلفا وجيمس رودريجيز جميعهم يتنافس ضد الأخر كل في طرف، مع تواجد مواهب أخرى برزت فيما بعد كأنتوني مارسيال وجيوفري كوندوجبيا وأدريان رابيو وبليز ماتويدي.

مع كل تلك الفرص إلا أن موناكو وسان جيرمان فشلا في أن يضعا نفسيهما وسط كبار أوروبا، واكتفيا بالحصول على كلمات الثناء لكن كهيبة وشخصية لم يفعلا.

ديمتري ريبولوفيف مالك موناكو كان قد طلب من فريقه أن يقدم أداء أفضل على الصعيد المحلي، ثم يتطلع فيما بعد للنجاح الأوروبي، على الجانب الأخر ناصر الخليفي رئيس سان جيرمان يطالب بدوري أبطال أوروبا بعد التألق في فرنسا، وكلاهما عاد بخفي حنين بمطالبه.

فرنسا لم تعد موجودة على ساحة المواجهات الأوروبية بقوة مثلما كانت في الماضي، بعد اندثار مارسيليا واختفاء ليون، وغياب سان جيرمان لفترة ما قبل الاستثمارات، مما يعني أن عملية إعادة إحياء البطولة ستتطلب وقتا أطول من المتوقع.

قال ناصر الخليفي في وقت سابق :"وجود موناكو في الدوري الفرنسي يساعد المسابقة كثيرا لتكون جذابة أكثر".

إنهما يرغبان في خلق كلاسيكو من نوع جديد، الأمر أقرب لبرشلونة وريال مدريد، فريق يمتلك أكاديمية قوية مع قدرة مالية على ضم بعض الأسماء أصحاب الخبرات، وفريق يمتلك قدرة مالية قوية لتشكيل فريق كامل.

وأضاف الخليفي :"من دون تنوع المنافسة مع أندية أخرى، سيشعر اللاعبون بالملل، وبعضهم لن ينضم إلى فرنسا لأنها ستكون مسابقة مملة".

وظل دائما السؤال ما الذي ينقص سان جيرمان وموناكو؟ الإجابة كانت واضحة أن يكونا أقوياء لكن أن يمرا بأوقات صعبة، أن يشكلا شخصية البطل وأيضا تواجد أندية أخرى تنافس، وربما تصنع أحدها معجزة ما، وذلك لم يحدث في فرنسا منذ فترة طويلة.

صحيفة "ليكيب" الفرنسية كانت قد أرجعت سبب ضعف المنافسة في فرنسا، هي هيمنة فريق وحيد على البطولة، لأن ذلك لا يفتح الباب أمام منافس أخر، واقترحت أن الحل في اكتساب موناكو لشخصية البطل مع الوقت ليظهر طرفا ثالثا أيضا.

الصحيفة الفرنسية ألمحت إلى أنه طيلة الوقت الماضي كان يظهر فريقا أو اثنين يحاولان لكن مع الوقت، ومع ضعف الجودة وضغط المباريات، فالسقوط يغدو سريعا، والأمر ذاته حدث لنسخة مارسيلو بيلسا في مارسيليا، وخسر الدوري في الأيام الأخيرة لصالح سان جيرمان.

الآن ظهر نيس ويبدو أنه مع الوقت سيعاني مثلما عانى مارسيليا في تلك الفترة، خاصة مع قوة الدربي الخاص به ضد موناكو "الريفيرا" وبالتالي فالمعادلة التي نشدتها الصحيفة تتكرر لكن يظل الدوري بحاجة لفائز جديد.

تلك المنافسة ستحتاج لأكثر من ذلك فلا بطل من دون جماهير، والحضور الجماهيري لدى الفريقين، باريس سان جيرمان متوسط حضور مشجعيه للمباراة يبلغ 44998 مشجع، أما موناكو فيبلغ 9096 مشجع، وبالتالي فرنسا بحاجة لأكثر من مجرد مواجهة تحتاج لحرارة بين الطرفين من جهة، ودخول الأندية الأخرى في المنافسة من جهة أخرى، من دون جماهير لن تصبح بطلا ولن تقيم بطولة.

لا شك أن الدوري الفرنسي انتظر طويلا حتى ينهض موناكو، وإن لم يفعل خلال الموسم الجاري ومنح باريس سان جيرمان الدوري، فستكون المنافسة مملة، لأن أي فريق سيلعب كيفما شاء طيلة الموسم وسيتوج سان جيرمان في النهاية كما كان يلمح الخليفي.

مواجهة الفريقين قد تكون كلاسيكو جديد في فرنسا، ربما اشترته الأموال، لكن لا عيب في ذلك، الاستثمارات جزء من كرة القدم حاليا، وشيئا فشيء قد يتبدل شكل الدوري كليا بناء على تلك المواجهة.

التعليقات