إسبانيا لوبيتيجي.. أو كيف تستغل كتيبتك الشابة مع جيلك الذهبي

الخميس، 23 مارس 2017 - 11:30

كتب : محمد يسري

لوبيتيجي‎

لم يجد الاتحاد الإسباني لكرة القدم أفضل من جوليان لوبيتيجي لقيادة المنتخب الإسباني خلفا للمدرب المخضرم فيسنتي ديل بوسكي، نظرا لمعرفته بأغلب عناصر الإسبانية التي تبدع مع فرقها حاليا حيث تولى تدريبهم في صفوف منتخبات الناشئين.

من الإقالة من تدريب بورتو إلى تدريب المنتخب الإسباني، الذي ودع بطولة أوروبا الأخيرة التي أقيمت الصيف الماضي بفرنسا، وخسر لقبه الذي حققه في 2008 و2012؛ كانت مهمة لوبيتيجي ثقيلة، خصوصا وأن الصحافة والجماهير الإسبانية فقدت الثقة في منتخبها بعض الشئ بعد الخروج من دور الـ16 أمام المنتخب الإيطالي.

التغيير كان هدف لوبيتيجي، وهو ما نفذه سريعا.

أمام بلجيكا كانت أولى مباريات لوبيتيجي مع لاروخا، وبهدفين دون رد، استعادت إسبانيا بعدا من بريقها بتمريرات حريرية وتحركات جيدة من لاعبيها أمام رفاق آزار.

بعدها، بدأ لوبيتيجي في ضم وإعطاء الفرصة للعناصر الشابة، التي توج معها بلقب بطولة أوروبا للشباب عام 2013.

داني كاربخال وإيسكو، وكوكي وتياجو ألكانتارا وخافي مارتينيز وساؤول انضموا إلى دافيد دي خيا وألفارو موراتا وأصبحوا عناصر أساسية في المنتخب بعد الجلوس على دكة البدلاء أثناء الأمتار الأخيرة لولاية ديل بوسكي، بالإضافة إلى ناتشو فيرنانديز وإنيجو مارتينيز وسيرجي روبيرتو ومارك بارترا.

كذلك استدعى لاعب مانشستر يونايتد أندير هيريرا لارتداء قميص المنتخب الإسباني لأول مرة وهو في عامه الـ27، ليضيف لوسط ملعب لاروخا السرعة ودقة التمرير.

اعتماد لوبيتيجي على العناصر الشابة التي دربها في منتخبات الناشئين ظهر جليا في قائمة الفريق التي اختارها لمواجهة إسرائيل في تصفيات المونديال وفرنسا وديا، فتواجد لاعب وسط ريال سوسيداد أسيير إيارامندي أحد العناصر التي ساهمت في تتويج إسبانيا ببطولة أوروبا للشباب عام 2013، وجناح إيفرتون المعار لميلان جيرار ديلوفو الذي تدرب تحت قيادة لوتيتجي حينما كان يتولى منتخب من هم دون 19 عاما.

اعطاء الفرصة للاعبيه الشباب لم يأتي على حساب أصحاب الخبرة في المنتخب الإسباني، بل أنه قام بحل الخلافات السابقة لهؤلاء اللاعبين وضمهم للمنتخب بعد استبعادهم من جانب ديل بوسكي.

دييجو كوستا كان أول العائدين للمنتخب بعد غيابه عن يورو 20166، بالإضافة إلى زميله في صفوف تشيلسي بيدرو رودريجيز، الذي سجل هدفين وصنع مثلهم في المباريات الـ4 الأخيرة في الدوري الإنجليزي، بعدما استبعد من المنتخب عقب طلبه فرص أكبر للعب أساسيا من ديل بوسكي.

المدرب الحائز على لقب أوروبا لشباب مرة وبطولة أوروبا لمن هم دون 19 عاما مرتين عامي 2011 و2012 نجح في عمل توليفة بين الشباب وأصحاب الخبرات، وحافظ على تواجد سيرجيو راموس وجيرار بيكيه ودافيد سيلفا وسيرجيو بوسكيتس عناصر الجيل الذهبي لإسبانيا الحائز على كأس العالم 2010 بالإضافة إلى أندرياس إنيستا الذي لم يشارك سوى مرتين فقط من أصل 6 مع المدرب صاحب الـ50 عاما بسبب الإصابة.

التوليفة الجديدة نجحت في 6 مباريات للوبتيتجي مع المنتخب الإسباني الأول، فانتصر 4 مرات وتعادل مرتين، وسجل 19 هدفا في مرمى بلجيكا، ليشتشتاين، إيطاليا، ألبانيا، مقدونيا وإنجلترا على الترتيب.

وعليه، تغير شكل المنتخب تماما وعاد لتقديم ما يعرف بالـ "تيكي تاكا"، فاستحواذت إسبانيا على الكرة بنسب 63%، 66%، 52% أمام بلجيكا وإيطاليا وإنجلترا على التوالي.

وبعد مرور 4 جولات في تصفيات أوروبا المؤهلة لبطولة كأس العالم التي ستقام بروسيا صيف 2018، والتي استخدم فيها طرق 4-3-3 أو 3-4-3، تتصدر إسبانيا المجموعة السابعة برصيد 10 نقاط، وبفارق الأهداف عن المنتخب الإيطالي.

لوبيتيجي كان الاختيار من قبل الاتحاد الإسباني ، ويسير حتى الآن في الاتجاه الصحيح كما تشير الأرقام وما يقدمه من آداء كروي حيث استغل لاعبيه الشباب بسبب سابق المعرفة والقدامى بسبب خبراتهم، وجعل المنتخب هو النجم ولا يدور حول لاعب بعينه، فقط الأيام القادمة هى من ستحدد إذا ما كان سيستمر أم لا. لننتظر ونرى.

التعليقات