خطأ جوارديولا وتفاصيل صغيرة في أبرز ملامح انتصار موناكو على سيتي

الخميس، 16 مارس 2017 - 00:22

كتب : عمر ناصف

موناكو - مانشستر سيتي

"سأذهب إلى فرنسا للهجوم فذلك ما دعى إدارة مانشستر سيتي للتعاقد معي" كان ذلك جزء من تصريحات بيب جوارديولا المدير الفني للفريق قبل مباراة العودة أمام موناكو عندما سئل عن تأمين فوزه ذهابا بخمسة أهداف لثلاثة.

ولكن أداء مانشستر سيتي في الشوط الأول لم يشر إلى ذلك فالفريق السماوي أكتفى بمشاهدة لاعبي موناكو يصولون ويجولون الملعب في الشوط الأول مهيمنين على أحداث ومجريات الشوط الأول الذي أنتهى بثنائية لفريق الإمارة الصغيرة.

ويستعرض FilGoal.com أبرز ملامح مباراة الإياب بين الفريقين.

خطأ جوارديولا

بدأ جوارديولا المباراة بتشكيل يبدو عليه الطابع الهجومي فأراح يايا توريه بجانبه على دكة البدلاء ودفع بفيرناندينيو وحيدا في خط الوسط ولعب بطريقة 4-1-4-1 مما أدى إلى فراغ في خط الوسط.

السبب كان في ضغط لاعبي موناكو على فيرناندينيو فلم ينجح اللاعب البرازيلي في إخراج الكرة بشكل صحيح من قدمه طوال أحداث الشوط الأول فالأوامر كانت واضحة إما الحصول على الكرة وإما إرتكاب خطأ لتعطيل بناء هجمة سيتي.

إجلاس توريه القادر على مواجهة ضغط لاعبي موناكو عليه أدى إلى خسارة سيتي لسيطرته على شوط كامل من المباراة دفع ثمن غاليا في النهاية جوارديولا.

أستمر ذلك طوال الشوط الأول ففشل سيتي في العبور بالكرة إلى النصف الأمامي وأنفصل خماسي الهجوم عن خماسي الدفاع الذي وجد نفسه محاصرا من كل إتجاه بلاعبي موناكو بأوامر من مدربهم يارديم.

ولم يسدد سيتي بفضل طريقة إدارة يارديم أي كرة على مرمى الحارس سوباسيتش طوال الشوط الأول وسط مشاهدة جوارديولا لفريقه يتأخر بالنتيجة ويقترب من توديع البطولة.

التصحيح في الشوط الثاني

لم يخرج جواريولا بين الشوطين أحد من لاعبيه ولكنه نقل كيفين دي بروين إلى الخلف وغير طريقة اللعب إلى 4-2-3-1 مستفيدا من تراجع ضغط موناكو فبدأ الفريق في تشكيل خطورة أكبر على دفاعات موناكو.

الرعونة وإضاعة العديد من الفرص السهلة وتحديدا من سيرخيو أجويرو أضاعت على سيتي التأهل وسط دقة وإستغلال موناكو لكل الفرص المتاحة أمامه فضمنوا التأهل بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد هو كل ما نجح لاعبو سيتي في تسجيله من الفرص المتاحة أمامهم.

نقطة أخرى صححها جوارديولا ولكن منذ بداية المباراة وهي في دفاعاته المتقدمة والتي أستغلها موناكو في تسجيل الأهداف في مباراة الذهاب فقرر الفيلسوف الإسباني إرجاع دفاعاته إلى الخلف للتغلب على مشكلة فارق السرعة بين مدافعيه ومهاجمي فريق الإمارة الفرنسية.

كل ذلك لم يكن كافيا في النهاية للمدرب الإسباني لمساعدة فريقه في التأهل والعبور إلى دور الثمانية ليفشل في الوصول إلى إنجازالمدرب السابق مانويل بيلجريني الذي وصل إلى نصف النهائي في النسخة الماضية.

يارديم على عكس جوارديولا

كان المدرب ليوناردو يارديم عكس جوارديولا ففي الشوط الأول كان مميزا وقام بكل ما هو صحيح بداية من تعطيل بناء سيتي للهجمات وإيقافه لأي محاولات سماوية للخروج من منتصف ملعبهم مرورا بالإعتماد على العرضيات والإختراق من الأطراف الدفاعية المهترئة للفريق الضيف.

أهداف موناكو الثلاثة جاءت من عرضيات بكافة أشكالها سواء عرضية أرضية من خارج المنطقة أو داخلها أو ركلة حرة مباشرة وسط سوء تغطية يدرس في فصول "لا تفعل ذلك وانت تدافع" بطلها كان جون ستونز وألكسندر كولاروف.

كان هذا خطأ جديد لجوارديولا الذي فضل كولاروف المميز في بناء اللعب على أوتاميندي الأفضل في الأمور الدفاعية.

يارديم أستغل هذا الخطأ بالضغط بكيلان ممبابي وبيرناردو سيلفا والظهير ميندي على بكاري سانيا وألكسندر كولاروف فكان التفوق واضحا لمهاجمي موناكو على مدافعي سيتي الأقرب للمشاهدين منهم إلى المدافعين.

ولكن في الشوط الثاني تراجع موناكو إما بأوامر من يارديم وإما بسبب الإرهاق وصعوبة مواصلة الضغط المتواصل العالي على دفاعات ووسط سيتي أو بسبب قدرات دي بروين على إعادة سيطرة فريقه على وسط الملعب بعودته إلى الخلف.

يارديم لم يحرك ساكنا وهو يشاهد فريقه يتراجع ويخسر وسط الملعب حتى تبديله الأول بخروج المدافع أندريا راجاي المصاب ونزول ألمامي تراروي جاء سلبا ففي أول كرة بعد نزوله تحرك ليروي ساني في ظهر المدافع البديل وسجل هدف كاد يقصي شباب المدرب البرتغالي خارج البطولة.

بعد هدف ساني عاد موناكو للضغط مرة أخرى مبكرا على لاعبي سيتي وسجل سريعا الهدف الثالث وهنا تحول يارديم إلى ضرورة دعم خط وسطه بلاعب أخر لزيادة الضغط فدفع بالخبير جواو موتينيو بدلا من المهاجم كيلن ممبابي في تبديل جرئ للمحافظة على النتيجة في الدقائق العشر المتبقية وإبعاد الخطورة عن مرمى فريقه وهو ما قد كان في النهاية.

المثير أن موناكو دخل هذه المباراة بدون قلب دفاعه الأساسي كاميل جيليك وهدافه راداميل فالكاو الذي تعرض لإصابة قبل المباراة أبعدته عن قائمة الفريق ولكن ذاك لم يؤثر على أداء أو طريقة لعب المدرب يارديم الذي نجح في أعداد كل لاعبيه طوال الموسم بشكل مميز عكس جوارديولا الذي فشل في ذاك الأمر مع قائمة لاعبيه في سيتي.

التفاصيل الصغيرة

أنتبه جوارديولا أن موناكو أستغل تقدم دفاعاته في مباراة الذهاب في التسجيل فقرر إعادة دفاعاته إلى الخلف ولكنه لم ينتبه أنه بتلك الخطوة قد وسع المسافة بين خط دفاعه ومعهم فيرناندينيو وبين خماسي الهجوم فظهر وسط ملعب الفريق شبه خالي طوال الشوط الأول.

الفيلسوف الإسباني لم ينتبه أيضا إلى أن موناكو يضغط بكل قوته على فيرناندينهو فور خروج الكرة من لاعبي سيتي إتجاهه فلم يعدل طريقة اللعب سوى بعد 45 دقيقة وإقتراب مالطة من خرابها.

كما ظل موناكو يهاجم من الجبهة اليسرى بزيادة عددية من الظهير بنيامين مندي بدون تحرك من جوارديولا أو أوامر للاعبيه بالضغط أو التراجع لإغلاق تلك الجبهة.

في الدقيقة 11 وصلت عرضية من ركنية إلى يد الحارس كابايرو الذي قام سريعا بإرسال تمريرة بيديه على اليمين ليس لها عنوان بعيده عن بكاري سانيا الذي أضطر إلى إرتكاب خطأ بإنذار عليه لمنع لاعب موناكو من إرسال عرضية في وججود زيادة عددية من لاعبي فريقه.

لا أحد يعرف فيما كان يفكر كابايرو في إستعجاله بإرسال تلك التمريرة وهل كانت أوامر جوارديولا الإعتماد على المرتدات في الشوط الأول ضاربا بتصريحه قبل المباراة عرض الحائط أم أن الفريق كان عاجزا بشدة لدرجة أن حارسه قرر التخلص من الكرة والضغط عليه سريعا بدون أي تفكير؟

هذه هي المرة الاولى في مسيرة جوارديولا التدريبية التي يودع من خلالها بوابة دوري الأبطال من دور ال16 ولم نكن لنتحدث عن هذا لولا رعونة سيرخيو أجويرو أمام المرمى في العديد من الفرص.

المشكلة الكبرى لمهاجمي الأرجنتين أمام المرمى في المباريات الإقصائية تستمر مع أجويرو ومن قبله جونزالو هيجواين وكارليتوس تيفيز فلم ينجو من تلك اللعنة سوى ديجو ميليتو مهاجم إنتر ميلان السابق وبالتأكيد ليونيل ميسي.

التعليقات