بذكريات روعة مباراة الذهاب، سينتظر المتابعون مباراة إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا التي ستجمع بين موناكو مع مانشستر سيتي على ملعب لويس الثاني.

الملعب الذي يتسع لأقل من 20 ألف متفرج ويعود تأسيسه لعام 1939، سيشهد مباراة لن تقل إثارة عن مواجهة الذهاب التي شهدت مهرجانا من الأهداف للفريقين.

انتصر جوارديولا ذهابًا بحصيلة كبيرة من الأهداف، ولكن فريقه استقبل حصيلة غير قليلة في نفس المباراة، قد تكون سببا في إقصائه بالنهاية، خاصة وأن موناكو يمتلك القدرة على التهديف لأكثر من مرة.

- لا لقبول الأهداف

شاهدنا في مواجهة الذهاب على ملعب الاتحاد بمدينة مانشستر مواجهة مفتوحة من الفريقين، فتعددت الفرص هنا وهناك وشهدنا تسجيل 8 أهداف كاملة خلال المباراة.

أمر قد يدل على المتعة، ولكنه في الوقت ذاته يدل على ضعف دفاعي في الطرفين يسهل استغلاله.

هذا الأمر لا يجب أن يتكرر في مواجهة الإياب. فاستقبال أي من الطرفين لأهداف سيعني بنسبة كبيرة التقليل من فرصه في التأهل لربع النهائي.

موناكو يتأخر بفارق هدفين ويحتاج تعويضهما من أجل التأهل، ولكنه في الوقت ذاته سيحرص على عدم تكرار ما حدث ذهابا، وسيتوجب عليه حل مشكلة الضربات الركنية، والتي استقبل منها هدفين في المواجهة الأولى.

الفريق الذي سيتماسك وينظم خطوطه دفاعيا بشكل أكبر من المباراة السابقة قد يصبح صاحب الحظ الأوفر في التأهل.

- نوايا بيب الهجومية

على الرغم من حقيقة أهمية عدم قبول الأهداف، إلا أن بيب جوارديولا دائما ما يمتلك فلسفته الخاصة.

"تسجيل الأهداف والهجوم قدر الإمكان هو أفضل وسيلة للدفاع"

بهذا التصريح، عبر بيب عن نواياه لمواجهة الإياب، بينما تظل خطة جارديم مجهولة.

المدير الفني البرتغالي يمتلك مرونة خططية كونه كان يعتمد في المواسم السابقة على الدفاع، بينما تغير الأمر إلى الإندفاع الهجومي هذا الموسم، ليصبح الفريق الأكثر تسجيلا للأهداف في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى.

ومن الممكن أن يستفيد موناكو من هذه المرونة لتقديم مباراة استثنائية.

- تفاؤل وتشاؤم

يؤمن ليوناردو جارديم بإمكانية التأهل لربع النهائي للمرة الثانية خلال الأعوام الثلاث الأخيرة، ولكن بعض الأرقام السابقة لا تدعو للتفاؤل.

فبالرغم من تفوق موناكو في أكثر من مناسبة سابقة على أندية إنجليزية في أدوار إقصائية لدوري الأبطال، مثل مانشستر يونايتد في 1997/1998، وتشيلسي في 2003/2004، وأرسنال في 2014/2015، لكن مانشستر سيتي تحديدا يمتلك رقما مميزا ضد الأندية الفرنسية، حيث لم يخسر ضدها في 4 مواجهات، وفاز في مواجهتين وتعادل في مثلهما.

كذلك في 11 من آخر 13 مباراة إقصائية بشكل عام في دوري الأبطال تفوق فيها أحد الطرفين بتسجيل 4 أهداف أو أكثر، فإن هذا الفريق ينجح في العبور للدور التالي بعد مباراة الإياب.

لا يحتاج موناكو لمشاهدة "ريمونتادا" برشلونة ليشعر بالتفاؤل، حيث أنه يمتلك قصته الخاصة بهذا الشأن حين خسر ذهابا في ربع نهائي موسم 2003/2004 أمام ريال مدريد بنتيجة 4-2، قبل أن يتفوق إيابا بنتيجة 3-1 ويخطف التأهل إلى نصف النهائي.

- أجويرو × فالكاو

قدم مهاجما الفريقين مواجهة في غاية الروعة ذهابا، حيث سجل كل منهما هدفين لفريقه، وكان فالكاو قادرا على احراز "هاتريك" لكنه أضاع ركلة الجزاء التي كانت ستمكنه من تحقيق ذلك.

أجويرو يحل ثانيا في قائمة هدافي البطولة برصيد 88 أهداف، بالتساوي مع الأورجوياني إدينسون كافاني، ولا يسبقهما إلا الأرجنتيني ليو ميسي برصيد 11 هدفا.

فالكاو لا يبتعد كثيرا عن المشهد، حيث أنه هداف فريق موناكو في البطولة برصيد 66 أهداف استعاد بها بريقه الأوروبي بعد عدة مواسم شهدت هبوط حاد في مستواه.

مشاركة فالكاو في مواجهة الإياب تظل محل شك خلال الساعات الأخيرة.

جارديم يأمل في جاهزيته، حيث يعتبره حلا هاما من أجل خلق التفوق على الضيوف، وهي حقيقة بلا شك.

كذلك أجويرو سيكون عنصرا هاما في تشكيلة بيب جوارديولا، وفي حال مشاركة النمر الكولومبي مع موناكو، فالمواجهة بين هذا الثنائي تهديفيا ستكون مثيرة للاهتمام كحالها في مواجهة الذهاب.

- حكم المباراة

قيادة المباراة تحكيميا ستكون إيطالية بقيادة "جيانلوكا روكي".

ويعد صاحب الـ43 عاما حاملا للشارة الدولية منذ عام 20088، وهو ضمن الأسماء التحكيمية البارزة في أوروبا.

قام "روكي" بتحكيم 44 مباريات هذا الموسم في دوري الأبطال، منهم مباراة لموناكو في دور المجموعات تفوق خلالها على توتنهام هوتسبيرز الإنجليزي في ملعب "وايت هارت لين" بهدفين مقابل هدف.

ويتصادف أن يقود الإيطالي مباراة أخرى لموناكو ضد فريق إنجليزي آخر، ليظهر التساؤل عما إذا كان فريق الإمارة الفرنسية قادر على التفوق مرة أخرى في مباراة تحت قيادته.