فيليب لام.. الفوضوي الذي لا تعرفه

الأربعاء، 08 فبراير 2017 - 15:04

كتب : هشام إسماعيل

فيليب لام

ربما ستراه رجل أسرة تقليدي لا يستثمر أمواله في أعمال تجارية لأنه لا يحب المجازفة، يمكنك أن ترى ذلك أيضا في علاقاته العاطفية، فزوجته كلاوديا تعرف عليها عام 1998 عندما كان فقط في الرابعة عشر من عمره.

فيليب لام

النادي :

فيليب لام الشخص الذي تتوقع أنه هادئ، رجل عائلة ولا يطلق السباب تجاه زملائه أو مدربيه ويذهب للفراش مبكرا، انس تماما هذه الصفات ودعنا نذهب لنتعرف على شخص آخر.

غرفة فيليب لام خلال فترة المراهقة على الحائط ستجد صورة للثلاثي لمايكل جوردان وسكوت بيبين ودينيس رودمان ثلاثي شيكاجو بولز الذي عذب الجميع في NBA،

وهناك صورة أخرى ليورجن كلينسمان بطل الكثير من المراهقين آنذاك.

هذا الحب ليورجن كلينسمان تحول لانتقادات وسخرية لاحقا، يورجن كان أسطورة كمهاجم ألمانيا الأول لكنه لم ينجح كمدرب وفيليب لام لم يحب التدرب تحت إمرته، لماذا؟ لأنه لا يهتم بالجوانب الخططية في بايرن، الجميع كان ينتظر بشغف إقالته والتخلص من رجل يأمرهم في كل صباح بأن يطوروا الجوانب البدنية لديهم.

لم يحب كذلك رودي فولر، اوتمار هيتزفيلد كذلك انتقده، الخروج على القواعد في طبيعته.

فيليب لام أزعج الكثيرين عندما أصدر كتابا يشرح فيه كيف يمكنك أن تصبح لاعبا كبيرا، في ذلك الوقت لم يكن في جعبته سوى 3 بطولات دوري ومثلها في كأس ألمانيا، دعك من كلينسمان وفولر وقيمتهما كلاعبين فهو انتقدهما كمدربين، لكن هيتزفيلد الذي توج ببطولتي دوري الأبطال مع دورتموند وبايرن!

هذا الأمر ذكر الكثيرين بما فعله لوثار ماتيوس صاحب البوستر الأخير في غرفة فيليب لام في أواخر التسعينات بعد أن أصدر كتابا انتقد فيه الجميع وفتح النار على زملائه ومدربيه.

لام أحد أبناء ميونيخ، ولد في بافاريا المدينة التي تعج بالأثرياء الذين لا يحتاج الكثير من أبنائهم للعمل في مطعم خلال الصيف لتدبير بعض مصاريف الذهاب للجامعة، وبشكل طبيعي خرج مشجعا لبايرن وكان يجمع الكرات هناك في الاستاد الأوليمبي خلال مباريات النادي الذي حمل شارة قيادته ولعب بقميصه 500 مباراة.

نشأ في أسرة تعرف كرة القدم جيدا، والده كان يلعب في فريق محلي اسمه جيرن بينما مازالت والدته هي المسؤولة حاليا عن قطاع الناشئين وانضم فيليب للفريق في سن الخامسة.

ربما ستراه رجل أسرة تقليدي لا يستثمر أمواله في أعمال تجارية لأنه لا يحب المجازفة، يمكنك أن ترى ذلك أيضا في علاقاته العاطفية، فزوجته كلاوديا تعرف عليها عام 1998 عندما كان فقط في الرابعة عشر من عمره، لكنه في الجانب الآخر من شخصيته يحب تمرد بيب جوارديولا على القواعد، الانتقادات التي طالت الرجل الكاتالوني بسبب هوية بايرن ميونيخ ليست في قاموس فيليب لام فهو يحبه وأحب اللعب معه لأنه بارع على الناحية التكتيكية في وجهة نظره.

حب فيليب لام للجوانب الخططية جعل جوارديولا يوصفه بأنه أذكى لاعب تعامل معه في تلك النقطة، هو أكثر من فهم الجانب الخططي لدى جوارديولا.

اللعب في خط الوسط واحدة من التجارب التي يحبها لام، لأنها جعلته يطور نفسه بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره، ألسنا جميعا نكره التقدم في السن؟ إنه لشعور رائع أن تهزمه بالتأكيد، لذلك هو يحب هذا الإسباني المكروه من الكثيرين في بافاريا.

هذه الفوضى ليست بجديدة على فيليب لام، بالعودة إلى التسعينات خلال الناشئين كان يلعب في أي مركز سواء يمينا أو يسارا أو في وسط الملعب، مدربه في ناشئي بايرن ميونيخ هيرمان هوميلز والد ماتس زميله الحالي في البافاري، يراه أفضل موهبة مرت عليه في أكاديمية الناشئين، لا يحب الرتابة ويراها غير مجدية في كرة القدم.

لكنه لن يصبح مدربا فهو لا يحب ذلك، لا يستطيع تخيل نفسه يقف خارج الخطوط ليقوم بهذا العمل، سيعمل مديرا رياضيا خلفا لماتياس سامر الذي اعتذر عن استكمال مهامه في العام الماضي لظروف صحية، المنصب شاغر وينتظر فيليب لام.

فكر من قبل في الرحيل واعترف بذلك لا يدعي مثل الكثيرين لكنه لم يلهث خلف الأموال، فقط عندما يأس قليلا من بايرن ميونيخ في الوقت الذي طلب وده فرانك ريكارد المدير الفني السابق لبرشلونة في 2008 وكان قريبا، لكن حلم دوري أبطال أوروبا مع بايرن ميونيخ أيقظه، ماذا لو توج شفاينشتايجر وأوتل أصدقاء الطفولة باللقب مع البافاري؟ لن يفعلا ذلك وحدهما.

الكرة كانت قاسية عليه مرتين، في مدريد مرة بسبب اللعين دييجو ميليتو.. سدد مرتين وسجل هدفين ووضع نجمة أخرى فوق شعار إنتر ميلان، الثانية كانت الخسارة الأكثر قسوة لأنها حدثت في قلب بافاريا وعلى ملعب أليانز أرينا وبسيناريو درامي أهدى اللقب لتشيلسي.

الضغوطات زادت، بايرن لم يربح اللقب منذ 2001 لكن في النهاية الأمر كان ممتعا مع يوب هاينكس في 2013 خاصة وأن الفوز كان على حساب بروسيا دورتموند، ثم في 2014 جاء الدور على كأس العالم.

"فريتز والتر 1954، فرانز بيكينباور 1974 لوثار ماتيوس 1990 وفيليب لام 2014، هذا هو الرباعي الألماني المتوج بكأس العالم كقائد.. ألا يبدو الأمر رائعا؟".. يقول جيمي كاراجير وهو يجلس أمام فيليب لام الذي يرد بهدوء "ليس سيئا، ليس سيئا على الإطلاق".

التعليقات