كتب : عمر ناصف | الإثنين، 02 يناير 2017 - 15:17
افتكاسات فنية - ميرتينز مهاجم وهمي
واجه نابولي تحدي كبير في الصيف الماضي بالبحث عن بديل لمهاجمه وهدافه في المواسم السابقة جونزالو إيجواين الذي رحل إلى يوفنتوس المنافس، الشاب البولندي أركاديوش ميليك كان الحل الأمثل لماوريتسيو ساري وتكتيكه.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث تعرض البولندي لإصابة قوية ستبعده عن الملاعب لنهاية الموسم، هنا وقع ساري في مشكلتين.. الأولى هي فارق المستوى بين ميليك والبديل مانولو جابياديني غير القادر على التأقلم مع أفكار مدربه والثانية هي غياب بديل جابياديني نفسه عن الفريق.
حاول ساري الاعتماد على جابياديني ولكن محاولاته فشلت فلم ينجح المهاجم الإيطالي في تقديم ما يشفع له للإستمرار في قيادة هجوم الفريق ليلجأ ساري إلى الحل الفلسفي بتغيير طريقة اللعب.
وقام ماوريتسيو ساري بنقل مركز جناحه البلجيكي ديريس ميرتينز إلى الوسط ليلعب دور المهاجم الوهمي بدلا من مهاجمه الكلاسيكي مع الإعتماد على نفس طريقة اللعب 4-3-3 وبجانب جناحيه خوسيه كاليخون ولورينزو إنسيني.
النجاح جاء سريعا لفكرة المدرب الثورية الجديدة في تشكيلة البارتانوبي بتألق لافت للاعب البلجيكي في مركزه الجديد والذي لم يظهر فيه صاحب الـ29 عاما سابقا طوال مسيرته السابقة.
تغير كبير في مهام الجناح الأيسر الذي اعتاد الاقتراب من مرمى المنافسين فتحول من جناح يخترق مناطق المنافسين من الجانب إلى مهاجم وهمي دوره التحرك إلى الخارج لفتح الطريق لزملاءه الأجنحة مع الإنقلاب والتحول إلى مهاجم قدم من الخلف لإستقبال عرضياتهم الأرضية.
وتسبب ذاك التغيير في زيادة القوة الهجومية لنابولي فبعد أن كان الاعتماد على مهاجم كلاسيكي معروف وجهة تحركاته أصبح ميرتينز وهميا غير معروف تحركاته، فهو قد يستلم ويمر أو يمرر لزميله القادم من الخلف وقد يتمركز بعدها خارج منطقة الجزاء فاتحا الطريق لماريك هامشيك للدخول إليها أو يقطع المنطقة نحو العارضة القريبة لإستقبال عرضية أرضية.
أربك ذلك مدافعي الخصوم وأصبح إيقاف هجوم نابولي أكثر صعوبا خصوصة أمام الدفاعات البطيئة أو التي تمتلك مساحات بين لاعبيها.
لعب ميرتينز في مركزه الجديد 11 مباراة سجل فيهم 11 هدف كهداف للبارتانوبي لهذا الموسم حتى الآن منهم هاتريك في مرمى كالياري وسوبر هاتريك في مرمى تورينو ولم يكتفي بذلك حيث صنع لزملاءه 4 أهداف أخرى.
ولم يخسر نابولي سوى ثلاث مباريات فقط منذ نقل مركز اللاعب الجديد بينما لم يفشل الفريق في التسجيل في أي مباراة عندما يلعب ميرتينز في مركزه الجديد المهاجم الوهمي سوى أمام دينامو كييف في دوري الأبطال.
مقابل مرتين فشل فيهما الفريق في التسجيل وذلك قبل إصابة ميليك ونقل ميرتينز لمركزه الجديد.
ولم يلعب ميرتينز سابقا كمهاجم طوال مسيرته حيث لعب كجناح أيسر أغلب مسيرته الكروية مقابل بعض التنقلات كجناح أيمن في 17 مشاركة أو كصانع لعب والتي حدثت في 6 مناسبات فقط.
"إفتكاسة" ساري مع ميرتينز جاءت لصالح نابولي بنسبة نجاح كبيرة ساهمت في استمرارية البارتانوبي في المنافسة على لقب الدوري الإيطالي والإستمرار في دوري أبطال أوروبا بعد مروره من دوري المجموعات.
وأدخل ساري للمرة الأولى مركز المهاجم الوهمي إلى الدوري الإيطالي في خطوة ثورية جديدة للكالشيو الباحث عن العودة بعد تراجع كبير على كافة الأصعدة خلال المواسم السابقة.
مقالات أخرى للكاتب
-
مصر والتجربة المغربية.. أكثر من مجرد "وطني" الأحد، 11 ديسمبر 2022 - 17:53
-
مقال رأي - حمى "الجرينتا" الإثنين، 04 ديسمبر 2017 - 21:35
-
مقال رأي - الخوف من الخسارة يتغلب على حب الفوز عند مورينيو السبت، 14 أكتوبر 2017 - 17:19
-
"الدفاع" السر الذي قد يعيد إنتر للبطولات مرة أخرى الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017 - 13:40