خوان جامبر أسس برشلونة وجلب السعادة لكتالونيا.. وانتحر بسبب الديكتاتورية

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 - 17:21

كتب : إسلام مجدي

خوان جامبر

توقف خوان جامبر رجل الأعمال السويسري في مدينة برشلونة من أجل مقابلة عمه لمساعدته في أعمال تجارة السكر في إفريقيا، لم يكن أحد يعلم أن تلك هي أول خطوة لتغيير تاريخ كرة القدم الأوروبية للأبد.

ماكس هانز جامبر والذي عرف في مدينة برشلونة باسم خوان جامبر حقق الكثير أنشأ أكبر ناديين في سويسرا وهما بازل وزيوريخ، كرة القدم في عام 1890 كانت من أجل الهواة وجني الأموال منها كان التفكير الذي يشغل بال جميع رجال الأعمال في ذلك الوقت.

في ذلك الوقت كان الذهاب إلى إفريقيا والاستثمار فيها لوقت ما هو ما يشغل بال كل الأوروبيين، وذلك للاستفادة من تجارة السكر هناك.

ولتواجد عمه إضافة إلى حبه الكبير إلى مدينة كتالونيا قاداه لتعلم اللغة الكتالونية وإتقانها، ثم الإسبانية، وغير اسمه ليبدو كتالونيا وأصبح خوان جامبر.

ولحبه الكبير لكرة القدم فضل خوان جامبر أن ينشر إعلانا في 1899 بأنه يرغب في تشكيل نادي كرة قدم كان ذلك في أواخر شهر أكتوبر، وتلقى استجابة من العديدين ليقيم اجتماعا يوم 29 نوفمبر من ذلك العام، وتشكيل 11 لاعبا من المنطقة المحلية، من إسبانيا العظمى وإنجلترا وسويسرا جميعهم استجابوا لطلب جامبر وتم تشكيل الفريق الأول لبرشلونة.

من حضروا ذلك الاجتماع في هذا اليوم كان حسب ما ذكرته صحيفة "جارديان" البريطانية والترا وايلد الإنجليزي والذي عين كأول رئيس للنادي، وتم اختيار لون القميص كلون قميص نادي خوان جامبر المفضل بازل، وكذلك ألوان كتالونيا ليصبح شعار النادي جامعا لعلم كتالونيا وإنجلترا وبازل المؤسسين للنادي.

جامبر قرر أن يقود الملعب وبدأ يسجل الأهداف تلو الأخر حسب تقرير نشره موقع outside of the boot قد سجل ما يقرب من 120 هدفا في 51 مباراة لعبهم، مشير إلى أنه كان يمتلك مهارات كبيرة وكاريزما سمحت له أن يصبح مشهورا في جميع أرجاء كتالونيا، وفي 1900 كان جزء من الفريق الذي فاز بأول لقب في تاريخ النادي "كوبا ماكايا".

بعد ذلك انهار النادي فجأة وتولى خوان جامبر مهمة قيادة الفريق من منصب الرئيس في عام 1908 وهو في الـ31 من عمره، وظل كذلك لخمسة فترات خلال 15 عاما أنقذ النادي من حالة الكساد الرهيب التي كان يعاني منها والأزمات المالية، وفي 1909 بنى أول ملعب له في تاريخه ويتسع لـ6000 متفرج.

جامبر امتلك عينا قوية للغاية وضم للفريق باولينيو ألكانتارا والذي أصبح بعد ذلك هداف برشلونة حتى أتى البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي وكسر رقمه، ألكانتارا انضم لبرشلونة في عمر 15 عاما.

وفي 197 تولى جاك جرينويل كمدرب للفريق وضم مع ألكانتارا كل من ريكاردو زامورا وجوسيب ساميتير وفيليكس سيسوماجا وفرانتز بلاتكو.

وخلال فترته فاز بـ11 بطولة كتالونيا و6 بطولات كأس ملك إسبانيا و4 بطولات كأس فرانكو الإسباني ليصبح ذلك أول عصر ذهبي في تاريخ البلوجرانا، ومع النجاح زادت عوائد النادي وعضويات الجماهير، وكنتيجة لذلك انتقل النادي لاستاد لي كورتس والذي أسماه برشلونة الوطن لمدة 35 عاما.

ومع نجاح برشلونة كرمز لكتالونيا تحول الأمر بطريقة درامية إلى مشهد سياسي بحت، فخلال مباراة في ملعب برشلونة في 24 يونيو 1925 قام المشجعون الكتالونيين بإظهار تحديهم علنا للنظام الديكتاتوري لبريمو دي فييرا وقاموا بالتشويش على النشيد الوطني الإسباني وبدلوه بنشيد بريطانيا God Save The Queen والأمر لم يمر بسلام، وتم اتهام جامبر بالمناداة باستقلال كتالونيا وأجبروه على المنفى يتحول الأمر لفوضى كبيرة وأغلق الملعب لمدة 6 أشهر وحينما عاد جامبر أجبر على ألا يتصل بالنادي مطلقا.

انهار برشلونة وجامبر سويا في عام 1929 حينما انهار الاقتصاد العالمي ودمرت كل أعماله، وقرر الانتحار وقد كان، وتوفي في أول يوم أقيم خلالها نهائي كأس العالم لأول مرة في تاريخ كرة القدم.

بعد تلك الحقبة من الانهيار وتداخل السياسة مع الكرة، وبعد شهر من بداية الحرب الأهلية في إسبانيا 1936 تم استدعاء لاعبي برشلونة للخدمة العسكرية بجانب لاعبين من فريق أتليتك بلباو فريق إقليم الباسك، وقتل جوسيب سانيول رئيس النادي، حالة القتل تلك كانت لحظة مهمة في تاريخ نادي برشلونة وهويته.

ففي صيف 1937 كان النادي في جولة بالمسكيك في أمريكا وتم استقبالهم كسفراء للجمهورية الإسبانية الثانية، وأمنت تلك الجولة اقتصاد النادي، وللأسف طلب نصف الفريق اللجوء السياسي في المكسيك وفرنسا.

وازدادت متاعب برشلونة أكثر في مارس 1938 قامت قوة طيران إيطالية بقصف النادي وبعد أشهر قليلة سقطت كتالونيا تحت إمرة الاحتلال، وكنتيجة تم منع علم كتالونيا وتسميته لنادي برشلونة لكرة القدم.

على الرغم من صعوبة الأوضاع السياسية والكوارث التي مر بها برشلونة كانت فترة النجاح التي عاشها النادي في بداية الأربعينات ثم الخمسينات بداية الضوء في أخر النفق المظلم، وبداية الأسطورة الحقيقية التي كرمت رحيل خوان جامبر ولولا تلك الكوارث، ربما لما كنا سنرى هذا الفريق وتلك الأفكار والمواهب التي رأيناها.

التعليقات