ثورة كولن بقيادة شتوجر وموديست

الإثنين، 31 أكتوبر 2016 - 17:15

كتب : علي أبو طبل

كولن

تتعدد المفاجآت في هذا الموسم من الدوري الألماني. فرق جديدة تتألق وتحقق نتائج إيجابية متتالية وتظهر في الـ6 مراكز الأولى لتزاحم بايرن ميونيخ في المنافسة على اللقب.

أغلب تلك الفرق لم تكن موجودة بتلك القوة في المواسم القليلة الماضية، ولكن يبدو أن المستويات ارتفعت بشكل كبير بالنسبة لتلك الأندية لدرجة أن تجد بوروسيا دورتموند سادسا في جدول الترتيب بعد 9 جولات من المُنافسات.

أبرز تلك المفاجآت السارة هذا الموسم هو نادي كولن، الذي يحل رابعا بعد الجولات التسعة برصيد 18 نقطة من 5 انتصارات و3 تعادلات وهزيمة واحدة، مسجلا 16 هدفا ومستقبلا 6 أهداف فقط كثاني أقوى خط دفاع في المسابقة متعادلا مع فريق لايبزيغ خلف بايرن الأقوى دفاعيا والذي اهتزت شباكه في 5 مناسبات فقط.

كولن يقدم نتائج جيدة لا تبدو أنها مجرد صدفة حتى الآن، فقد انتزع تعادلا من ملعب بايرن ميونيخ، وكذلك تعادل مع لايبزيج أكبر مفاجآت الكرة الأوروبية هذا الموسم، وحقق فوزا كبيرا على ملعب شالكه بنتيجة 3-1، بينما كانت الهزيمة الوحيدة من هيرتا برلين.

كذلك يستمر الفريق في منافسات الكأس، حيث أطاح بهوفنهايم منذ عدة أيام ليتأهل لدور الـ16 ويواجه هامبورج في فبراير القادم.

قد لا يستمر كولن في رباعي المقدمة حتى نهاية الموسم، ولكن ما يقدمه الفريق حتى الآن يستحق الذكر والإشادة بلا شك.

نادي كولن الذي تأسس في عام 1948 وحقق البوندزليجا في 3 مناسبات، الأولى كانت في موسم 1961-1962، بينما كان التتويج الأخير في موسم 1977-1978، أي قبل 39 عاما من الآن، يغيب عن المنافسة على المقدمة والتأهل الأوروبي منذ ذلك الوقت، بل أنه هبط إلى الدرجة الثانية في أكثر من مناسبة.

بيتر شتوجر، المدير الفني نمساوي الجنسية والذي يبلغ من العمر 50 عاما يقود الفريق فنيا منذ عام 2013.

تجارب شتوجر السابقة كانت جميعها في النمسا، وأبرزها مع نادي أوستريا فيينا الذي حقق معه لقب الدوري في النمسا عام 2012، وهو إنجازه التدريبي الوحيد، ليبدأ بعدها تجربة جديدة مع كولن الذي كان في الدرجة الثانية حينها.

نجح شتوجر في الصعود بكولن في أول مواسمه، وحقق المركز الـ 12 في موسمه الثاني، ثم المركز التاسع في الموسم الماضي. الأداء والنتائج يتصاعدان.

لم ينفق النادي كثيرا في الانتقالات هذا الصيف، ولكن أهم ما يعتمد عليه المدير الفني في تركيبته هذا الموسم هو المهاجم الفرنسي المتألق بشكل كبير حاليا، أنتونى موديست.

موديست الذي يبلغ من العمر 28 عاما لعب من قبل لأندية نيس وبوردو وباستيا في فرنسا، قبل أن ينتقل إلى هوفنهايم في ألمانيا ويظهر بشكل جيد، ومنه إلى كولن في العام الماضي.

بداية موديست مع الفريق استثنائية هذا الموسم. 11 هدفا في 9 مباريات يتصدر بها جدول هدافي المسابقة. حيث وصل التألق إلى قمته في المباراة الأخيرة للفريق ضد هامبورج، والتي انتهت بفوز كولن بثلاثية جميعها كانت بإمضاء المهاجم الفرنسي الذي أضاع ركلة جزاء كذلك خلال المباراة.

"المهاجم يحتاج للثقة، والتي لا يمنحها له سوى مدربه"

هكذا تحدث موديست بعد الهاتريك، مشيدا بمديره الفني ودوره في تألقه هذا الموسم.

يورج شماتكه، المدير الرياضي لنادي كولن، أشاد بمستوى موديست هذا الموسم كذلك، حيث قال: "لدينا مهاجم يمكنه إصابة ذبابة على قائم المرمى. إنه يسجل الأهداف بشكل لا يُصدّق".

ويعتمد فريق كولن هذا الموسم أيضا على عدد من الأسماء التي تساهم بشكل كبير فيما يظهر عليه الفريق إلى الآن، المدافع دومينيك هاينتس -23 عاما-، والظهير الأيسر الدولي مع منتخب ألمانيا جوناس هيكتور -26 عاما- الذي يقدم مستويات رائعة، وكذلك يتألق الجناح الأيسر ليوناردو بيتنكورت والياباني يويا أوساكو الذي سجل هدفين ويلعب في مركز المهاجم الوهمي.

وكذلك يتبّع المدير الفني هذا الموسم سياسة تصعيد عدد من الناشئين والاعتماد عليهم. في وسط الملعب نجد مارسيل هارتيل -20 عاما- وصالح أوزكان -18 عاما-، كما نجد في الهجوم الشاب الفرنسي/الإيفواري سيرو جيراسي -20 عاما-، جميعها أسماء تتواجد من وقت إلى آخر.

سنتابع سويا ما سيحدث حتى نهاية الموسم ونشاهد إذا ما كانت ستستمر مغامرة كولن وتُتوّج بالتأهل الأوروبي، أم أنها ستكون مجرد بداية جيدة لفريق حاول الاجتهاد.

التعليقات