سيحل بروسيا دورتموند الألماني وصيف البوندزليجا ضيفا في الجولة المقبلة من الدوري على فريق لايزبيج الصاعد حديثا للممتاز والذي يشارك فيه لأول مرة في تاريخه.

المباراة ربما ستجلب الأنظار نحو ملعب "ريد بول أرينا" والذي يتسع لـ43 ألف مشجعا وقد يمتليء عن أخره، لكن لماذا؟

لايبزيج هو الفريق الذي يحظي بأكبر قدر من الكراهية في ألمانيا حاليا وفقا لما يمثله الفريق لعكس كل ما هو تقليدي هناك.

صحيفة ديلي ميل البريطانية نشرت تقريرا في مايو الماضي عن أر بي لايبزيج بعد صعوده للممتاز مباشرة تحدثت فيه كيف أصبح هو الفريق الذي لا يحبه الألمان ويقدمه لكم FilGoal.com.

الصعود

لأول مرة منذ 2009 يصعد فريق من ألمانيا الشرقية إلى البوندزليجا، هذا الأمر يجب أن يجلب الاحتفالات بسبب معاناة الأندية هناك من الفشل الإداري لعقدين من الزمان.

لكن احتفل القليلون فقط بهذا الأمر، لماذا؟ الإجابة ببساطة أن أر بي لايبزيج الذي صعد هو أكثر فريق مكروه في ألمانيا.

لم يجعل فريق الناس منقسمين في أوروبا مثلما فعل أر بي لايبزيج، فهو مدعوم من شركة مشروبات طاقة (ريد بول) ونجح في الصعود من القسم الخامس للدوري الممتاز فقط في سبعة مواسم.

بالنسبة للبعض، هم يمثلون قصة النجاح الكاملة.. يرتدون قمصان رائعة وقد يكسروا يوما ما سيطرة بايرن ميونيخ، أما بالنسبة لآخرين فهم خيانة لكل ما تحمله الكرة الألمانية، التقاليد والهوية وكذلك قدرة الجماهير على التحكم في إدارة ناديهم.

أر بي لايبزيج هو فريق تم تأسيسه ليخلف ماركنشتاد في 2009، ديتريك ماتيشيتز مؤسس ريد بول أدرك بأنه يجب عليه إضافة فريق ألماني لإمبراطوريته الكروية التي تضم ريد بول سالزبورج النمساوي ونيوريورك ريد بول الأمريكي.

لكن بعكس الناديين الآخرين، لم يتمكن من إضافة "ريد بول" لاسم النادي الألماني بسبب قوانين الأندية في ألمانيا فقام بتسميته "راسنبول سبورت لايزبيج أر بي" وبالطبع الحرفين الأخيرين اختصارا لكلمة ريد بول.

كانت هذه أولى الخدع الماكرة التي يقوم بها النادي للتحايل على قوانين الكرة الألمانية.

قانون 50+1

من المعروف أن الأندية الألمانية تسيرها قاعدة (50+1) والتي تمنح القوة للجماهير والإدارة عندما يتعلق الأمر بانتخاب الإدارة وكذلك منعا لسيطرة المستثمرين على الأندية وهو ما يجعلهم نادرين في الكرة الألمانية.

لكن حتى هذا الأمر قام فريق أر بي لايبزيج بالتحايل عليه، لكن كيف؟

الحل كان بسيطا من إدارة النادي، حتى تصبح عضوا في النادي يجب عليك دفع 800 يورو وهذا أكثر من 10 أضعاف ما يجب أن تدفعه لكي تصبح عضوا في بايرن ميونيخ.. فحتى مايو الماضي كان يمتلك 17 عضوا فقط يمتلكون حق التصويت في إدارته لذلك ليس هناك وجود لقاعدة 50+1 بالشكل التقليدي لأندية ألمانيا.

الكراهية

الأمر جعل الفريق يتعرض لانتقادات واسعة من الجميع.. الجماهير الأخرى، الأندية الأخرى، الإدارات الأخرى.

"فريقي تم إنشاؤه للعب كرة القدم، أما أر بي لايبزيج فقد تم إنشاؤه من أجل ربح الأموال" هذا ما قاله أحد جماهير لوكوموتيف لايزبيج للصحيفة البريطانية، ولوكوموتيف هو الفريق الأكبر في المدينة بالطبع قبل ظهور ريد بول هناك.

الأمر أيضا تطور إذ وعدت إدارات بعض الأندية أنها لن تلعب أمام أر بي لايزبيج مباريات ودية تحضيرية للموسم الجديد، كما نال الكثير من الاستهجان خلال الموسمين اللذين قضيهما في دوري الدرجة الثانية، ووصل الأمر لتشبيه ديتريك ماتيشيتز بالزعيم النازي هتلر.

في أغسطس من عام 2015 استضافهم فريق يونيون بيرلين، وفي الكتيب الخاص بالمباراة من المفترض أن تكون هناك صفحة للفريق الضيف كتب فيها مقالا من 700 كلمة عن تربية الثيران.

ألمانيا الشرقية

منذ سقوط سور برلين قبل 27 عاما لم تحظ ألمانيا الشرقية بفريق في البوندزليجا (خطأ ورد في التقرير من الصحيفة البريطانية لأن هانزا روستوك وإينرجي كوتبوس على سبيل المثال لعبا في البوندزليجا وهما من ألمانيا الشرقية)، كما أن لايزبيزج هي منشأ الاتحاد الألماني.

أر بي لايبزيج هو الدواء لكل ما عانت منه الكرة الألمانية الشرقية، نظام ناشئين مبهر وصعودهم للممتاز وكذلك تصاعد القاعدة الجماهيرية لهم.

المدير الرياضي للنادي رالف رانجنيك يقول لصحيفة فرويند "بالنسبة للسيد ديتريك ماتيشيتز الأمر كله معتمد على منح المواهب الشابة الفرصة للتطور، أيضا الناس يريدون أن يذهبون للاستاد والاستمتاع بكرة قدم جيدة وأن يشجعوا فريقا".

قطاع الناشئين هناك بالطبع مبهر فهو من أخرج جوشوا كيميش لاعب بايرن ميونيخ الحالي وكذلك راني خضيرا الشقيق الأصغر لسامي خضيرا لاعب المنتخب الألماني ويوفنتوس الإيطالي.

"لا أريد أن أكون بعمر الـ80 عندما يفوز أر بي لايبزيج بلقبه الأول في البوندزليجا".. هكذا قال ديتريك ماتيشيتز العام الماضي وهو بعمر الـ71 فهل يتحقق حلمه؟