كتب : أحمد عفيفي | الجمعة، 02 سبتمبر 2016 - 22:18

بلوج عفيفي – قبل موقعة الوداد (الجزء الأول)

تبدو عقارب الساعة بطيئة لمن يفتقدون مباريات الزمالك بكل ما تحمل من شغف وتنتج عن فرح كبير أو حزن شديد. حتى الحزن مهما بلغت شدته يبدو مقبولا للبعض عن الحرمان الكامل من رؤية القمصان البيضاء منتشرة على أرض ملعب بتروسبورت أو برج العرب أو أي ملعب آخر.

عقارب الساعة هذه المرة تتجه لموعد لم تشهده الجماهير البيضاء منذ 10 سنوات تغير فيها كل شيء ليس في الزمالك فقط بل في طبيعة الموعد ونتائجه وأسراره.

قبل أن تبوح مباراة الزمالك والوداد البيضاوي في قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا 16 سبتمبر 2016 عن أسرارها علينا أن نتوقف أمام بعض النقاط التي ربما تساعدنا على فهم المشهد وتردشنا لكيفية التعامل الصائب معه:

1- السيناريو

كثيرا ما تمردت كرة القدم على سيناريو مبارياتها. بضع دقائق من التنقيب في أرشيفك الشخصي لأهم المباريات التي عاصرتها بنفسك ستكون كافية للكشف عن العديد من حوادث التمرد لمباريات انتهت بنتيجة لم تعبر عن مجراها (أو ما أعتبرته أنت مجراها).

كثيراً ما أخبرك سير المباراة أو دقائقها الأولى عن نتيجة متوقعة لنهايتها وكثيراً ما كذب. فيمكن لمن يلعب جيداً أن يخسر ويمكن لمن لم يتخط منتصف الملعب إلا نادراً أن يفوز ويمكن لتفاصيل غاية في الدقة أن تغير من مجرى التاريخ لبطولات وليس فقط لمباريات.

إذن علينا أن نضع الهدف من مباراتي نصف النهائي نصب أعيننا ولا نحيد عنه لثوان تحت تأثير فرحة مبكرة أو حزن مبكر. اللحظة التي تعتقد فيها مبكراً في نهاية الأمر لصالحك قد تؤثر على مستوى تركيزك في لحظة أخرى تنقلب فيها الأمور فوق رأسك كما أن اللحظة التي تشعر فيها باليأس من العبور قد تحجب عن رؤيتك منفذا كان من الممكن أن يغير مصيرك من قمة الحزن لقمة الفرح.

مهما كنت سعيداً متيقناً من النصر احذر لحظات غدر الكرة ومهما كنت يائساً منتظراً للهزيمة إبق متنبهاً لهدايا القدر.

- لا تضيع فرصة واحدة في المباراة لإحساسك أن الفرص كثيرة.

- لا تبدأ في التمريرات المجاملة لأصدقائك في الملعب من أجل إكسابهم بعض الثقة على حساب الفريق بداعي الحب. فمن الحب (في الزمالك بالذات) ما قتل.

- لا تستسهل مرور لاعب الخصم ولو مرة لاعتقادك بأن الطريق للمرمى سيكون مسدودا أمامه. فقد ينفتح له الطريق ليقلب ما تعتقده فرحة مؤكدة لكارثة على المستوى العام وفضيحة شخصية على مستواك أنت.

- لا تسمح لليأس أو الضجر أن يتسرب لقلبك في أي لحظة لأن سيناريو المباراة يعاندك فلن تعرف أبداً ماذا يخبيء لك القدر. لا تدير ظهرك أبداً وانتظر هدية ما قد تأتي.

2- نتيجة مباراة الذهاب

يتمنى الجميع وأنا منهم أن ينتهي الأمر في مباراة الذهاب بنتيحة مريحة تسهل من مهمة العودة بالمغرب ولكن بالنظر لطبيعة تلك المنافسات في أدوارها النهائية ستجد أولاً أن تلك الاحتمالية لم تعد كبيرة وثانياً أن عددا كبيرا من الانتصارات المدهشة بدأت بنتائج سيئة في مباراة الذهاب.

- الأهلي و الصفاقسي 1-1 باستاد القاهرة – الصفاقسي والأهلي 0-1 بملعب رادس (دوري أبطال أفريقيا 2006).

- الزمالك و الفتح الرباطي 0-0 بملعب السويس – الفتح الرباطي والزمالك 2-3 بالرباط (الكونفدرالية الإفريقية 2015)

- الرجاء و الزمالك 0-2 بملعب محمد الخامس – الزمالك و الرجاء 0-3 بالجبل الأخضر (دوري أبطال العرب 2005).

- النجم الساحلي والأهلي 0-0 بسوسة – الأهلي والنجم الساحلي 1-3 باستاد القاهرة (دوري أبطال إفريقيا 2007)

في تلك المناسبات خرج صاحب الأرض من مباريات الذهاب محبطاً ولكنه أدرك بعد مباراة العودة أن هناك دائماً فرصة أخرى وأن لحظة تهاون زائدة بداعي الإحباط أو اليأس أو تحت شعار (ما هي كده كده باظت) في مباراة الذهاب كان ممكن ان تقصم هي بالذات ظهر البعير.

- الهدف الرئيسي في مباريات الذهاب على ملعبك ألا تسمح باهتزاز شباكك مع العلم أن التعادل السلبي لم يعد نتيجة محبطة كما اعتدنا النظر إليه في السابق فما يحدد حسم تلك المباريات مؤخراً أصبح مقدرتك على التسجيل خارج ملعبك قبل داخله.

- دائماً هناك فرصة قادمة لا تهدرها بلحظة يأس حالية. قد تكون الاستماتة في إنقاذك لهدف ثان قبل الدخول في مرماك في أخر ثانية وأنت خاسر بهدف للا شيء على ملعبك مفتاح العبور في مباراة العودة كما قد يكون اليأس الذي حال بينك وإنقاذ نفس الكرة هو سبب الخروج الحقيقي وليس أي شيء آخر.

- إن افتضرنا أن الخروج مهزوماً على ملعبك أسوء النتائج فهذا صحيح ولكنه ليس أخرها فالفوز خارج ملعبك احتمال وارد حدث ويحدث وسيحدث. (كليشية لو كان هيكسب كان كسب على ملعبه) هو خليط من الجهل والغباء.

لا تتفائل ولا تتشائم كن واقعياً. توقع كل شيء ولا تحرك عينك لحظة عن خط النهاية. القي بجميع الكليشيهات في أقرب سلة قمامة وتذكر أن النهايات لا تعبر بالضرورة عن البدايات فاحذر من غدر البداية السعيدة وأصبر على البداية السيئة فكل شيء يتغير .

كل ما سبق هو مباديء عامة تعلمناها بالتجربة وأخبرنا عنها التاريخ لا ترتبط بالمباراة القدمة بالذات. أما عن تفاصيل المباراة المقبلة بالذات فانتظروها في المقال التالي بالذات برضه.

اضغط هنا لمتابعة الكاتب عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات