#في_الأولمبياد – حكاية محمد إيهاب.. أو كيف تحصل على ميدالية أوليمبية دون غرفة ملابس

الخميس، 11 أغسطس 2016 - 14:08

كتب : فادي أشرف

لقاء تلفزيوني بدأ في الساعة الحادية عشر والربع من مساء يوم 29 ديسمبر من العام الماضي. نصف ساعة تحدث فيها رباع غير مشهور عن مشواره وآماله وعن قلة الاهتمام والإمكانيات والمبادرات الفردية التي تدعمه.

إلا أن سر حصوله على ميدالية برونزية في الساعات الأخيرة من اليوم الخامس لأولمبياد ريو دي جانيرو يكمن في أخر نصف دقيقة من الحوار الذي ربما لم يشاهده حينها أكثر من 1000 متابع.

"في 2014 عدت بميدالية فضية من كأس العالم للكبار ولم أجد أحدا في استقبالي في المطار، نفس الأمر حدث في 2015، ولكن في 2016 سأجبر الجميع على استقبالي في المطار".. هكذا قال محمد إيهاب الذي حصل في الساعات الأولى من صباح الخميس بتوقيت القاهرة على ميدالية برونزية في منافسات وزن 77 كجم في مسابقة رفع الأثقال في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.

إيهاب المولود في 21 نوفمبر عام 1989 كان قاب قوسين أو أدنى قبل 12 عاما من الانخراط في لعبة المصارعة التي تبدأ منافساتها من سن الـ14، إلا أن مدرب رفع الأثقال في نادي الفيوم مسقط رأسه أقنعه بالانتظار عامين للدخول في مسابقات رفع الأثقال دون ممارسة المصارعة خوفا عليه من إصابة قد تحرمه من مشوار طويل في رفع الأثقال.

يعاني إيهاب في نادي الفيوم الذي يقضي فيه ما يقرب من نصف وقته، حيث يقول عن المكان الذي يقضي فيه سنويا أكثر من 5 أشهر إنه تقدم بمذكرة لوزير الرياضة بسبب عدم وجود غرفة ملابس في النادي، بجانب أن "كل الأجهزة فيه بالية وقديمة".

دعم الوزارة أو الاتحاد كان أمرا غائبا في مشوار إيهاب، الدعم فقط كان من أسرته التي كان ربها المتوفي رباعا وحكما أوليمبيا.

"لا أشعر بالدعم سوى بالمبادرات الفردية، عائلتي ومدربيني والراعي الشخصي لي، غير ذلك لا شيء.. يقولون إنهم سيصرفون ملايين على توسيع قاعدة الممارسة بينما القمة تائهة".

صعود إيهاب لدائرة الضوء بدأ مع بطولة العالم للكبار 2014 والتي حصل فيها على ميدالية برونزية – أصبحت فضية بعد إيقاف لاعب كازاخستان بسبب المنشطات – ثم حصوله على برونزيتين أخرتين في العام التالي رغم ذلك لا يحصل سوى على دعم مادي قليل من الوزارة بجانب تعنت في المكافآت المرصودة لحصوله على ميداليات وبطولات.

يشدد إيهاب أثناء استضافة الإعلامي مدحت شلبي له – والذي أخطأ في تعريفه وقال إنه لاعب مصارعة قبل أن يستدرك خطأه – أنه لا يحصل سوى على 2000 جنيه شهريا من وزارة الشباب والرياضة، وأن مكافآت البطولات العربية التي فاز بلقبها تم حجبها لقلة المشاركين بها حيث تنص اللوائح على مشاركة أكثر من 8 لاعبين ليحصل البطل على مكافآة مالية من وزارة الرياضة، وأنه حصل على مكافآة ميدالية وحيدة و25% فقط من مكافآة ميدالية أخرى في بطولة العالم.

تألق إيهاب دفع المؤسسة العسكرية لضمه تحت مظلتها في سبيل إعداده لأولمبياد ريو دي جانيرو.

كلام إيهاب كان فيه نقطة ضوء وحيدة، هو الدعم الذي يحصل عليه من المؤسسة العسكرية التي تمنحه مكانا مقبولا للتدريب، وعن خروجه لمعسكر في أوزبكستان قبل الأولمبياد.

كل تلك الأمور لا تتسبب في أي شيء سوى تصعيب الإجابة على كيفية حصول إيهاب على ميدالية أوليمبية؟

يقول إيهاب في حواره مع FilGoal.com (طالعه من هنا) أنه قضى شهرين كاملين في معسكر مغلق.. انعزل تماما عن العالم لدرجة أنه قضى العيد في المعسكر.

التصريحات المتناثرة هنا وهناك حول إيهاب منذ حصوله على الميدالية تقول إنه دائما ما يفعل أقصى ما يستطيع في المران، كما يوضح هو الأمر نفسه في اللقاء مع شلبي.

ولكن الأمر ليس فقط جهدا مبذولا في المران، جولة صغيرة في صفحة إيهاب على فيسبوك ستجد فيها أن معظم المنشورات التي وضعها منذ أبريل الماضي مختومة بـ"هاشتاج" (‫#‏البوب_(rio_2016‬.

ربما ركب إيهاب الطائرة من القاهرة إلى ريو ولا يوجد في ذهنه سوى تلك الدقائق التي سيقضيها مستمعا للنشيد الوطني المصري والميدالية معلقة على عنقه، ولذلك فوت على نفسه متعة السير في طابور الأمم في حفل افتتاح الأولمبياد، وبسبب ذلك الإيمان بقدراته سيجبر الجميع على استقباله في المطار عندما يعود من ريو.

قصة إيهاب توضح ما الذي يمكن أن يحدث في حال وجود موهبة مع مبادرات فردية مع إيمان بالذات فقط دون تخطيط واضح أو دعم ملموس مثل الموجود لدى عمالقة اللعبة مثل الصين وكازاخستان.

التعليقات