تقرير في الجول - معاناة المصريين عبر التاريخ لمشاهدة البطولات الكبرى

الأحد، 05 يونيو 2016 - 16:02

كتب : عمرو عبد المنعم

إذا كنت تريد مشاهدة مباريات بطولة الأمم الأوروبية التي تنطلق بعد أيام قليلة في فرنسا عليك أن تدفع 500 جنيه سعر اشتراك مشاهدة البطولة على قنوات بي إن سبورتس، هذا إذا كان اشتراكك السنوي مع القناة ساريا بعد البطولة.

وإذا كان الاشتراك على وشك الانتهاء أثناء البطولة يرتفع المبلغ إلى 2500 جنيه وهو 2000 جنيه قيمة الاشتراك السنوي للقنوات بعد ارتفاع أسعار الاشتراكات مع بداية شهر يونيو الجاري بالإضافة إلى 500 جنيه سعر باقة اليورو.

ليس هذا فقط بل عليك أن تحول جهاز الاستقبال فوق سطح منزلك إلى قمر سهيل سات القطري بدلا من قمر نايل سات حيث أعلنت القناة أنها سوف تبث إرسالها عبر القمر الخاص بها بنهاية شهر يوليو المقبل، ومن الآن لأصحاب الاشتراكات الجديدة بأسعار الباقات الجديدة وهذا يكلفك حوالي 250 جنيه زيادة سعر الطبق الجديد وأجرة "عامل الدش" الذي سينهي لك هذه المهمة لتشاهد مباريات اليورو وكوبا أمريكا بعد أن تدفع ما يقرب من 2750 جنيه أو أكثر.

كل هذا جعل الجماهير المصرية في أزمة وخلق حالة من الضيق والغضب في الشارع الكروي المصري بسبب ارتفاع أسعار مشاهدة البطولة وارتفاع أسعار اشتراك القناة لمشاهدة مباريات الدوريات والبطولات الأوروبية حيث تعد كرة القدم المتنفس الأهم للجماهير المصرية بعيدا عن عالم السياسة وارتفاع الأسعار وباقي المشكلات التي تشغل الشارع المصري.

وعلى مر التاريخ استمرت معاناة المصريين من أجل مشاهدة البطولات الكبرى لكرة القدم مثل كأس العالم والأمم الأوروبية، سواء بسبب تشفير المباريات على القنوات الخاصة أو عدم بث المباريات وغيرها من المشاكل يستعرضها معكم FilGoal.com خلال هذا التقرير.

كأس العالم 1974

قبل عام 1974 لم تكن البطولات الكبرى مثل كأس العالم والأمم الأوروبية تذاع على التليفزيون المصري سواء على الهواء مباشرة أو مسجلة، لكن التليفزيون المصري قرر إذاعة مباراة نهائي كأس العالم في ألمانيا الغربية عام 1974 بين ألمانيا وهولندا بعد انتهاء المباراة بأسبوعين حيث لم يكن وقتها يوجد بث مباشر للمباريات وانتظر التليفزيون المصري حتى حصل على شريط فيديو للمباراة النهائية وأذاعها في يوم جمعة الساعة 3 عصرا لتشاهدها الجماهير المصرية في التليفزيون يوم الإجازة الأسبوعية.

بعد عام 1974 بدأ التليفزيون المصري في إذاعة بطولتي كأس العالم وأمم أوروبا على الهواء مباشرة على القنوات الأرضية الأولى والثانية والثالثة حتى مونديال 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت مبارياته تلعب في أوقات متأخرة وكان يصعب مشاهدتها على الهواء مباشرة لذلك كان التليفزيون المصري يعيد إذاعة المباريات مسجلة في الصباح.

كأس القارات 1999

عرفت الجماهير المصرية معنى كلمة "تشفير" بداية من كأس العالم للقارات 1999 والذي شاركت فيه مصر وخرجت من الدور الأول.

مونديال الشباب 2001

إحدى أهم البطولات في تاريخ كرة القدم المصرية هي بطولة كأس العالم للشباب في الأرجنتين عام 2001 التي حصل فيها المنتخب المصري على المركز الثالث وفاز بالميدالية البرونزية، وواجهت الجماهير المصرية صعوبة شديدة في مشاهدة مباريات هذه البطولة نظرا لفارق التوقيت فكانت تلعب المباريات بعد منتصف الليل بالإضافة إلى أن البطولة كانت مشفرة وتذاع فقط عبر قنوات راديو وتليفزيون العرب ART.

ومن هنا بدأت الجماهير المصرية في إيجاد حل لمشاهدة المباريات وكانت بداية التجمعات على المقاهي لمشاهدة مباريات منتخب مصر بعد منتصف الليل وكان هذا يكلف الفرد الواحد 3 جنيهات بواقع 2 جنيه سعر حجز "الكرسي" وجنيه سعر كوب الشاي.

كأس العالم 2002

استمرت الجماهير المصرية في مشاهدة البطولات الكروية الكبرى على الهواء مباشرة عبر القنوات المفتوحة حتى مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وكانت تذاع المباريات بداية من الساعة 9 صباحا نظرا لفارق التوقيت وكان هذا يمثل صعوبة على الجماهير المصرية في متابعة المباريات نظرا لأن هذا وقت العمل أو النوم لذلك كان التليفزيون المصري يعيد إذاعة المباريات ليلا.

بداية التشفير

مونديال 2006 في ألمانيا الذي كان يذاع عبر شبكة قنوات راديو تليفزيون العرب المعروفة باسم ART، ومثلما هو الحال الآن كان وقتها يجب عليك أن تشترك في قنوات ART وتشتري جهاز يستطيع قراءة كارت فك التشفير، وذلك يتكلف حوالي 350 جنيه، بالإضافة إلى دفع ثمن اشتراك بطولة كأس العالم وفي هذه الفترة ظهرت الساحات الشعبية التي تذيع مباريات المونديال عبر شاشات عملاقة للجماهير وأيضا عبر المقاهي مقابل 2 جنيه للفرد سعر الكرسي بخلاف المشروب.

ظهور الجزيرة

عرف المصريون قناة الجزيرة الرياضية عام 2004 في بطولة الأمم الأوروبية وكان الجميع وقتها معتاد على مشاهدة المباريات الأوروبية وكأس العالم والمباريات الإفريقية للأهلي والزمالك عبر قنوات ART.

وفي 2008 ذاعت الجزيرة الرياضية أول بطولة يورو مشفرة لكن تفاجئ الجميع وقتها بعدم بث مباريات البطولة على التليفزيون الأرضي على عكس بطولتي يورو 2000 و2004، وإذاعة مباريات البطولة فقط على قنوات الجزيرة الرياضية القطرية مقابل حوالي 500 جنيه قيمة الاشتراك السنوي في القناة وهنا كانت انطلاقة "وصلة الدش" التي كانت الحل الأمثل للتغلب على مشكلة التشفير ومشاهدة المباريات وتراوحت أسعار الوصلة وقتها من 20 جنيه إلى 50 حسب المنطقة.

اختفاء ART

قبل أسابيع قليلة من انطلاق مونديال 2010 في جنوب إفريقيا استحوذت قنوات الجزيرة الرياضية على جميع قنوات ART الرياضية وتغير اسمها إلى الجزيرة ليكون هذا إعلان رسمي عن نهاية قنوات ART الرياضية للأبد وكان اشتراك قنوات الجزيرة الرياضية وقتها 600 جنيه مصري وهنا استمرت الجماهير المصرية في مشاهدة المباريات عبر وصلات الدش وكان سعر الوصلة في هذه الفترة ما بين 15 إلى 75 جنيه بحسب كل منطقة سكنية.

beIN Sport في بداية عام 2014 تغير اسم قنوات الجزيرة الرياضية إلى بي إن سبورتس وقبل انطلاق كأس العالم 2014 في البرازيل كان على جميع المشتركين في قنوات الجزيرة أن يشترك بالأسعار الجديدة قبل انطلاق المونديال وكان سعر الاشتراك السنوي 1000 جنيه مصري بالإضافة إلى 400 جنيه سعر جهاز الاستقبال، وبالتالي ارتفع سعر وصلة الدش لمشاهدة مونديال البرازيل إلى 100 جنيه.

التعليقات