كتب : أحمد نجيب | الإثنين، 26 أكتوبر 2015 - 15:15

تحليل أهلاوي - الفوز القبيح.. بيسيرو علي الطريق

خسر الأهلي بطولته المفضلة الموسم الماضي عندما فشل في تجميع أكبر عدد ممكن من النقاط خلال الأسابيع العشرة الأولي.

خوان كارلوس جاريدو فشل في الفوز علي فرق من نوعية الرجاء والأسيوطي في بداياته مع الأهلي.. البداية المهتزة أثرت علي مسيرة الفريق وجعلته يفقد النقاط تباعاً أو يجمعها بصعوبة بالغة.

جاريدو أصر علي وضع لمسته وتصوره منذ اللحظة الأولي.. لم يتح المجال لنفسه حتي يتعرف علي أجواء البطولة المحلية وطبيعة المنافسة.. ارتضي أن يعمل مع أجهزة معاونة متواضعة المستوي وغير قادرة علي تقديم المشورة اللازمة.

جاريدو فَشَل ورَحَل عن الفريق.. جوزيه بيسيرو يخشي نفس المصير.

حسناً.. البرتغالي يفعل كل شيء عكس ما فعله الإسباني تماماً.

--

كيف تواجه فريقاً متكتلاً؟

الأهلي يؤدي بالطريقة والتشكيل المعتادين في بداية المباريات دون تدخل ملموس من المدير الفني حتي يتعرف علي طبيعة المنافس وحالة لاعبيه الفنية قبل أن يحدد كيفية تدخله للتعديل أو التطوير مما هو قائم بالفعل.

الأهلي بلا جديد علي مستوي طريقة اللعب والأسماء ولكن الجديد في اختلاف كيفية التنفيذ.. الأهلي يضغط علي الخصم بشكل أفضل من قبل ذلك.. وجود مؤمن بدلاً من رمضان في التشكيل الأساسي ليس لأن الأول لاعباً أفضل ولكنه يضغط بالقوة المطلوبة التي يريدها بيسيرو.

غزل المحلة جاء إلي ملعب بتروسبورت بحثاً عن التعادل.. يلعب متراجعاً لمناطقه الدفاعية.. يدافع من ثلث الملعب الأخير.. جميع لاعبيه خلف الكرة.. أما في الحالة الهجومية فهم بلا أي شكل واضح.. عند استخلاص الكرة يندفعون للأمام كُلٍ بحسب مركزه مع الاعتماد علي سرعة قلب الهجوم في استلام الكرة خلف أظهرة الأهلي الدفاعية.

عندما تواجه منافساً من النوعية السابق ذكرها عليك أن تخرجه من تمركزه الدفاعي السليم حتي تتمكن من التسجيل في مرماه.. لكي تفعل ذلك يجب أن تهتم بأمرين أساسيين.

أولهما.. أن تكون سريعاً في الحالة الهجومية وتباغت خصمك بتمريرات أرضية قصيرة وسريعة معتمداً علي خطوط متقاربة ومشكلاً مجموعات ثلاثية أو رباعية من لاعبيك في كل مناطقك الهجومية.

علي سبيل المثال.. في الناحية اليمني يقترب غالي والسعيد من وليد سليمان لتبادل عملية تدوير الكرة في تمريرات قصيرة سريعة في انتظار خروج الظهير أحمد فتحي علي الرواق لاستلام الكرة وصنع الزيادة العددية الهجومية أو انتظار ظهور كلاً من أنطوي أو مؤمن في موقف جيد لاستلام التمريرة البينية.

أما الأمر الثاني اللازم فعله لتفكيك تمركز لاعبي المنافس.. هو الضغط المبكر علي الخصم بمجرد فقد الكرة.. ذلك الضغط يجب أن يكون جماعياً بصورة منظمة من مجموعات من اللاعبين وليس بصورة فردية حتي تزيد احتمالات قطع الكرة وبدء الهجمة من مناطق الخصم الدفاعية.

علي سبيل المثال.. عند خروج لاعبي المحلة بالكرة في الجانب الأيمن من هجوم الأهلي.. يضغط وليد سليمان علي الظهير الأيسر فيما يضغط أنطوي علي قلب الدفاع.. حسام غالي وعبد الله السعيد يقوما بإغلاق زوايا التمرير في اتجاه لاعب الوسط الأيسر ولاعب الوسط المدافع علي الترتيب.

الأهلي مع بيسيرو وإن كان قد فعل ذلك بشكل نسبي وعلي فترات فهو لم يفعله بالشكل الأمثل بعد ولكن بكل تأكيد فالفريق أفضل علي المستوي الجماعي.

الصورة التالية توضح كيفية تمركز لاعبي الأهلي في مجموعات ثلاثية أو رباعية لتنفيذ الشقين الهجومي والدفاعي.

مشاهدات فنية

عند الاطلاع علي تدريبات لاعبي الأهلي تحت قيادة جوزيه بيسيرو ومقارنتها بما يحدث في المباريات ستتمكن من استنتاج أن البرتغالي يفضّل الاعتماد علي عمق الملعب أكثر من الأجنحة في اختراق دفاعات الخصوم.

استمرار حسام غالي وعبد الله السعيد داخل الملعب لمباراتين متتاليتين.. الدفع بصالح جمعة للمباراة الثانية علي التوالي.. إعطاء مؤمن زكريا دوراً أساسياً داخل الفريق.

الملامح الخططية لملدير الفني تفضي إلي أنه يفضّل خطة لعب 4-3-3 بما تملكه من سيطرة مطلقة علي الكرة واعتماد كلي علي الأظهرة الدفاعية في الهجوم من الأجناب مع ضغط عالي علي خطوط المنافس.

إشتراك ماليك إيڤونا في مركز المهاجم الثاني أو Shadow Striker الذي يتراجع لاستلام الكرة ثم الاختراق بها من العمق وبناء الهجمة بنفسه دليل أخر علي اتجاهات جوزيه بيسيرو الخططية عن كيفية بناء الهجمة من العمق.

تمريرات عبد السعيد الأمامية الناجحة نسبتها لا تتخطي 30%.. علي بيسيرو مراجعة تلك النسبة بكل تأكيد طالما سيعتمد عليه بشكل أساسي.

في التحليل السابق لمباراة الأهلي وطلائع الجيش تحدثنا عن وجود الإمكانيات ونوعية اللاعبين المناسبة التي تمكّن الأهلي من السيطرة علي الألعاب الهوائية.. وللتدليل علي ذلك يمكن مراجعة الهدف الثاني وقدرة چون أنطوي في التقاط الكرات الهوائية طالما يتم إرسال العرضيات بشكل مناسب.

حسام عاشور قد يغيب عن المباراة القادمة بشكل شبه مؤكد وهو وسط الملعب المدافع الصريح الوحيد في قائمة الأهلي.. اختبار صعب للبرتغالي عن كيفية التغلب علي تلك المعضلة أمام فريق سريع يلعب بخطوط مفتوحة مثل بتروچيت في ملعب السويس.

مستوي حسين السيد جعل جمهور الأهلي يفتقد صبري رحيل ويحزن لغيابه.. متي نري المستوي الكبير الذي يجب أن يقدمه مارسيلو طالما يظهر بذلك الشكل أمام منافس متواضع؟!

بيسيرو تحدث في المؤتمر الصحفي عقب المباراة عن عدم رغبته في غضب البدلاء وعلي الجميع تقبل وضعه داخل الفريق.. علي مدير الكرة أن يلعب دوراً أكثر حزمًا في ذلك الأمر.. تاريخ بيسيرو عن إرضاء البدلاء وكيفية التعامل مع اللاعبين الكبار داخل الفريق ليس جيداً بما فيه الكفاية.

--

الخلاصة

لا زال الوقت مبكراً للحكم علي جوزيه بيسيرو.. ما تحدثنا عنه مجرد مشاهدات ربما تؤدي إلي استنتاجات قد تكون صحيحة أو ليست كذلك بالمرة.

الفوز يبقي فوزاً وإن كان قبيحاً أو تجارياً.. من مواصفات الفريق البطل أنه يفوز حتي لو لم يكن في أفضل حالاته.. ولكن عليه أن يتطور سريعاً ليحقق ذلك الفوز بشكل أفضل ولإثبات بطولته كذلك.

تابعوني عبر تويتر:

@ahmednaguibgad

التعليقات