حكاية إسكوبار - ضحية أشهر عملية اغتيال بسبب كرة القدم

الخميس، 02 يوليه 2015 - 12:04

كتب : هشام إسماعيل

مر 21 عاما بالتمام والكمال على مقتل أندرياس إسكوبار مدافع منتخب كولومبيا الذي يعد ضحية أشهر عملية اغتيال بسبب كرة القدم بعد أن تسبب في خروج منتخب بلاده من مونديال 1994.

إسكوبار الذي قتل في كولومبيا على يد بعض المسلحين عقب 10 أيام فقط من تسجيله لهدف في مرماه ساهم في خسارة بلاده أمام الولايات المتحدة ليودع البطولة.

كولومبيا و أسطورة الحصان الأسود

لنعود إلى ما قبل البطولة بعامين عندما كان المنتخب الكولومبي يصول ويجول في تصفيات أمريكا الجنوبية لمونديال 1994.. في ذلك الوقت كانت عبارة عن مجموعتين الأولى تضم 4 والثانية 5.. من المجموعة الأولى يصعد فريق ومن الثانية فريقين مباشرة، أما ثاني المجموعة الأولى فيلعب مع بطل تصفيات أوقيانوسيا مباراتين ذهابا وإيابا.

منتخب كولومبيا أوقعته القرعة في المجموعة الأولى مع الأرجنتين وباراجواي وبيرو.. كولومبيا كانت قد ودعت مونديال 1990 من دور الـ16 بسيناريو درامي بعد خطأ كارثي من هيجيتا حارس المرمى أمام روجيه ميلا الذي لا يرحم.

لكن أحد أفضل أجيال كولومبيا صدم الجميع وقتها واستطاع أن يصعد مباشرة للمونديال بعد أن تصدر المجموعة الأولى، المباراة الأخيرة كانت حاسمة أمام الأرجنتين في بيونيس أيرس ويمتلك الفريقان 7 نقاط.. البطاقة تبدو أقرب لراقصي التانجو بقيادة باتيستوتا.

لكن ما حدث كان واحدا من أكثر المواقف الصادمة في تاريخ الكرة بعد أن هزم الكولومبيون منتخب الأرجنتين العملاق في ملعبه بخماسية نظيفة.

لكن الأسطورة تقول أن الفريق الذي يذهب للمونديال وهو مرشح لأن يصبح الحصان الأسود لا يقدم المتوقع منه والأمثلة كثيرة.

النكسة

منتخب كولومبيا وقع في مجموعة سهلة نظريا مع الولايات المتحدة صاحبة الأرض ورومانيا وسويسرا.. كان من المنتظر أن يتصدر رفاق فالديراما وإسبريلا المجموعة لكن ما حدث أنهم خسروا المباراة الأولى أمام جورج هاجي ورفاقه في رومانيا بثلاثية مقابل هدف.

في المباراة الثانية خسر بهدفين مقابل هدف أمام الولايات المتحدة وهي التي سجل فيها إسكوبار هدفا عكسيا قبل أن يحقق فوزه الوحيد أمام سويسرا بهدفين نظيفين لكنه لم يكن كافيا للهروب من قاع المجموعة وتوديعها رسميا.

الاغتيال

بعد البطولة عاد إسكوبار إلى كولومبيا وقرر بعد أيام قليلة لم الخروج مع بعض أصدقائه وذهبوا إلى إحدى الحانات والتي تعرض فيها للسخرية من الناس بسبب هدفه وهو ما تقبله المدافع لكن بعضهم لم يكتف بالسخرية وطاردوه بعد أن خرج من الحانة ليستقل سيارته وهناك وقعت الحادثة.

4 أشخاص ظلوا يطاردوه ويلاحقوه بالانتقادات والاتهامات بالتسبب في خروج كولومبيا من المونديال حتى قرر أن يرحل هو بسيارته لكن الأمر كان قد زاد توترا ليخرج أحدهم مسدسا ويطلق 6 رصاصات قتلت إسكوبار الذي لم يصمد أكثر من 30 دقيقة بعد وصوله للمستشفى.

مقتل إسكوبار يؤمن الكثيرون أنه كان بسبب المراهنات، بعض الشهود أعطوا بيانات السيارة والتي كانت ملكا للشقيقين بيدرو وخوان جالون وهما من رجال العصابات وعملوا مع أشهر رجل عصابات وتاجر مخدرات في تاريخ أمريكا الجنوبية ربما.

بعد ذلك اعترف كارلوس مينوز أحد الحراس الشخصيين لهم بأنه من قتل إسكوبار لتتم معاقبته بالسجن 43 عاما قبل أن يتم تخفيضها لـ26 عاما ثم خرج بعد 11 عاما لحسن السير والسلوك.

هذه ليست النهاية.. الأقاويل في كولومبيا حول تورط الأشقاء جالون كثيرة للغاية بل ويقال أنهم دفعوا للنائب العام 3 ملايين دولار حتى يتم توجيه التهم للحارس الشخصي أقاويل أخرى تقول أنه لم يحدث اتفاق وأن النائب العام لم يجد أدلة كافية ضدهما.

لكن ما يثق فيه الجميع أن عائلة جالون كانت السبب في مقتل إسكوبار بعد أن دخلت في مراهنات كبيرة على المنتخب الكولومبي في المونديال.

التعليقات