كتب : عمر زعزوع | الإثنين، 13 أبريل 2015 - 15:45

يونايتد يفوز على الكبار.. فماذا فعل فان جال

هُزِمَ مانشستر يونايتد وخرج من الكأس على يد أرسنال، لم يقدم أداءً جيداً على الإطلاق، وبدأت جماهير النادي العريق تترقب بقلق ماذا سيكون مصير فريقهم الذي ينتظره جدول مباريات صعب في الدوري.

توتنام ثم ليفربول وبعدها يقابلون غريمهم سيتي، قبل الخروج إلى متصدر الدوري تشيلسي؛ اعتقد الكثيرون حينها أن حتى ضمان التأهل لدوري الأبطال قد يكون صعب المنال.

ولكن حدث تغيير ما، طرأ جديد على النادي لم يكن متوقعاً من قِبل جماهيره على الإطلاق، والبداية كانت مباراة التوتنام والتي انتهت بفوز يونايتد صاحب الأرض بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.

لويس فان جال، والذي قد تعرض لسيل شديد من الانتقادات بسبب إصراره في بداية الموسم على اللعب بثلاثة مدافعين ثم تغيير طريقته مرارا دون أن يصل إلى أسلوب أو تشكيل ثابت، يبدو أنه قد توصل أخيرا إلى المعادلة التي ظل يبحث عنها طويلا.

لم تكن عودة إلى اللعب بدياموند - و الذي شهدت الطريقة أفضل فترات يونايتد هذا الموسم - ولم يكن لأنخل دي ماريا دور هنا أيضا – عكس ما اقترحت في مقالة سابقة أن شرط عودة الشياطين هو اللعب بالأرجنتيني في مكانه الصحيح على طرف قلب وسط الملعب.

فيلاني واللعب إلى اليسار

منذ فوز يونايتد الرائع على توتنام وفان جال يلعب بطريقة واحدة هي 4-3-3، ولكنها ليست طريقة اللعب التي أدت إلى التحسن اللافت في أداء العملاق الإنجليزيٍ، وإنما تشكيل الفريق، والأهم أدوار اللاعبين داخل ذلك التشكيل.

شهدت التغييرات اللعب بدالي بليند كظهير أيسر (بعدما لعب كثيرا في وسط الملعب وأحيانا قلب الدفاع) مع تثبيت مايكل كاريك في مركز ارتكاز الوسط إلى جانب اللعب بماتا وآشلي يونج كجناح مهاجم.

سنتحدث كيف أحدث كل منهم تغييراً على أداء الفريق، لكن اكتشاف فان جال الأعظم حقيقةً كان مروان فيلاني في مركزه الجديد - تلك المنطقة بين الوسط و الهجوم في عمق الملعب إلى اليسار.

فتوتنام قد فشل تماماً في التعامل مع البلجيكي الدولي والذي تمركز بين خطوطهم الطولية ناحية اليسار خلف ارتكازهم الدفاعي.

هذا بخلاف استحواذ كامل ليونايتد ناحية اليسار، والتي أصبحت سمة لأداء الفريق في الفترة الأخيرة، فكلمة السر.. فيلاني.

يتميز لاعب إيفرتون السابق بطول فارع وقوة جسمانية ضخمة تعطي له الأفضلية في الكرات الهوائية والتي غالباً ما تنتهي بفوزه بها.

فيلاني

وإحصائيات اللاعب خير دليل على ذلك، فقبل مباراة السيتي كانت الأرقام تشير إلى أنه قد شارك في تسع كرة هوائية بمعدل كل 90 دقيقة لعبها هذا الموسم، ظفر بـ5.5 كرة منها – أي أكثر من النصف.

يُعد فيلاني أكثر لاعبي وسط ملعب الدوري الإنجليزي كسبا للكرات العالية المشتركة، فمن يتفوقون عليه هم مهاجمون كبيتر كراوتش، كريستيان بينتيكي، آشلي بارنس (بيرنلي) و جرازيانو بيليه (ساوثامبتون).

حتى أقرب لاعبي وسط الميدان كسبا للكرة من فيلاني هو لاعب كريستال بالاس مايل جديناك - 4.7 كرة كل 90 دقيقة.

فما يميز فيلاني حقاً هو أنه يكسب الكرات الهوائية من الوضع متحركاً؛ فحين تلعب له الكرة الـdiagonal من الظهير الأيمن فالنسيا تجد البلجيكي يجري مسرعاً نحو الكرة العالية ليكسبها ويعطيها لزميل له.

هذا أمر مختلف تماماً عن مدافع أو مهاجم يفوز بكرة في الهواء و ظهرة مواجه للمرمى؛ ما يقوم به فيلاني أصعب كثيراً.

والنتيجة كانت أكثر من رائعة، فقد تمكن البلجيكي من حسم معظم المواجهات لصالحه مع جوردن هندرسون في اللقاء الذي جمعهما معاً في فوز يونايتد 2-1 على ليفربول خارج الديار، مما أعطى الفريق الضيف أفضلية في وسط الملعب مكنته من السيطرة عليها خصوصاً في شوط المباراة الأول.

وكان لهذا الفضل أيضاً في هدف يونايتد الأول ضد غريمه سيتي، حينما تمكن فيلاني من الفوز على بابلو زاباليتا في الهواء قبل أن يقوم بليند بلعب العرضية ليونج ويسجل التعادل من داخل منطقة الجزاء.

فقدرة فيلاني في الهواء تعني ببساطة إستحواذ للكرة أينما وجد، سواء في قلب الملعب أو في مكانه الجديد إلى اليسار معطياً فريقه أفضلية كبيرة في تلك الجبهة.

هذا بخلاف إجادته للتمركز داخل منطقة الجزاء، ويمكنك أن تشاهد هدف يونايتد الثاني في شباك سيتي لترى كيف تخلى عن دوره في تكوين مثلث تمريرpassing triangle ناحية اليسار ليتسلل إلى داخل المنطقة ويعطي فريقه هدف التقدم في المباراة.

ماتا الجناح وكاريك المايسترو

التغيير الثاني والذي كان مفاجأةً لي في واقع الأمرهو اللعب بماتا كجناح مهاجم ناحية اليمين.

فأنا أتذكر جيداً حينما لعب فان جال بـ3-4-1-2 أو ال-4-4-2 "دياموند" في بداية الموسم، في محاولة للحفاظ على مثلث هجومي خطير مكون من فان بيرسي و روني في الأمام و من خلفهم ماتا.

فتجربة ماتا غير الناجحة ناحية اليمين في عهد ديفيد مويس جعلتنا جميعاً نعتقد إن السبيل الوحيد لإخراج أفضل ما لدى الإسباني هو اللعب به كصانع ألعاب في العمق، ولكنه عاد ليخذلنا جميعاً هذه المرة.

ماتا يدخل في أغلب الأوقات إلى داخل الملعب ليتحرك بين الخطوط و يعطي زيادة عددية في تلك المنطقة؛ فهو في نهاية الأمر من أكثر لاعبي يونايتد دقةً في التمرير، و لعل هدفه في شباك السيتي قد جاء بعد انطلاقة رائعة منه في القلب.

ولكنه لازال محتفظاً بخطورته على الجناح، وهناك أيضاً دليل على ذلك، فيكفيك أن تشاهد هدفيه ضد ليفربول لترى كيف دفع أصحاب الأرض ثمن فشل الظهير الجناح الأيسر ألبرتو مورينو في التعامل مع ماتا من ناحية اليمين.

وإلى جانب ماتا، يأتي استغلال بليند كظهير أيسر .. و الذي كان أحد أسباب استحواذ يونايتد ناحية اليسار بفضل تحركاته على الـoverlap.

لكن الهولندي الدولي - والذي لن ينسى أحد صناعته لهدف فان بيرسي ضد إسبانيا في كأس العالم - ليس أفضل من يتواجدون دفاعياً - ففي هذا الشأن، ينقصه بعض الأشياء.

يحتاج أن يقوى بدنياً أكثر من ذلك حتى يستطيع أن يتعامل مع من يتفوقون عنه جسمانياً، كما أن عدد المرات التي تغلب عليه فيها خيسوس نافاس كشفت عن نقصه للسرعة المطلوبة في هذا المركز.

ولكن هناك من يدير كل ذلك باقتدار من الخلف، فكاريك بخس حقة تماما في غمرة كل هذا، وهو من يتحكم في إيقاع لعب يونايتد بمنتهى البراعة.

يتمركز بشكل أكثر من رائع أمام خط دفاعه، دائماً ما "يفضي نفسه" لفتح زاوية للتمرير له، هذا إلى جانب تمريراته السريعة و الدقيقة إلى الأمام و التي بدونها ما استطاع الفريق أن يظهر بهذا الشكل مؤخراً.

هو يعلم متى يمرر إلى زميله بالعرض بهدف الإحتفاظ بالكرة، ومتى بِكُرة واحدة ينقل فريقه إلى الأمام - هذا إلى جانب نجاحه الفائق في مباراة ليفربول في التصدي ضد كلا من كوتينيو و لالانا واللذان سببا متاعبا كثيرة للاعبي ارتكاز وسط أندية الدوري بسبب دخولهما المتكرر بعمق الملعب.

فأحد أهم عوامل نجاح الفريق مؤخراً هو اكتشاف فان جال أن كاريك وبليند وماتا هم أفضل ممرريه، واستطاع المدرب باقتدار أن يجمعهم معاً في نفس التشكيل.

ووجود كاريك في الفريق أحد أهم أركان بناء لعب يونايتد السريع والمباشر إلى الأمام.

هناك أندير هريرا بالطبع، ويونج و ثنائي قلب دفاع يونايتد اللذان تحسنا بصورةٍ كبيرة بعد اكتسابهما للثقة مؤخراً.

لكن تلك التغييرات التي ذكرناها من قبل هي السبب الرئيسي في ظهور يونايتد بهذا الشكل، والذي بات الآن مرشحاً بقوة للتأهل إلى دوري الأبطال.

لمناقشتي عبر تويتر..

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات