كتب : علاء شاهين | الأربعاء، 07 أبريل 2004 - 00:00

لتذهب الأندية الى الجحيم

فى صحيفة الحياة اللندنية اليوم موضوع شيق عن الأزمات المالية التى تتعرض لها بعض الأندية الأوروبية الكبيرة حاليا بسبب تدنى مستوى نتائجها فى البطولات المحلية والقارية أو افلاس الشركات الراعية لها. وذكر التقرير ، الذى كتبه الزميل كمال حنا ، أن مانشستر يونايتد قد أنقذ موسمه "ماليا" بفوزه على الأرسنال فى نصف نهائى كأس انجلترا واقترابه من الفوز باللقب عقب خروج مبكر من دورى أبطال أوروبا وابتعاده عن المنافسة على الدورى الممتاز.

وتطرق التقرير الى احتمال تدنى أرباح عدد من الأندية الأخرى مثل اليوفنتوس الايطالى على خلفية ابتعاده عن المنافسة فى الدورى المحلى وخروجه من دورى الأبطال الأوروبى ، إضافة إلى نادى روما الذى دفع ثمن مواسمه المخيبة للآمال منذ عام 2001 ، وهو العام الذى شهد فوزه بلقب الدورى المحلى للمرة الأخيرة.

ما كتبه كمال حنا اليوم ، ذكره قبله جابريل ماركوتى الذى يكتب لصفحة كرة القدم على موقع شبكة سى.ان.ان الاخبارية الأمريكية ، وهو حذر مرارا من أن "طفرة" الأرباح المالية فى كرة القم قد ولت الى غير رجعة بسبب الانخفاض المتوقع فى عوائد النقل التليفزيونى (ثانى أهم مصادر دخل الأندية بعد ايرادات التذاكر) اعتبارا من الموسم القادم.

ماذا عنا نحن العرب؟ نفضل النوم بعد الظهر ، وهى عادة قد تكون جيدة ولكنها أخرتنا عن ركب التقدم وتركتنا فى عربات الدرجة الثالثة من قطار الحياة (نستحق مرتبة أسوأ ولكن هيئة سكك حديد النظام العالمى لم تبتدع واحدة بعد.)

ففى الوقت الذى يتحدث فيه الخبراء فى أوروبا عن اقتراب نهاية الطفرة المالية لأندية كرة القدم ، مازلنا نحن نبحث سبل تحقيق أرباح مالية من اللعبة ، تنازعنا فى ذلك لوائح بالية تمنع الأندية من الدخول فى أنشطة بغرض الربح فى وقت تتزايد فيه أسعار وأجور اللاعبين بصورة جنونية لا تتفق مع الايرادات التى تحققها الأندية .

ولكن من قال ان هذا جديد علينا او قاصر على كرة القدم فحسب. فهذا المثال فى الرياضة ينطبق على دخلونا عصر الحداثة فى الأدب فى الوقت الذى كان الغرب فيها يتحدث عن عصر "ما بعد الحداثة" ، وينطبق على أمور ومفاهيم أخرى كثيرة نسوق مبررات غريبة لتأخرنا فيها ، فهى إما "غير ملائمة لتقاليدنا" أو "محاولات تفرضها القوى الامبرالية المتغطرسة" فأصبحنا مثل حكومات بعض الدول الافريقية التى "تسرق بقرة من المواطن وتلقى باللائمة على الاستعمار الذى رحل منذ نصف قرن."

وأعود الى الرياضة لأقول إنه حتى عندما تولى على الدين هلال وزارة الشباب ، ومع حالة التفاؤل التى أحاطت تعيينه بوصفه رجلا أكاديميا سيحاول الاستعانة بخبراء فى التسويق الرياضى بعيدا عن العقليات الروتينية لموظفى الوزارة الذين اعتبرت واحدة منهم (وهى مسئولة كبيرة فى لجنة ملف مونديال 2010) أن وجود مندوب عن قناة الجزيرة الرياضية فى مؤتمر صحفى يستدعى ابلاغ الجهات الأمنية. حتى مع حالة التفاؤل تلك ، جاء تعيينه لعصام عبدالمنعم رئيسا مؤقتا لاتحاد كرة القدم بمثابة "هزة استفاقة" أعادتنا الى أرض الواقع.

عبد المنعم صاحب شخصية قوية ستعيد الانضباط المفقود لعدد من عناصر اللعبة وسيضع حدا لحالة الفوضى التى شهدها الاتحاد السابق ، ولكن حملته فى صحيفة الأهرام ضد مشاركة الأندية المصرية بدورى أبطال العرب أوضحت أن الجانب الاقتصادى للعبة "آخر همومه."

هو يرى أن الشركة المالكة للبطولة (ART) يجب أن تمنح التليفزيون المصرى حق اذاعة المباريات أرضيا ، ونادى بضرورة منع الأندية المصرية فى المشاركة فى حال اصرار الشركة على موقفها ، أى أنه اقترح علاج فشل التليفزيون والشركة فى التوصل لأى اتفاق بمعاقبة الأندية التى تحاول جاهدة ايجاد مصادر تمويل جديدة فجاءت لها المشاركة فى هذه البطولة (التى يبلغ مجموع جوائزها 5،3 مليون دولار أمريكى أى خمسة أضعاف جوائز دورى أبطال افريقيا) على طبق من ذهب.

لست أدافع عن ART فهى ، من وجهة نظرى ، لا تقدم أية خدمات اخبارية غير اذاعة المباريات وأفضل عليها قنوات مثل الجزيرة الرياضية وأبو ظبى ، ولكنى أقف فى صف اندية مثل الاسماعيلى الذى لا يحصل على دعم من الدولة وينفق ملايين الجنيهات سنويا على كرة القدم ، فى حين أن ايراداته لا تتجاوز المليونى جنيه.

"هذه البطولة تدر عملة صعبة علينا من الخارج سيتم انفاقها فى مصر..هو حد لاقى؟" هكذا رأى المهندس ابراهيم عثمان نائب رئيس الاسماعيلى فى تعليقه على قرار الاتحاد الأخير بمنع الدوليين من المشاركة فى البطولة ، وهو قرار نسبه عبد المنعم لرغبة ماركو تارديللى المدير الفنى لمنتخب مصر الذى ما كان ليجرؤ على التدخل فى ارتباطات الأندية الايطالية ، ولكنه يعلم أن احترام الجداول والمواعيد عندنا استثناء.

حتى الأهلى والزمالك ، أغنى أندية مصر ، بحاجة الى موارد بديل

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات