كتب : وليد الحسيني | الجمعة، 03 ديسمبر 2004 - 17:43

أزمة أخلاق

في الوقت الذي انشغل فيه الوسط الكروي بانتخابات النادي الاهلي التي ستجري فيه 17 ديسمبر الجاري يعيش اتحاد كرة القدم ازمة حقيقية بعد محاولات أنس الفقي وزير الشباب تأجيل انتخابات الاتحاد التي كان ستجري خلال الشهر الحالي لاسباب غير معلومة حتي الآن.

نجح وزير الشباب في تأجيل انتخابات اتحاد كرة القدم الي شهر ابريل المقبل بعد مخاطبة الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا" الا انه لم يكتف بذلك فقط ويسعي الان لمزيد من التأجيل لحين التوصل لمجموعة بعينها "علي المزاج" لأدارة اللعبة الشعبية الاولي بمصر لعدم قناعته بالمجموعة المرشحة حاليا خاصة الدهشوري حرب وسمير زاهر المرشحين للرئاسة.

اذا كان الفقي غير مقتنع بحرب وزاهر لإدارة اتحاد كرة القدم فهذا حقه ويوافقه في ذلك عدد غير قليل من المهتمين باللعبة ، إلا ان ذلك لا يعطيه الحق في تفصيل لوائح لمصلحة شخصيات اخري غير موجودين علي الساحة الكروية وهو ما يفعله الوزير حاليا ويبحث عن طرق اخري لتأجيل الانتخابات الا انه لن ينجح في ذلك بعد اصرار الفيفا علي ضرورة اجراء الانتخابات وتأكيده علي عدم التعامل مع أي اتحاد معين.

الازمة الحقيقية التي تعيشها كرة القدم المصرية طوال السنوات الماضية هي ازمة اخلاقية بالدرجة الاولي وليست ازمة فنية كما يعتقد البعض واذا كانت هناك شخصيات جديرة بالاحترام في الوسط الكروي – وهي موجودة ولكنها قليلة – فالمؤكد ان كرة القدم المصرية ستنهض بالشكل الذي يتلائم مع الامكانيات الفنية ، ولكن للاسف الشديد فأغلب القائمين علي ادارة كرة القدم المصرية طوال السنوات الاخيرة يبحثون عن مصالحهم الشخصية بالدرجة الاولي واخر ما ينظرون اليه هي كرة القدم.

الغريب ان وزير الشباب يؤكد دائما علي انه يبحث عن شخصيات محترمة لإدارة كرة القدم المصرية وانه لن يترك الاشخاص الذين اداروها في السنوات الاخيرة يستمرون داخل الوسط الكروي وهو توجه سليم تماما ولكن تصرفاته لا توحي بذلك ، فعلى سبيل المثال يعتبر انس الوزير ان هاني ابو ريدة عضو مجلس ادارة الاتحاد المعين وعضو مجلس الادارة المنتخب السابق وهو احد هذه الشخصيات في الوقت الذي كان فيه ابوريده ضمن المجموعة التي عملت في ملف مصر لتنظيم كاس العالم 2010 وحقق فشلا ذريعا في مهامه ، بل إن الوزير اختار أبو ريدة ليكون رئيس اللجنة العليا المنظمة لبطولة كأس الامم الافريقية ولم يقل للرأي العام ما هي معايير اختياره لدرجة ان أبو ريدة أصبح أحد مفاتيح اللعبة في مصر.

نتفق مع وزير الشباب بأن اغلب المرشحين لأنتخابات اتحاد الكرة عليهم شبهات ويسعون من خلال وجودهم في اتحاد الكرة للتربح ولا يصلحون لإدارة اللعبة ولكن في نفس الوقت ما هي البدائل التي وضعها الوزير امام الرأي العام وهو ما يجب ان يخرج به الوزير بدلا من حالة اللغط التي يعيشها الوسط الكروي ولكن لابد وان تكون تلك البدائل بعيدا عن الانتخابات الموجه التي يدرسها الوزير حاليا لان كرة القدم المصرية لا تتحمل مزيدا من اهدار امكانياتها.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات