كتب : جلاء جاب الله | الجمعة، 24 ديسمبر 2004 - 18:12

من جوزيه لكابرال .. يا قلب لا تحزن!

هل يستحق الأهلي صدارة الدوري منفردا وبهذا الفارق الكبير في نهاية القسم الأول؟ الإجابة المنطقية والواقعية "نعم" ، فالأهلي يستحق الفوز بالدرع هذا الموسم لأنه الأفضل واستعد جيدا للموسم ، ونجح في ترجمة كل الظروف المهيئة ليستعيد الدرع الذي غاب وليؤكد مكانته كناد للقرن ، ولكن يبقى سؤال ملح : هل يستحق جوزيه أن يكون في المقدمة؟

المدرب البرتغالي جوزيه مدرب جيد ومميز ومن يقول غير ذلك يكون غير محايد ، ولكنه في نفس الوقت ليس الأفضل ولم يضع بصمة خاصة به حتى الآن ، وبرغم أنه ليس جديدا على الأهلي أو على الكرة المصرية ، فإنه لم يستطع أن يقدم نفسه بصفته المدرب رقم "1"حتى لو كان مدرب الفريق رقم "1" حتى الآن.

من يتابع مباريات الأهلي الأخيرة يجد أن كل الفرق بلا استثناء تواجه الفريق بطرق دفاعية بحتة وتضع مفاتيح اللعب تحت المراقبة وتلعب بخطوط دفاعية متتالية للحد من خطورة الفريق ومواجهتة بكل أسلحة الدفاع المشروعة وغير المشروعة ، وهذا ليس عيبا ، برغم أن جوزيه انتقد مدربي الفرق التي تلجأ لهذه الطرق الدفاعية البحتة ، إلا أنني أجد للمدربين كل العذر لأنهم يبحثون عن تعادل على الأقل في مواجهة فريق قوي يضم عددا من اللاعبين المميزين.

وأمام هذا الضغط الدفاعي من الخصوم : ماذا فعل جوزيه؟ لم يفعل شيئا ، وفشل في فك طلاسم الدفاعات المستحكمة للخصوم أيا كانت أسماؤهم ولم يستطع اكتشاف البدائل المناسبة لتحقيق الفوز برغم هذه الدفاعات! .. ستقول : كيف ذلك والفريق في الصدارة وحده وبفارق 12 نقطة عن الزمالك في المركز الثاني؟ وأقول لك : "هل تابعت المباريات الأخيرة للأهلي؟ ما رأيك أنت؟ وهل كانت أهداف الفوز في كل مباراة ناتجة عن جهد خططي وتكتيكي للمدرب في محاولاته فك طلاسم دفاعات الخصوم"؟

في المباريات الست الأخيرة فاز الأهلي في الدوري على إنبي 2ــ1 وعلى طلائع الجيش 1ـ 0 وعلى حرس الحدود 2ــ 1 وعلى الإسماعيلي 1ــ 0 وعلى غزل المحلة 1ـ 0 وخسر أمام المحلة في الكأس بالضربات الترجيحية ، ومن الواضح طبعا أن الفريق لم يفز بفارق أكثر من هدف واحد وبصعوبة بالغة ، ومن يتذكر تلك الأهداف سيجد أن هدف الفوز على غزل المحلة جاء بضربة جزاء مشكوك في صحتها ، وهدف محمد شوقي في مرمى الإسماعيلي كان بالصدفة ، حيث وجد اللاعب الكرة تصطدم بقدمه وتدخل المرمى ، وفي مباراة حرس الحدود جاء هدف الفوز من ضربة جزاء ظالمة ، وهكذا فشل جوزيه في الفوز إلا من خلال ضربات الجزاء أو بالصدفة في معظم هذه المباريات.

ولعلنا بالمتابعة البسيطة والعادية نكتشف أن غياب محمد بركات وجلبرتو وعماد النحاس ويضاف إليهم محمد أبو تريكة يمثل مشكلة حقيقية يعاني منها الأهلي ، صحيح أن الرباعي متميز ولا غنى عنه ولكن : ما هي مهمة الجهاز الفني في ظل وجود هذه المجموعة المتميزة من اللاعبين الذين حرص الأهلي على ضمهم وأقام الدنيا ولم يقعدها من أجلهم مثل إسلام الشاطر ومحمد عبد الوهاب ورامي عادل؟ فماذا فعل جوزيه في مواجهة تلك المشكلة؟

البرازيلي كابرال ليس أفضل أداء من جوزيه ولم يستطع حتى الآن أن يقدم أوراق اعتماده الحقيقية مهما كانت نتائج الفريق وانتصاراته حتى الآن ، فبعد إقالة ستيبي تولى أحمد رمزي المسئولية الفنية للفريق ، وكان كل ما فعله أنه أعاد ترتيب أوراق الفريق ولعب بثلاثة لاعبين في الدفاع بالاعتماد على ليبرو ، وأعاد الروح المعنوية الضائعة للاعبيه فحقق الفوز بجدارة مرتين وعندما جاء كابرال لم يقدم جديدا ولم نلمس شيئا يستحق الذكر حتى الآن ولم تكن انتصاراته نتيجة جهد له بل لعبت ضربات الجزاء المشكوك جدا في صحتها دورا غير عادي لصالح نتائج الفريق.

وعندما رحل كابرال عن الزمالك كان في قمة تألقه ونجح في نسج قميص زملكاوي خاص ومتميز ، لكنه هذه المرة ما زال تائها ويبدو أنه لا يملك جديدا ليقدمه.

.. ومن جوزيه لكابرال : يا قلبُ لا تحزن .. وكله عند العرب تدريب ومدير فني!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات