كتب : محمد سيف | الجمعة، 03 فبراير 2006 - 22:40

يا بخت من بكاني..!

فعلها الفراعنة عن جدارة وتأهلوا إلى قبل النهائي على حساب المنتخب الكونجولي المكافح ومدربه الفرنسي المجتهد كلود لوروا ، وهاهو الحلم يقترب من التحقق خطوة بخطوة ، فقط إذا توخينا الحذر في بعض النقاط الهامة التي قد تعرقل الحلم المصري الكبير ، خاصة وأن المنتخب السنغالي - رغم عدم إقناعه - أفضل كثيرا من الكونجو ، وتبقى "أسود التيرانجا" بأنيابها الحادة خطرا ينبغي الحذر منه.

فمنتخبنا الحبيب حقق الفوز بالفعل وبنتيجة كبيرة للغاية بالنسبة لمباراة في دور الثمانية لبطولة قارية مثل كأس الأمم الأفريقية ، لكن دعونا نعترف بأن أداءنا في المباراة لم يتناسب مع النتيجة ، وأن لولا تواضع مستوى المنافس لكنا عانينا كثيرا من أجل تحقيق نتيجة تفرح الجمهور المصري الرائع الذي يبقى اليوم وأمس وغدا الأب الأول للانتصار المصري.

وقعنا في الكثير من الأخطاء أمام الكونجو ، وكان أداؤنا على المستوى التكتيكي ضعيفا ، مثل معظم مبارياتنا في البطولة ، ولكني لا أكتب هذه المقالة لكي "أقطع في فروة" حسن شحاتة مثلما رد البعض على مقالي الأخير ، ولكن لأن دوري وزملائي هنا التحليل لا التهليل ، وأظن أنه من واجبي أن أشير إلى الأخطاء عندما أراها ، بل إن سكوتي عليها من أجل الاستمتاع بنشوة الفوز نوع من أنواع خداع النفس وهذا ما لا أقبله أبدا ، وقديما قال المثل "يا بخت من بكاني وبكى علي..".

فالمشاركة بثلاثة رؤوس حربة في بداية المباراة دون وجود صانع ألعاب كانت خطئا تكتيكيا أرك الجميع بمن فيهم رؤوس الحربة الثلاث ، والذي حاول كل منهم النزول إلى وسط الملعب من أجل استلام الكرة ولعب دور صانع الألعاب بنفسه ، وهو ما تسبب في اختفاء عماد متعب تماما في الشوط الأول ، ولم يبدأ في الظهور إلا بعد خروج حسام حسن الذي أدى المطلوب منه وزيادة.

ولعدم وجود صانع ألعاب حقيقي فشل المنتخب المصري في تشكيل هجمات خطرة على مرمى الكونجو قبل الهدف الأول الذي جاء من ركلة جزاء بمجهود فردي من عمرو زكي بعد تمريرة أحمد حسن البينية ، وجاء من بعده الهدف الثاني وهو الهدف الوحيد الملعوب في هذه المباراة بخبرة 39 سنة حسام حسن ، الذي تألق في المباراة وخيب ظنوني ، وإن كنت أفضل أن تكون مشاركته في الشوط الثاني لأسباب تكتيكية.

وكان من الأفضل لأداء منتخب مصر في المباراة أن يلعب شحاتة بطريقته المعتادة بلاعبي ارتكاز ومن أمامهم صانع ألعاب حقيقي ، إما أن يكون محمد بركات أو أحمد حسن ، لأن ذلك كان كفيلا بمعادلة التفوق العديد للاعبي الكونجو في وسط الملعب والخروج بأداء أفضل.

لكن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه شحاتة - ربما لرغبته في تحقيق أكبر قدر من المباغتة - هو تغييره الكامل لطريقة لعبه في المحاضرة الأخيرة قبل ساعة واحدة من بداية المباراة عندما أعلن التشكيل ، فذلك تسبب في إرباك شديد لجميع لاعبي خطي الوسط والهجوم نظرا لأن أي منهم لم يتدرب على الطريقة الجديدة ، ويكفي أنني كنت أتحدث إلى أحد لاعبي المنتخب قبل بداية المباراة بساعتين وسألته عن التشكيل وطريقة اللعب فأكد أن المنتخب سيلعب بنفس الطريقة التي لعب بها مبارياته السابقة مع التعديل الذي أعلن عنه في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل المباراة.

عموما لا أعتقد أن شحاتة سيلعب بنفس الطريقة أمام السنغال ، أولا لعودة محمد أبو تريكة من الإيقاف ، وثانيا لعودة أحمد حسام "ميدو" من الإصابة ، وثالثا لأن المنتخب السنغالي ليس الكونجو على الإطلاق ، بل يمتلك العديد من الـ"لوا لوا"ليين.

وبالنسبة للتغييرات التي أجراها المنتخب المصري لم تغير كثيرا من الأداء ، لأن حسن مصطفى لعب في الوقت الذي زاد الكونجوليون من ضغوطهم على الجانبين الأيمن والأيسر ، كما أن التغييرين الثانيين كانا للتنشيط بعد الدفع بعبد الحليم علي بدلا من عمرو زكي ومحمد عبد الوهاب بدلا من طارق السيد.

وإحقاقا للحق ، فإن منتخب الكونجو كان يستحق الخروج بنتيجة أفضل على الهجوم لأنه شكل خطورة حقيقية على مرمى الحضري بسبب الأخطاء الدفاعية في التمركز لاسيما داخل منطقة الجزاء ، ولولا نقص خبرة لاعبيه واعتمادهم على لاعب واحد هو لوا لوا لاختلفت النتيجة تماما ، لكنه النتيجة عادلة من الجهة الدفاعية للكونجوليين الذين يعانون من عدم وجود ثقافة دفاعية صحيحة.

ملاحظات سريعة :

• الزميل خالد طلعت قال إنه يشم رياح بوركينا فاسو تهب على البطولة الحالية ، وأنا أوافقه تماما في ذلك ، لكن تبقى المشكلة في طرف المباراة النهائية ، لأن جنوب أفريقيا خرجت من زمان.

• محمد شوقي أفلت من البطاقة الحمراء للمباراة الرابعة على التوالي ، لحد إمتى ستظل تسلم الجرة؟!

• ربما أكون متحيزا لأحمد حسن ، لكن عندما أختاره البولندي يانوش فوينك مدرب سوريا السابق

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات