كتب : أحمد عز الدين | الإثنين، 23 يونيو 2008 - 20:55

"اللي ملهومش فيها" في يورو 2008

أصعب ما في التشجيع التنبؤ بخسارة فريقك ثقة في ضعف المدرب والأسوأ أن تصدق توقعاتك، وفي يورو 2008 عانت إيطاليا وفرنسا وهولندا من مدربين "ملهومش فيها".

قبل التقطيع في كل مدرب على حدة، يجب الإشارة إلى أن إيطاليا قدمت نموذجا سلبيا في تلك البطولة ومعها العديد من الفرق الكبرى مثل فرنسا والتشيك وغيرهم، لكن..

النظر على أن لقاء إسبانيا هو صورة للكرة الإيطالية ليس دقيقا، فنسخة 2006 من الأتزوري قدمت مستوى راق مزج بين الإمتاع والفاعلية تماما مثل فرنسا "زيدان".

حسابيا بيرلو كان أكثر من صنع فرصا في كأس العالم وتوتي صاحب أكثر تمريرات صحيحة.. كل مهاجم في القائمة سجل بل وأيضا كل المدافعين باستثناء فابيو كانافارو.

بمعنى أن لكل بلد أسلوبه لأن تلك متعة الكرة، لكني أؤكد أن الطريقة الإيطالية التي تمزج الدفاع بالفاعلية "ماركة ليبي" هي الأصل، في حين نسخة إسبانيا "تقليد".

روبرتو دونادوني

ثلاث مباريات خلال مرحلة المجموعات تغير فيها شكل المنتخب الإيطالي من منظور التشكيل والنجاح، فلم نتمكن من الحكم على دونادوني وانتظر الجميع لقاء إسبانيا.

نقص خبرة دونادوني قتل المنتخب الإيطالي، فالمدرب الشاب لم يعرف متى يهاجم وكيف يغامر من دون خسائر.. افتقد للمغامرة والحس الفني فخسر المعركة من بدايتها.

ما يدلل على ذلك هو أن دونادوني احتاج لخسارة وتعادل حتى يصل للهيكل المناسب الذي يشمل أندريا بيرلو ودانيلي دي روسي وجينارو جاتوزو وسيموني بيروتا.

ولم يكن تغيير دونادوني لمساند لوكا توني ثلاث مرات بدافع خططي بل خضوع للإعلام، دي نتالي وديل بييرو قدما مردود طيب، ودفعا ثمن الحيرة وليس الإخفاق.

دونادوني لم ينضج بعد كمدير فني وإيطاليا قد تندم لو أبقته حتى كأس العالم، عليه أولا تدريب نادي ليعمل يوميا ويتطور حتى يصل للمستوى الذي يؤهله لتدريب الأتزوري.

ريمون دومينيك

وصول الديوك لأبعد من الدور الأول لم يكن منطقيا في ظل الأداء الذي ظهر عليه الفريق خلال مبارياته الثلاث والذي جمع كل عوامل الفشل.

فخططيا لم تشهد مباراة إيطاليا فرصة من هجمة منظمة ما يثبت أن دومينيك ليس مديرا فنيا مبدعا بل هو مجرد مدرب يمكنه المساعدة في قياس معدلات لاعبيه البدنية.

استخدم دومينيك طريقة فرنسا العادية، لكنه لم يفطن إلى غياب زين الدين زيدان ولم يدرك أن فريقه بحاجة لتغير طريقة 2006 لينجح في 2008.

وتأتي قصة القائمة الفرنسية التي امتلكت العديد من مقومات النجاح، لكن المباريات أثبتت أن حسابات دومينيك اعتمدت على الأسماء وليس العطاء.

ديفيد تريزيجيه وماتيو فلاميني وفيليب مكسيس وباكاري سانيا أسماء كان وجودها مهم مع المنتخب من على مقاعد البدلاء، تحسبا لأحداث مر بها فعلا الديوك خلال البطولة.

حين تخوف دومينيك من مستوى تورام لم يجد أمامه سوى إريك أبيدال الذي لا يملك مقومات قلب الدفاع الأساسية، فكانت كل كرة إيطالية في العمق تقسم خط فرنسا الخلفي.

ولن أتحدث عن مستوى نيكولاس أنيلكا وجوفو، أو أتصور وجه تريزيجيه وهو يشاهد بلاده بلا أي خطورة على مرمى الخصم برغم سيطرتها الكاملة على المجريات.

ماركو فان باستن

لم أصدق عيني حين رأيت فان باستن يسحق إيطاليا وفرنسا بأداء مبهر، التغييرات ممتازة والتوقيتات رائعة، لكن مباراة روسيا أعادت لي ثقتي في حكمي.

سر اعتقادي بأن فان باستن "ملوش فيها" تجربة كأس العالم والتي برغم أنها شهدت جيل جديد للكرة الهولندية بفضله، لكنها أيضا شهدت ضعف غير عادي في تعامله مع المباريات.

وأذكر حتى الآن تغييره بإشراك ديرك كاوت على حساب رود فان نيستلروي حين كانت بلاده متأخرة أمام البرتغال.

فان باستن وقف ساكنا أمام روسيا وأخفق في السيطرة على منافسه دفاعا وهجوما، ليس لنقص خبرة ولكن لعجز في قراءة المباراة على عكس ما كان عليه أمام إيطاليا وفرنسا.

فالدفع بلاعب لا يملك أي خبرة وهولندا خاسرة، رغم وجود آريين روبن وكلاس يان هونتلار على مقاعد البدلاء كان له مفعول السحر في تفوق روسيا دفاعيا.

وفكرة منح لاعب الارتكاز الدفاعي واجبات هجومية ونظيره الهجومي واجبات دفاعية، كلف الفريق نقصا عدديا في الهجوم وضعف في قطع الكرات في الدفاع.

وأن يفعل لاعب واحد مثل أندريا أرشافين كل هذه الفوضى في الدفاع من دون تدخل المدرب، يدلل على مدى نجاح فان باستن في قراءة المباراة.

أخيرا فإن يورو 2008 أكدت أن اجتماع نجوم العالم في قائمة واحدة بلا مدرب جيد لا يساوي شيئا، بينما وجود عقل مثل جوس هيدينك قد يجع

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات