كتب : أحمد عز الدين | السبت، 13 سبتمبر 2008 - 21:38

مقامرة فيرجسون

انجرف أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد وراء تفوق فريقه في بداية لقاء ليفربول، فسقط في فخ مضيفه الذي استفاد من غرور الشياطين فنجح في صعقهم.

يمكن تلخيص المباراة في مرحلتين، الأولى مع انطلاقتها حين تفوق مانشستر على أصحاب الأرض بفضل اختيارات فيرجسون وشجاعته في مباغتة ليفر وسط جماهيره.

الثانية حين لم يكتف فيرجسون بما حققه من أرباح، وقامر على باقي المباراة مستمرا في الهجوم بلا واقعية، فانقض عليه المدير الفني الإسباني رافايل بينيتث وسلبه ما يملك.

الشوط الأول

فطن فيرجسون إلى أن ليفربول سيدخل اللقاء بلا أنياب لغياب ستيفن جيرارد وفرناندو توريس، فقرر الاستفادة من ذلك بالدفع بثلاثة مهاجمين لضغط الحمر وإرباكهم.

اشترك واين روني أقصى يمين الملعب لضغط فابيو أوريليو، وشدد فيرجسون على ظهير مانشستر الأيمن ويس براون بألا يتقدم كثيرا، فنجح في قيد حركة ألبرت رييرا.

ولعب كارلوس تيفيز على حدود منطقة ليفر اليسرى تاركا مساحة للمغامر الفرنسي باتريس إيفرا ليتحرك من خلفه، ما سبب صداعا في رأس الظهير الأيمن ألفارو أربيلوا.

ما سقط فيه مانشستر، أن وجود ثلاثة مهاجمين يتطلب اللعب بدفاع خطي متقدم (High Back Line) ما لا يمكن تطبيقه لـ90 دقيقة كاملة نظرا لأن ليفربول ليس فريقا هينا.

مانشستر نجح مع بداية المباراة في ضغط ليفربول، لكن مع تعديلات رافايل بينيتث على واجبات لاعبيه بدأ دفاع مانشستر في التراجع فانعزل هجوم يونايتد عن باقي الفريق.

بينيتث أبدع في قراءة المباراة، وظهر ذلك حين كلف ديرك كاوت بترك منصبه والعودة لمنتصف الملعب، ما أهدى ليفربول عنصرا إضافيا أثقل جيب الحمر أمام مانشستر.

عودة كاوت منحت شابي ألونسو الفرصة لمساندة أوريليو يسارا، فماتت خطورة روني وبات الظهير البرازيلي قادرا على الهجوم ليساند رييرا مشكلان ثنائيا رائعا.

بالمثل فإن ميل مهاجم ليفربول روبي كين للجانب الأيمن من الملعب، ليشكل ثنائيا مع يوسي بنايون ضرب دفاع مانشستر المتقدم وأظهره عاري الغطاء وسهل الاختراق.

نتج عن ذلك تراجع دفاع مانشستر، وفي كل مرة كان يلجأ فيها ريو فرديناند ونمنيا فيديتش للتمرير الخلفي إلى الحارس كان ليفربول يكسب أرضا في المعركة.

كان على فيرجسون وقتها، تحريك برباتوف لليمين وإدخال روني للعمق، كون الأخير أقدر على الرجوع للمنتصف ومسك الكرة بشكل إيجابي يقلل من سرعة إيقاع ليفربول.

وقتها، كان مانشستر سيحصل على فرصة اللعب العرضي ومنح الثقة مجددا لدفاعه حتى يتقدم من جديد ويبدأ فصلا جديدا من الضغط على ليفربول ومحاصرته.

عدم حدوث ذلك تسبب في خسارة مانشستر للكرة سريعا وسط كثافة ليفربول العددية وتفوق كاوت وخافيير ماسكيرانو في قطع هجمات الضيوف، فلم يهنأ الشياطين بالتقدم.

الشوط الثاني

الأزمة الأكبر كانت في الشوط الثاني، إذ أن فيرجسون زاد الطين بلة بتغييراته الهجومية، فإشراك ريان جيجز وناني بدل بول سكولز وكاريك سهل مهمة ليفر كثيرا.

استبعدت تغييرات فيرجسون العناصر القادرة على قطع هجمات ليفربول، فظهر تساؤلا يفسر انهيار مانشستر في شوط المباراة الثاني.

طالما خرج كاريك وسكولز وأندرسون، إذن فمن سيمنح الكرة لهجوم مانشستر ليستفيد من وجود خمسة عناصر مهارية في صفوفه؟

وفي المقابل، فإن اشتراك الهولندي ريان بابل بدلا من رييرا جاء نموذجيا، إذ أن روني كان يحاول الضغط على ليفربول، فترك براون وحيدا أمام لاعب بكامل طاقته.

كما أن الدفع بستيفن جيرارد بدلا من بنايون زاد قوة وسط ليفربول، فأراح دفاع الحمر من التقدم فباتوا أكثر تركيزا في التعامل مع برباتوف وأعوانه.

مارس بينيتث عادته حين يتعامل مع المباريات بطريقة الكؤوس، فقلب مجريات المباراة لصالح فريقه، وأثمرت تغييراته وتوقيتاتها في انتزاع ما بدا بعيدا في بداية اللقاء.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات