الرابحون والخاسرون في كأس القارات

الأحد، 28 يونيو 2009 - 23:39

كتب : نصري عصمت

مصر عادت بنتائج تاريخية وأمريكا بمركز رائع

بحسابات المكسب والخسارة يمكن لمنتخبات مصر ونيوزلندا وأمريكا الاحتفال بما حققته في كأس القارات فيما تسببت البطولة في إلحاق خسائر بأربعة منتخبات على رأسها جنوب إفريقيا.

دخلت ثمانية منتخبات بطولة كأس العالم للقارات ولكل منها ولمدربيها أهداف ليست بالضرورة هي الفوز باللقب.

وبالتالي إذا كان الترتيب الرسمي للبطولة محدد بأسماء من اعتلوا منصة التتويج فالمؤكد أن حسابات الربح والخسارة تختلف طبقا لموقف كل فريق محليا وقاريا.

ويستعرض FilGoal.com ما قدمته المنتخبات الثمانية وفقا لحساباتها الخاصة بتقديم أربعة رابحين من المشاركة وأربعة خاسرين بالترتيب من الأول حتى الثامن.

أولا الرابحون بالترتيب

أمريكا :قدم المنتخب الأمريكي واحدا من أروع عروضه على المستوى الدولي واحتل المركز الثاني في بطولة دولية وهو إنجاز يفوق بلوغه دور الثمانية من كأس العالم عام 2002.

وتمثل إنجاز الأمريكيين في تحويل خسائرهم الرقمية والنفسية أمام البرازيل وإيطاليا إلى أداء رائع وشحنة معنوية هائلة أمام مصر ثم إسبانيا ولعبوا مباراة نهائية ممتازة دفعت ظهور البرازيليين إلى حائط طوال اللقاء.

وهذه العروض تحديدا هي ما كان يحلم به مدربهم بوب برادلي قبل البطولة التي دخلها بخسارة مفاجئة في تصفيات كأس العالم، وسيعود لاعبوه إلى التصفيات أكثر قوة وتجانسا وثقة في أنفسهم.

البرازيل :

حتى الدقيقة 74 من عمر المباراة النهائية كان الفريق من الخاسرين لأن جماهير السليساو لا تقبل الخسارة خصوصا من منافس أقل كثيرا من منتخب بلادهم العريق.

لكن رجال دونجا أثبتوا أنهم الأكثر ثباتا بين المنتخبات العالمية حاليا وفاز المدرب الشاب ببطولته الكبرى الثانيةليضع نفسه على رأس المرشحين للتويج بلقب كأس العالم.

نيوزلندا :

بالرغم النتائج السلبية واحتلال قاع المجموعة الأولى لكن أبناء المدرب ريكي هيربرت نجحوا في حصد أول نقطة في تاريخهم في بطولة عالمية بالتعادل مع العراق.

وشارك النيوزلنديون في نسختين سابقتين من كأس القارات وفي بطولة كأس العالم في إسبانيا عام 1982 ولعبوا تسع مباريات خسروها كلها.

والأهم من النقطة أن التعادل جاء أمام بطل قارة آسيا التي تلعب نيوزلندا ضد فريق منها في تصفيات كأس العالم حيث يلعب بطل أوقيانوسيا ضد الفائز من السعودية والبحرين في ملحق التصفيات الأسيوية، وهي المواجهة الأهم لدى الفريق حسب تصريحات مدربه.

مصر:

دخل الفراعنة هذه البطولة بجرح الخسارة المؤلمة من الجزائر ووسط حملة تشكيك هائلة في قدرات اللاعبين ومعلمهم حسن شحاتة لكن المكسب الوحيد في هذه البطولة كان الأداء المميز أمام البرازيل والنتيجة التاريخية أمام إيطاليا.

ورغم أن المباراة الثالثة عكرت مزاج المصريين بخسارة بثلاثية أمام أمريكا لكن يستطيع المصريون استحضار روح مبارتي السامبا والأوتزوري في لقاءاتهم المقبلة في تصفيات كأس العالم.

وبالمقارنة مع حال الفريق قبل البطولة وبعدها تقدم الفراعنة خطوات إيجابية ولو قليلة نفسيا قبل مواجهة رواندا في تصفيات المونديال.

ثانيا : الخاسرون بترتيب الأفضل فالأسوأ

إسبانيا :

رغم احتلال المركز الثالث في البطولة إلا أن الإسبان لن يشعرون بالرضا بالتراجع عن المركز الأول الذي احتلوه في بطولة أوروبا عام 2008.

وجاءت مباراة إسبانيا مع أمريكا لتزعج الإسبان الذين فازوا بكل لقاءتهم الدور الأول لكنهم فشلوا تماما في التعامل مع الأمريكان بدنيا وفنيا.

وكانت وسائل الإعلام الإسبانية تأمل مواجهة منتخبات في حجم إيطاليا والبرازيل لمقارنة فريقها المرشح للمنافسة على لقب كأس العالم لكن لقاء أمريكا الأخير والهدفين اللذين تلقتهما شباك كاسياس من جنوب إفريقيا في لقاء المركزين الثالث والرابع كشفوا عن مشكلات تحتاج للعلاج.

العراق :

واصل المنتخب العربي نتائجه السلبية بعد تتويجه بكأس الأمم الأسيوية رغم امتلاكه عناصر مميزة على المستوى الفردي.

العراق قدم مباراتين دفاعيتين جيدتين أمام جنوب إفريقيا وإسبانيا لكنه فشل في استغلال الفرصة والفوز على منتخب نيوزلندا الضعيف ليودع البطولة من دون التسجيل طوال 270 دقيقة.

إيطاليا :

تعرض بطل العالم لضربات موجعة كانت الأولى على يد منتخب مصر بالخسارة أمامه بهدف نظيف وبأداء متوسط لا يرق مطلقا للصورة التي ظهر بها الفريق عام 2006 في المونديال أو حتى عام 2008 تحت قيادة مديره الفني السابق دونادوني.

وجاءت اللطمة الثانية أمام البرازيل التي طالما عانت أما دفاع إيطاليا القوي عبر العقود الماضية لكن السليساو اكتفى بثلاثية في الشوط الأول أطاحت بإيطاليا التي عجزت حتى عن تسجيل هدف يصعد بها للدور الثاني.

ولم يطالي الإعلام الإيطالي بإقالة مارتشيللو ليبي المدير الفني للفريق وذلك استنادا لرصيده في قيادة البلاد إلى كأس العالم قبل ثلاث سنوات لكن الهجوم كان منصبا على أسلوب لعبه وعلى لاعبيه الذين وصفتهم الصحافة "براقصات الاستربتيز والعجائز" .. وربما يكون درس كأس القارات تنبيها قاسيا قبل المونديال الذي لم تتأهل له إيطاليا بعد.

جنوب إفريقيا :

على المستوى الكروي لعبت خمسة لقاءات فشلت في التسجيل في ثلاثة منها رغم إقامة البطولة أمام جماهيرها وجاء تأهلها إلى الدور قبل النهائي بفضل تعثر العراق وليس لتقديم أداء مقنع في المجموعة الأولى الأسهل كثيرا من الثانية.

ويكشف مستوى جنوب إفريقيا عن إمكانية خروجها من الدور الأول في المونديال.

وعلى المستوى التنظيمي كان الأداء أكثر سوءا في أول بروفة حقيقة لمونديال 2010، فتعرضت بعثات مصر والبرازيل إلى حوادث سرقة بالإضافة إلى حوادث متفرقة تعرض لها المشجعون والإعلاميون، كما هاجمت صحافتها المحلية لاعبو منتخب مصر دون سند أو دليل وهو ما دفع وسائل الإعلام العالمية للتساؤل "كيف يستضيف هذا البلد 450 ألف مشجع العام المقبل؟".

وأثار الغياب الجماهيري عن المباريات سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وقال "توزيع التذاكر بالمجان ليس من سياسات الفيفا لكننا نشجع الفقراء على مشاهدة كرة القدم".

التعليقات