كتب : أحمد سعيد | الخميس، 27 مايو 2010 - 01:15

اللعب في الأساسات!

أي مهندس يعرف أن بإمكانه ابتكار تغييرات في الدهانات، في الإضاءة، أو في الديكور ولكنه يعلم علم اليقين أن أي تغييرات أو اختراعات في الأسمنت وحديد التسليح سينتج عنها وقوع العمارة فوق رأسه هو والسكان!

المدير الفني أيضا تنطبق عليه القاعدة نفسها. قد يستطيع إجراء تغيير مجنون على أحد الجناحين، أو يدفع بمهاجم كصانع ألعاب، أو يجرب لاعب وسط صريح في مركز رأس الحربة .. لا مشكلة في كل ما سبق، لأنه إذا لم يؤت ثماره، لن يتسبب في ضرر شديد.

ولكن المقامرة في مركز لاعب الارتكاز، تشبه تماما حالة "اللعب في الأساسات" السابق ذكرها، والتي لن يكون لها نتيجة سوى الانهيار.

حسام حسن يبدو أنه لم يكن مدركا لهذه القاعدة، إلا أنه بالتأكيد تعلمها بأسلوب قاس أمام الأهلي.

نعم خسر الزمالك إبراهيم صلاح بعد ربع ساعة، وهو لاعب الوسط المدافع الأساسي، صاحب المجهود الكبير، والذي يستطيع التغطية على الجناحين المتقدمين، والضغط على صانع ألعاب الفريق المنافس.

إنها خسارة فادحة بلا شك، إلا أنها لا تبرر أبدا قرار حسام حسن بدخول صبري رحيل بدلا منه، فيما كان يجلس بجواره لاعب يجيد هذا المركز تماما، ولعب فيه عشرات المباريات.

لماذا يدخل رحيل في مركز بهذه الحساسية، لم يلعب فيه من قبل، في الوقت الذي كان ينتظر هاني سعيد الدعوة لدخول الملعب؟ وإذا كان مدرب الزمالك لا يثق فيه، لماذا وضعه بجواره على الخط من الأساس؟

سؤال آخر: حينما استقر حسام حسن على القائمة النهائية، لماذا استبعد أحمد مجدي وأحمد عبد الرؤوف تاركا الفريق بلا غطاء في هذا المركز؟

نعود إلى الأساس الذي ضربه حسام حسن بوجود رحيل، الذي بدا في بعض الأوقات مثل سمير غانم في فيلم 4-2-4 .. لا يعرف كيف يتحرك، أو أين يقف، أو ما المطلوب منه، أو كيفية التنسيق مع حسن مصطفى. كان كالشبح طوال 30 دقيقة في الشوط الأول وهو خطأ لا يتحمل مسؤوليته بالطبع.

ضعف أساس الزمالك حرر أحمد حسن ومحمد أبو تريكة ومحمد بركات بشكل كامل تقريبا، فكانت الاختراقات والتسديدات عن طريق الثلاثي بلا حساب فهم يمرون بجوار رحيل ليقولون له "ممكن نعدي؟" فيرد عليهم "وعليكم السلام" .. وبالطبع لن يستطيع حسن مصطفى تغطيتهم جميعا وحده.

الدليل شاهده الجميع في الملعب، وأكثر من شاهده بالطبع هو عبد الواحد السيد، الذي كان ينقذ انفرادا من بركات، ليجد آخر من شهاب الدين، وما إن يستفيق حتى يباغته أحمد حسن بتسديدة بعيدة، فكان الأمر المحتوم في النهاية هو اهتزاز شباكه لمرة ثانية وثالثة.

هوامش على الأساس المنهار

• ضع نفسك مكان صبري رحيل: لا تلعب أساسيا، وحينما تدخل في المباريات السابقة تلعب في مركزك وهو الظهير الأيسر، ولكنك تدخل أمام الأهلي لاعب ارتكاز، ثم تتحول من جديد إلى ظهير أيسر .. هل ستقدم مستواك المعروف؟ أشك.

• أحمد غانم سلطان كان مترددا في التجديد للزمالك، ويفكر في الاحتراف الأوروبي! عليه أن يشاهد تسجيل هذه المباراة ولقاء الدوري الأخير، كي يدرك أن بقائه في الزمالك هو إنجاز في حد ذاته. فهو لاعب يتقدم ويتأخر في العودة، وحينما يعود يخسر أمام أصحاب المهارة، ويرعب زملائه وحارس مرماه بدلا من طمأنتهم.

• ريمي أديكو لا أدري إذا كان جناحا، أم صانع ألعاب، أم مهاجم صريح لأنه لم يقدم ما يلفت النظر في كل هذه المراكز. أضف على ما سبق إيقاعه البطئ في التحرك ونقل الكرة، تجد نتيجة حتمية بعدم استمراره.

• أحمد جعفر يلعب مهاجما وحيدا، رأس ماله هو التحركات الطولية والعرضية وليس التهديف بالدرجة الأولى، ولكن لكي يتألق في تحركاته وإفساح المساحة للزملاء القادمين من الخلف يجب أن يعلم أين يقف من الأساس وموقعه بالنسبة لرقيبه وخط الدفاع كاملا .. أتذكر الآن سير أليكس فيرجسون وهو يصف فيليبو إنزاجي بأنه "ولد في موقف تسلل"، ترى ماذا سيكون رأيه إذا شاهد جعفر؟

• محمد عبد الشافي لاعب رائع، يهاجم بجرأة وسرعة، ويدافع بحكمة ومهارة ويلعب بصورة رائعة مع الجناح حسين ياسر في اليسار .. وهذا الثنائي مع عبد الواحد السيد هم أكثر من تعرض للظلم في هذا اللقاء لأن أحدا لن يلاحظ ما قدموه بعد هزيمة الزمالك.

• كل ما سبق لا يستدعي ردود أفعال صبيانية من إدارة الزمالك أو جماهيره، ولا يعني أن حسام حسن تحول من ساحر إلى مدرب فاشل، ولكن مثلما يقولون "غلطة الشاطر بألف" .. فهو أخطأ ولكنه في النهاية يظل شاطر!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات