كتب : خالد طلعت | السبت، 03 يوليه 2010 - 13:58

الحقيقة وراء رحيل حمزة عن الأهلي

جاء رحيل جمال حمزة غير المتوقع عن صفوف الأهلي بعد أيام قليلة من انضمامه للفريق لتثير علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقة لرحيل اللاعب، وهل كان ذلك بناء على رغبته بالفعل، أم كان قرارا من الجهاز الفني للأهلي.

في البداية أود أن أشير إلى أنني تأخرت في الكتابة حول هذا الموضوع حتى أتبين الحقيقة كاملة وأصل إليها من خلال سؤال العديد من الأطراف القريبين من الأحداث سواء لاعبين في الأهلي أو أفراد الجهاز الفني أو مسؤولين في النادي، وحقيقة رحيل حمزة يكمن في النقاط التالية:

أولا: حمزة لم يثر أي مشكلة أو أزمة منذ انضمامه لصفوف الأهلي، وإحقاقا للحق فإن اللاعب من الناحية الأخلاقية كان مثالا للالتزام والانضباط، وكل ما يثار عن أن سبب رحيله هو سبب أخلاقي أو بسبب عدم التزامه كلام عار تماما من الصحة ومن نسج خيال بعض الناس التي تريد الاصطياد في الماء العكر، ولم تحدث أي أزمة بين حمزة وأحد اللاعبين كما ردد البعض، كما لم يثر أي أزمة مع حسام البدري.

ثانيا: السبب الرئيسي في رحيل حمزة عن الأهلي هو ضعف لياقته البدنية بصورة واضحة جدا وهو ما اتضح أثناء التدريبات ومن خلال الفحوصات التي أجراها الجهاز الطبي على اللاعبين، وهو ما أكد أن حمزة غير قادر في الوقت الحالي على أداء مباراة كاملة (90 دقيقة)، وكان هذا الأمر قد تسبب من قبل في رحيل حمزة عن صفوف ماينتس بعدما قرر النادي الألماني فسخ تعاقده، كما أن من تابع حمزة في فريق الجونة سيجده لم يلعب مباريات كاملة إلا في مرات قليلة جدا رغم أن المجهود البدني الذي يبذله مهاجم في الجونة أقل كثيرا من الذي يبذله مهاجم في فريق كبير بحجم الأهلي.

ثالثا: حمزة كان ينتابه بعض "الدلع" أثناء التدريبات وهو أمر معروف عنه منذ كان لاعبا في الزمالك، فلم يكن يؤدي التدريبات في الأهلي بشكل جدي أو بتركيز كامل مثل باقي اللاعبين، ونقص اللياقة البدنية للاعب كان يحتاج إلى مجهود مضاعف وتدريبات بدنية مكثفة لاستعادة لياقته، وهو الأمر الذي لم يكن اللاعب يفعله إما بسبب "الدلع" أو بسبب عدم قدرته على ذلك، لأن حمزة لاعب لا يحب التدريب بجدية أو بقوة وهو أمر يعلمه الجميع وأكده مدربه السابق في ماينتس، وأكده أيضا حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب.

رابعا: عندما تعاقد الأهلي مع حمزة في يناير الماضي كان الجهاز الفني للفريق يعتقد أنه بحاجة إليه، خاصة في ظل اقتراب رحيل أحمد حسن عن الفريق، وإعارة أمير سعيود، إلا أن الأمور تغيرت كثيرا في الوقت الحالي.

فحسن قرر البقاء مع الأهلي، وسعيود عاد من الإعارة، بل وقام الأهلي بشراء لاعبين جدد في نفس مركز حمزة هم محمد ناجي "جدو" وعبد الحميد شبانة، كما اقترب الأهلي من شراء مهاجم أجنبي قد يكون الغيني سليماني يولا أو العراقي مصطفى كريم، بالإضافة لظهور الثنائي الصاعد أحمد شكري ومصطفى عفروتو بشكل جيد في النصف الثاني من الموسم الماضي مما يجعلهم بحاجة إلى فرصة أكبر مع الفريق الأول، ناهيك عن وجود الثنائي الرهيب بركات وأبو تريكة.

ولذلك وجد الجهاز الفني في الموقف الحالي أن حمزة لن يلعب الدور الكبير في الفريق في الموسم المقبل، بالإضافة إلى أنه ليس صغيرا في السن لينتظر عامين أو ثلاثة بعد اعتزال بركات وأبو تريكة وحسن، كما أنه يحمل اسما سيجعله لن يقبل الجلوس على مقاعد البدلاء وسيثير مشاكل عديدة وسيصبح صداعا في رأس الجهاز الفني أكثر من حسين ياسر المحمدي.

خامسا: بدأ الجهاز الفني والإداري في الأهلي بقيادة الثنائي البدري وخشبة في رسم سيناريو "لتطفيش" حمزة مبكرا حتى يتخلص النادي منه ومن المشاكل التي من الممكن أن يثيرها، وبدأ سيناريو التطفيش بإبلاغ حمزة بعدم قيده في القائمة الإفريقية للموسم الجديد وعدم الاعتماد عليه بصفة أساسية في بداية الموسم بسبب ضعف لياقته البدنية، وهو أمر غريب من الجهاز الفني إذ يتبقى على موعد القائمة الإفريقية 15 يوما كان من الممكن أن ينتظر خلالها قبل أن يحدد الأسماء.

سادسا: النقطة الثانية وهي الأهم من عدم القيد إفريقيا - وهو الأمر الذي لا يعلمه أحد - أن خشبة أبلغ حمزة أن الأهلي سيقوم بتخفيض المقابل المالي الذي يتقاضاه اللاعب والذي اتفق عليه الطرفان في العقد الرسمي، وبالطبع هذا الأمر لم يعجب حمزة وهذا حقه تماما وشعر أن الأهلي يسعى لتطفيشه ولذلك أعلن للجهاز الفني أنه يفكر في الرحيل بصورة ودية.

سابعا: فور إعلان حمزة تفكيره في الرحيل قام الموقع الرسمي للنادي الأهلي بإعلان فسخ تعاقده مع اللاعب وكأن مسؤولي الأهلي "ما صدقوا" حتى يتخلصوا من حمزة وهو الأمر الذي زاد من ضيق اللاعب من موقف النادي تجاهه، وأعلن الأهلي أن اللاعب هو من طلب الرحيل حتى لا يسيء إلى صورة الجهاز الفني أمام الجماهير والرأي العام.

خلاصة الكلام:

رحيل حمزة من الأهلي بهذه الطريقة هو إدانة للجهاز الفني بقيادة حسام البدري قبل أن يكون إدانة للاعب نفسه، فالبدري هو من طلب التعاقد مع حمزة وتمسك به، ثم هو من قرر الاستغناء عنه، رغم أنه من المفترض أنه كان يعلم من البداية ضعف لياقته البدنية وعدم تركيزه في التدريبات وهو أمر يعلمه أصغر مشجع لكرة القدم في مصر.

التعاقد مع حمزة كان خطأ من الجهاز الفني للأهلي، والاستغناء عنه هو إصلاح خطأ بخطأ أكبر، وهو تكرار لما فعله الأهلي العام الماضي مع النيجيري فينسنت باي وإن كانت الحجة وقتها أن الجهاز الفني تغير ورحل جوزيه وجاء البدري، فماذا ستكون الحجة هذه المرة؟

نقطة أخيرة:

إذا قام الزمالك بالتعاقد مع حمزة بعدما فضل اللاعب الانضمام للأهلي وتغزل فيه وقال عنه أشعار، ثم تركه الأهلي بسبب أنه لا يصلح للعب مع الفريق، وقتها يكون نادي الزمالك "يستاهل اللي يجراله".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات