كتب : شريف عبد القادر | الخميس، 14 أكتوبر 2010 - 16:35

شحاتة الأحمر!

على طريقة إبراهيم الأبيض، تحول شحاتة إلى اللون الأحمر وأصبح كالخط الأحمر غير قابل للمساس، رافعا راية ممنوع الاقتراب أو التصوير.

لم يعد حسن شحاتة يتقبل النقد تحت أي ظرف، مهما كان الحال وتحت أي مسمى حتى لو كان النقد في صلب الأداء الخططي وليس له علاقة بالأمور الشخصية أو المطالبة برحيل الرجل البارز في منصبه.

وزادت الأمور عن حدها بعد خسارة مباراة النيجر، فحول الانتقادات التي تعرض لها إلى أمور شخصية غريبة مهددا باللجوء للرئيس لإيقاف هؤلاء المغرضين والحاقدين واللي على وشهم غضب ربنا عند حدهم.

وهنا لا أنتقد طبعا شحاتة حتى لا أخضع للتهديد، ولكني أود أن أفند له أمرين.

اختلاف الانتقاد

دائما ما يضع شحاتة في ذهنه من يشكك في انتصاراته ويعتبر أن انتقاد طريقة لعبه أو خطة الفراعنة في مباراة تشكيكا في قدراته الشخصية.

الأمر مختلف، ففي الماضي عندما كان يتهم البعض شحاتة أنه يفوز بالحظ أو مع الاعتماد على شيخ لاستشارته شيء والانتقاد الذي تعرض له المدرب بعد مباراة النيجر شيء آخر.

فبعد خسارة النيجر لم يخرج الإعلام ليطالب شحاتة بالتخلي عن منصبه أو شيء من هذا القبيل، ولكن فقط كان الانتقاد لأمور فنية.

وهذا أمر وارد فلكل شخص رائع ومميز في عمله أخطاء يجب أن يتحمل انتقادها لا سيما وأنه شخصية عامة تتحكم في مزاج كل المصريين.

شحاتة لم يعد حتى يتقبل أن ينتقد في الخطة أو إشراك بعض اللاعبين.

الغريب أنه نفسه انتقد أداء الفراعنة أمام النيجر وبقسوة، قائلا "جميع اللاعبين لم يظهروا بمستويات جيدة، والنيجر فريق ميعرفش يفوز على حد" ومع ذلك لم يتقبل نفس الكلام من الآخرين.

ليبي واحترام الإنجازات

عند الإخفاق أمام النيجر، تذكر شحاتة إنجازاته ولا أعلم محلها في هذا الموقف، فإنجازات شحاتة لا يمكن المزايدة عليها لأسباب كثيرة أهمها أنها أسعدت الجميع بالطبع ولن ينسوها.

أقدم لشحاتة نموذج آخر في دولة غير عربية حقق لها شخص الإنجاز الأعظم في كرة القدم بالفوز بكأس العالم وبعد أربعة أعوام تعرض بيته للهجوم واستقبلته الجماهير بالهتافات العدائية.

فمارشيللو ليبي الذي قدم للكرة الإيطالية ربما أكبر مفاجأتها في التاريخ بالفوز بكأس العالم 2006 في ظروف لا تدل على ذلك ما زاد شعورهم بالفرحة، عاد بعد أربعة اعوام ليتلقى الهزيمة أمام فريق بحجم سلوفاكيا ويتعادل مع فرق مثل نيوزلندا وباراجواي.

وهنا تعرض لنقد متلاحق من الصحافة والمطالبة بإقالته، ليس فحسب بل كانت الجماهير أكثر قسوة وهاجمت بيته وسبته.

ولم يشفع له الفوز بكأس العالم قبلها بأربع سنوات.

على شحاتة ألا يزايد على إنجازاته لأنها ستكتب في تاريخه وستحفظ له لا محالة وهذا طبيعي، ولكنها لن تنقذه من الهجوم في حال الإخفاق وهذا أمر طبيعي أيضا.

ولكن الأهم هو الحديث عن الإخفاق في المباراة بشكل منطقي من جميع الأطراف، فلا يجب التهويل من الأمر أو التهوين منه.

فشحاتة لم يخسر بطولة أو حتى فقد الأمل في التأهل لكأس الأمم الإفريقية، وفي نفس الوقت خسر أمام فريق متهالك باعترافه شخصيا.

ملحوظة:

شحاتة نقل حساسيته المفرطة وعدم تقبل النقد للاعبيه، فعبد الشافي ظهر هو الآخر ليؤكد أنه لا يتحمل الخسارة أمام النيجر .. يبدو أن كاتب هذه السطور هو السبب في الخسارة!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات